تطهيرُ دنسِ سنينٍ.

Start from the beginning
                                    

«أخبرني أنك جنديٌّ جيّدٌ وأنّك تحاول إنقاذي، لكنك لن تنجح، بينما أبي..»

صمت لأن دموعه نزلت، إنه يبكي كثيرًا هذه المدّة، أرجو ألا يؤثّر ذلك عليه سلبًا.

جلست إلى جانبه في السرير عوض الكرسي الذي كنت أضعه أمامه ومسكت يديه كل على حدةً ليبتلع ريقه مكملًا كلامه.

«أبي يئس من ذلك وقرر عوض الوقوف معي ونشر الخبر التستّر وفي المقابل يعيش وعائلته مع نخبة الأرضيين، لم يكن أخي أيضًا يفهم الأمر، لكنه سمع هذا، ورمى بنفسه لأنّه لم يستطع إقناع أبي وزوجته بإنقاذي.»

أنا فهمته.. النخبة، أولئك الذين يريدون عيش حياةٍ مثالية على أنقاض آلام الحيوات التي سيدمّرونها، لكن هذا لن يحصل.

يدي ذهبت تلقائيًّا إلى جانب وجهه أغمر أصابعي بشعره الكثيف، يؤسِفُني أنه طفل صغير يعيش كل هذا.. لكنني أيضًا عاجزٌ كبير، أنا بالكاد أتطوّرُ قليلًا لفهم المرض، لكن ذلك الكتاب ساعدني كثيرًا، وحاليًّا هناك أفكارٌ أخرى تراودني، هناك مخاطرٌ، لكن نسبة النجاح عاليةٌ جدًّا.

«هل صدّقت أنني لن أنجح في إنقاذك؟»

نفى وموجة مشاعر إيجابية جعلت قلبي يطفو.

«لقد أخبرتني أنّك وعدت أباك أنك ستُقاتل من أجل البقاء على قيد الحياة وستفعل هذا لأجل الجميع، وقلت مرّةً أن المسلم لا يُخلف وعده.. أنت ما زلت مسلمًا؟»

لست حقًّا أعي السبب المحدّد لبكائي الآن.. لقد فسّر الأمر بطريقةٍ جميلة، أنا مسلم، ربّما لهذا لا أستطيع الهروب وتركه، خائفٌ من كلّ هذا، لكن الهروب سيجعلني أحتقر نفسي طول العمر.

«طبعًا، أنت ستعيش لترى كلّ صيفٍ بغلال أكثر، ربما ستسبح في البحر أيضًا.»

ابتسم وذراعاه الصغيرتاه صانقتا خاصرتي بقوّةٍ، أرجو أن أنجح، ليس من المهمّ أن أنجو أنا، لكن يجب أن أجد علاجه.

.

«يا أخاه يا أخاه.. هل تعرف؟»

كان يمشي أمامه بطريقةٍ مستفزّةٍ، بينما فكّ الأصفاد عن يديه وجعله يجلس على كنبة مريحةٍ وسط غرفة واسعة مليئة بالحراس وأجهزة حاسوبي متطوّرة، مطبخ صغير في ركن قريبٍ من باب الخروج غالبًا، كانت أشبه بغرفة أحلامه.

الإضاءة المنخفضة جعلت ملامح الذي أمامه مبهمة، لكنه كان متأكّدًا أنه نفس الجنرال الذي كان يستدعي أخاه.

«ألم تتعب من حياةٍ كهذه للآن؟ تبدو ككلب الاتحاد آليكس، حياتك مقرفة جدًّا.»

كلّ الرجال تقدّموا من الجالس المسترخي في آن واحدٍ ليرفع آليكس كفه نحوهم قصد إيقافهم، ابتسم أحمد لأنّ هذا الرجل يحتاجه مهما قال ومهما فعل.

| مَلحمةٌ بيولوجِيّةٌ | ✓Where stories live. Discover now