الفصل 27 الجزء2

Start from the beginning
                                    

ابتعد عنها قليلا يفكر في كل حرف قالته والغضب والحقاد يتصارعان داخله مراد يحاول نفيه ليعتلي عرشه لن يسمح له أبدا سيريه من هو وليد التفت لكارمن ابتسم يغمغم :
- ماشي يا حبيبتي روحي أنتِ أوضتك وما تخافيش من مراد طول ما أنا موجود
ابتسمت برقة تومأ برأسها تحركت سريعا للخارج ليكور وليد قبضته يهمس غاضبا :
- صبرك عليا يا مراد هنشوف مين اللي هيكسب في الآخر

في نفس اليوم ليلا في الحديقة يقف مراد يرتدي قميص أسود وسروال من الجينز الأزرق وحذاء انيق ينتظر نزول كارمن ليأخذها في نزهة كالمعتاد .... نظر لساعة يده ينتظر ظهورها يتلظي علي جمر العشق إلي أن أطلت عليه اخيرا تتهادي بفستانها الازرق الناعم يلتف حول كتفيها شال من الفرو الأبيض يكاد يماثلها نعومة وربما هي تفوقه ... سحرت عينيه وخطفت أنفاسه ابتسم كالأبلة أمام ابتسامتها الرقيقة الخجولة اقترب منها مأخوذا بجمالها إلي أن صار أمامها رفع كفها يلثمه بقبلة لطيفة رفع وجهها ينظر لها لا تصدق عينيه أن قلبه عشق ملاك خُلق له فقط فلم يقاوم حين جذبها لأحضانها يعانقها مترفقا حذرا وكأنه يعانق قطعة زجاج فما كان منها إلا أن ظهر الخوف جليا علي وجهها ونظرات عينيها ..لما؟ لأن وليد يقف هناك يراقبهم فأرادت أن تأكد له ما قالت صباحا إن مراد يُجبرها أن تظهر سعيدة
ابتعد مراد عنها لتختفي نظراتها الخائفة امسك يدها يشبكها في كفه إلي سيارته التفت لها ما أن جلس جوارها يغمغم مبتسما :
- هوديكي حتة مطعم أنا عن نفسي أول مرة اروحه بس ريفيوهات الناس عنه عظيمة وبيقولوا أنه فيه زوار من العرب والمصريين بيرحوه
ابتسمت كعادتها تومأ برأسها بالإيجاب لينطلق بسيارته الطريق لم يخلو من دعابته وغزله العفيف وضحكاتها وابتسامتها الخجولة إلي أن وصلوا للمطعم المنشود نزل من السيارة التف سريعا يفتح الباب المجاور لها يمسك بكفها برفق لتخرج من السيارة أغلق الباب أمسك بكفها يجعلها تتأبط ذراعه توجها إلي الداخل تحدث مراد مع النادل ليشردهم إلي الطاولة الخاصة بهما ترك يدها يجذب لها المقعد جلست ليدفعه للأمام برفق جلس أمامه يغمغم مبتسما :
- حلو المكان عجبك؟
تحركت بعينيها في أنحاء المكان تتأفف داخلها لا تعرف متي ستنتهي تلك اللعبة لتتخلص من دور البريئة المقزز هذا عادت تنظر اليه ابتسمت تغمغم :
- جميل أوي شكرا يا مراد
انتقل من المقعد أمامها إلي المقعد المجاور لها يمسك بكف يدها يلثم باطنه يغمغم بولة :
- أي حاجة عشان خاطر تكوني مبسوطة يا كارمن أنا مستعد أعملها
سحبت كفها من كفه تضم يديها لبعضها تبتسم خجلة ليضحك سعيدا على خجلها المحبب لقلبه استأذن منها للذهاب للمرحاض قام متوجها صوبه فتح باب المرحاض الخارجي وقف أمام أحد الأحواض الخارجية يغسل يديه حين بدأ يتسلل إلي أذنيه صوت يأتي من خلف أحدي الأبواب الشبه مغلقة تحرك بحذر ناحية الصوت من الباب الشبه مفتوح رأي شابين لم ييلغا العشرين من العمر بعد المشهد الذي رآه لم يكن لطفلين مستحيل بل عجائز آكل السم شبابهم بشرة شاحبة أعين غائرة ذابلة عروق الوجه والرقبه والذراعين نافرة بشكل مخيف سحابات قاتمة تحتل أسفل عيني كل منهما احدهما يمسك بسرنجة بها مادة بيضاء ربما يعرفها ربما !! أما الآخر فيلف رباط حول ذراعه لتنفر عروقه أكثر بنبرة واهنة ضعيفة همس لصديقه يستنجد به :
- بسرعة بقي مش قادر اتحمل
أراد أن يتحرك يمنعهم من ذلك ولكنه شعر وكأن ساقيه التصقت بالأرض ترفض التحرك رأي سن الإبرة وهو ينغرز في جسد الشاب والسم الأبيض يتدافع إلي جسده لما يبدو غاضبا أليس هو من يبيعه ... رأي كيف أغمض الشاب عينيه وارتخت قسمات وجهه الذابلة
للحظات فقط قبل أن يفتح عينيه علي اتساعهما يشهق بعنف وكأن روحه تُنتزع منه ارتبك الشاب الآخر يسأله مذعورا :
- في اي يا أحمد
اندفع الشاب الآخر يفتح الباب ما أن خرج سقط أرضا علي أرض المرحاض الخارجي يرتجف بعنف .. هنا استطاع أن يحرك قدميه هرع إلي الشاب الملقي أرضا ينتزع جسده عن الأرض يضرب علي وجنتيه نظر لصديقه يصرخ فيه :
- أنت اديتله ايييييه
انتفض الشاب مذعورا يخبره بنوع المخدر لتشخص عيني مراد فزعا يشعر وكأن الأرض تلتف به بعنف ، حمل الشاب الصغير بين يديه تحرك للخارج يصرخ يستنجد برواد المطعم هرع أحد الرجال إليهم يغمغم سريعا :
- أنا طبيب
سطح مراد الشاب أرضا ليجثو ذلك الطبيب جواره يحاول فتح جفنيه المغلقين يفحص نبض قلبه ومراد يقف يراقب يتنفس بعنف ينظر للطبيب علي أمل أن يخبره أن ذلك الطفل لازال حيا ولكن الأمل تبدد حين رفع الطبيب وجهه إليه يغمغم بنبرة حزينة :
- أنا آسف !!
تحركت قدميه للخلف يحرك رأسه بالنفي بعنف مات هو السبب هو القاتل سنوات وهو يظن أنه يقدم خدمة عظيمة بذلك السم يخفف بها من ضغوط الحياة ويغض الطرف عن أنه يقدم الموت ايضا ... انهمرت الدموع من عينيه ليشعر بيد توضع علي كتفه التفت ليري كارمن تنظر له حزينة أمسك بيدها يتوجه بها إلي السيارة دون حرف لم تتوقف عينيه عن ذرف الدموع طوال الطريق مشهد الشاب وهو يحتضر لا يتوقف عن الظهور أمامه ما أن وصلت السيارة للقصر اندفع خارجها دون أن يهتم بتلك الجالسة جواره إلي غرفة بيجاد يركض دفع باب الغرفة بعنف يصرخ في صديقه :
- بيجاد خلاص خلصت أنا مش هكمل في الشغل دا تاني الصفقة دي مش هتروح مصر يا بيجاد علي جثتي لو حصل

جبران العشقWhere stories live. Discover now