البارت الرابع عشر |متيم بك

2.2K 106 13
                                    

مريض بك،وكل من يمر بي يصاب بعدواي و يحبك!
"عن شيء إسمه الحب"

صعب أن يعترف الإنسان بمشاعره المكتومة ، و خاصة إذا كانت مشاعر حب... البعض يشعر بالإحراج و البعض يشعر و كأنه يستصغر نفسه، و هناك من فُرض عليه أن يكتم مشاعره دون رغبة حقيقية منه....
و هذا النوع هم أكثر من يعانون... يودون لو كان باستطاعتهم البوح عما يجول بداخلهم... التعبير عن السعادة، الحب و كذلك الحزن... هم حقا يريدون الإفراج عن هذه الأحاسيس....
لكن دائما ما تؤرقهم أشياء و تقف في عقبتهم...
هناك من عانى من ماضٍ مؤلم ،خشي أن يبوح به يوما...
هناك من تعرض للإستحقار، فكتم داخله خوفا من أن يعاد السيناريو مرتين...
و هناك من يعاني من أمراض، فلا يبوح لأي شخص تجنبا للأذية، و خوفا على من يحيطون بهم...

و كان فيتال من الأشخاص الذين يعانون من كتمان المشاعر، من الصعب جدا معرفة ما يدور في داخله...
لا يمكن توقع ردات فعله... حتى و إن حاولت ستجد ملامحه جامدة، باردة ، و حتى غير مبالية...
ردات فعله تجعل من يقابله يستغرب من جموده، يظن و كأنه مستهتر، مستصغرا للأشياء و الأحداث...
يقولون أن ظاهرك هو مرآة ما في داخلك....
لكن لا يطبق هذا المثل على فيتال إطلاقا.... فمرآته تعكس للناس شخصا صعبا، متكبر و متعالٍ...
مرآته كاذبة... لا تنصفه بتاتا...

.

.

.

.

قبلتهم الجامحة جعلت من أرواحهم العطشة تُسقى...
جعلت من نبضات قلبهم الصامتة تقرع طبول الحرب...
أرواحهم تجمعت في حرب ملحمية، لن يكون فيها خاسر...
قبلة واحدة بعثت الحياة بداخلهم...

أسندت ماتيا جبينها على فيتال ، محاولة أن تلتقط أنفاسها، و تعيد ثباتها...
بقيت أفواههم صامتة، لكن أعينهم كان بها الكثير من الكلام ، الذي لا يفهمه شخص عاداهم....
قبل جبينها، و أمسك بكتفها، ضامها إليه بكل حب...
يشعرها بالأمان قبل الحب...

بقيوا لمدة صامتون، يتأملون قطرات المطر التي بدأت بالهطول...
يمسح على شعرها تارة ، و يقبل رأسها تارة....
يستمتع بالصمت هذه المرة، و عشق لحظات صمت كهذه...
بعدة مدة رفعت ماتيا جسدها لتقابله، نظرة له لوهلة ثم قالت....

" أتعلم شيء ، عندما أخبرتني صباحا أن آتي إلى منزلك، توقعت أن هناك شيء تود الحديث عنه...
لكن لم أتوقع هذا أبدا... فاجئتني أنت هذه المرة... لطالما كنت أنا أنثى المفاجأت حسب قولك...
و هذه أقرب مفاجأة إلى قلبي... هنيئا لك على إستحواذ قلبي و عقلي يا رجل الغموض "

إبتسمت في آخر كلامها... مقبلة كف يده...
رفع يده بهدوء ليرفع خصلات شعرها المتمردة على وجهها، و الابتسامة لا تغادر ثغره....
نظراته عميقة، يكتسيها بريق خاص يظهر إلا بوجودها...
غريب على رجل متصلب أن تخالجه كل هذه الأحاسيس دفعة واحدة...

لقاء الأقدار Where stories live. Discover now