"الفصل السابع عشر"

Start from the beginning
                                    

مصمص "شهاب" على شفتيه مدعيَّا التأثر، ثم تشدق:
_متزعلش ياخويا، أنا مش عارفة إيه الرجالة دي!! فيها إيه يعني لما تبوس بنته!! مش يمكن بعد فترة ترجعله حامل ويكون جِد!!

رفع "مدثر" نظره لـ "شهاب" قائلًا بعدما تهدل كتفاه بيأس:
_هو دا اللي حاولت أفهمه لـ"لوچي" واللهِ يا عمو.

فتح "شهاب" عيناه بصدمة، هو فقط كان يمزح ويسخر من الحديث، ليُدهش من ردة فعل "مدثر" الذي حاول إقناع "لوچي" في ذلك حقًا!!!

أمسكه من ياقة قميصه وهو يُحركه قائلًا:
_واد يا "مدثر" انت بتتكلم جَد!!

هز له رأسه بتأكيد مستطردًا حديثه:
_أه يا عمو... وهو الحب فيه هزار!!!.

جلس "شهاب" جانبه مصدومًا من حديثه الذي يتعدى عمره بكثير مُتمتمًا:
_الله يخربيتك يا "ريان"... فسدت أخلاق الواد.

اعتدل" شهاب" محله بتوتر ثم دار بعقله الكثير من التساؤلات ولم ينفعه أحد بهذا سوى "مدثر":
_واد يا "مدثر"، عايز أسألك على شوية حاجات كدا بس أوعدني إنك مش هتقول لحد.

استند "مدثر" على حافة الفراش من خلفه رافعًا قدمًا على أختها قائلًا بثقة:
_سِـرك في بير يا عمو.

بدأ حديثه وهو يُفكر في تصرفاته وتجاهله لـ "إهداء" علَّها تشعر به، ولم يُخيَّل له يومًا من الأيام أن يأخذ نصيحة "مدثر"!!:
_لو أنا بحب بنت وهي كانت مخطوبة، بس سابت خطيبها وأنا تجاهلتها، دا هيجي معاها بفايدة.

اعتدل "مدثر" في جلسته ثم تحدث نافيًا:
_البنات مش عايزة اللي يتجاهلها، بابا كان بيقولي البنت من دول عايزة الإهتمام والحب، ولو لقت الحاجتين دول في حد تاني غيرك يبقي بالسلامة انت بقا وخلي تجاهلك ينفعك.

فكَّر مليَّا في حديثه ووجد أنه صحيح بنسبة مئة بالمئة، ليبتلع ريقه قائلًا:
_طيب أعمل إيه دلوقتي!! خصوصًا إنها زعلانة مني.

غمز له "مدثر" بوقاحة لا تليق بسِنه:
_بوسة.. وردة.. هدية.. غمزة، والدنيا هتعدي، البنات مش عايزة غير كدا، ويا سلام لو تدخل في الموضوع وتحضنها على طول، هتلاقي الدنيا ماشية معاك حلاوة.

فتح "شهاب" عينه بصدمة، وهو الذي كان يظن ذاته وقحًا عديم الأدب!! لكن بالمقارنة مع ذلك الطفل الناضج وجد نفسه مجرد ملاك برئ لا أكثر، لكن لن يُنكر بأنه سيمشي على خُطاه وسيفعل ما قاله ذلك الشيطان الصغير لينال قلب محبوبته مرة أخرى.

مُتيمة بنيران عشقهWhere stories live. Discover now