البارت الخامس| تعارف!

3K 132 14
                                    

و أنا الكتوم الحاذق،المتحذر، فكيف عَبثتِ بي !

مساءا...

كانوا جالسين في إحدى المطاعم الهادئة، فكل من فيتال و ماتيا لا يحبون الأماكن المكتظة ، لهذا أجبر راكان على إختيار مطعم هادئ يناسبهم...

كانوا يتناولون طعامهم في صمت و أحيانا تستوقفهم مداخلات راكان ...

"ما رأيك ماتيا في المطعم، آمل أنه قد أعجبك"

كان هذا سؤال آخر من راكان الذي لا يقدس الصمت مطلقا...

"يروقني... هادئ... اللوحات الفنية المعلقة جعلته مميزا ، وكأنما رائحة الفن تحيط كل زاوية من زواياه..."

كان الإنبهار واضح على وجهها، تحب الأماكن المميزة التي تُبعث منها لمسات الفن...

"ما رأيكم أن ننهض، لقد تأخر الوقت..."
كان هذا إقتراح ماتيا التي بدأت تتعب، ولا سيم أن هذا اليوم الأول لها في العمل، و هي ليست معتادة على هذا...

"بالطبع، لنذهب..."

أجابها فيتال بنبرة غائبة وهو يحدق في ملامحها ...
إبتسمت له إبتسامة تجعل كل من أمامها يتأملها دون ملل...
أردفت وهي تنظر له...
"أتمنى أن لا أزعجك بطلبي... لكن هل من الممكن أن تتصل على سيارة أجرة لتوصلني إلى البيت "

كان الوقت قد تأخر بالفعل و الضلام بدأ يغطي سماء المدينة، من المخطر أن تذهب إلى منزلها ماشية...

"ليس هنالك داع، سأوصلك أنا "
جاء صوت فيتال وبه نوع من الأمر... لذا إستسلمت هي للأمر... أومئت له لتحمل حقيبتها و معطفها ليغادروا المطعم...

" ليلة سعيدة ماتيا، ولك كذلك صديقي العابس... أراكم غدا..."

ودعهم راكان ليستقل سيارته ويذهب إلى منزله ....

"تفضلي سيدة ماتيا "

أشار لها فيتال لتركب هي، ويصعد هو بجانبها ...

كان الطريق من المطعم إلى منزلها بعيدا قليلا... المطر بدأ يهطل، السماء إكتست حلة سوداء... هذا المنظر يُريحهم على الأغلب...

بينما هي غارقة تتأمل الطريق المبلل، و الاشجار التي تتلاعب بها الرياح... قطع هو حبل أفكارها بسؤاله

"لماذا تحبين الأماكن الهادئة التي لا تعج بالناس، أنثى مثلك تبدو إجتماعية تحب الحياة... فما بال هذا الانعزال..."

أدارت وجهها نحوه، صمتت لثواني لتجبه و تشفي فضوله..
" ومن قال أنني لا أحب الحياة... ألكوني أحب الهدوء و الأماكن الهادئة ... أو لأنني لا أمتلك محيط مليئ بالأشخاص ؟!

مخطئ يا سيدي...
إنني أفضل الجلوس مع شخص واحد يفهمني، نتحدث معا عن النجوم وما خلف الكون، وعن الأقوام السبع، نتكلم عن المؤلفين و الكتب و أجمل الاقتباسات فيها...
أفضل هذا كله على أي اجتماع فاخر مع حشد من الناس تتحدث أحاديث يومية مستهلكة لا تثير مخيلتي...
هذه هي فلسفتي وطريقة حبي للحياة..."

لقاء الأقدار Όπου ζουν οι ιστορίες. Ανακάλυψε τώρα