"الفصل الرابع عشر"

ابدأ من البداية
                                    

_وظروفك!!

سؤال طبيعي يخرج من فمه الوالد في مثل تلك الجلسات، ليُحمحم مُجيبًا إياه بثقة:
_طبعًا حضرتك عارف إني خريج هندسة ميكانيكا، وعندي ورشة خاصة بيا، وبفضل الله عرفت أكوِّن نفسي وأعمل بيت عيلة جديد لأمي بعد ما بيتنا القديم اتحرق، وراتبي مش قليل ولا كتير عشان مكدبش عليك، لكن أنا قادر إني أبني بيت وأصرف على زوجتي من مالي الخاص. وشقتي جاهزة مش فاضل غير التشطيب.

أحبَّ "إبراهيم" ثقته بنفسه كثيرًا، وكفاحه وطموحه منذ الصغر، هو يعلم أنه شاب طموح ومجتهد، لذلك أعطاه فرصة للمجئ، تحدث وهو يبتسم براحة:
_أنا عن نفسي معنديش مشكلة... انتِ إيه رأيك يا "فوزية"!!

ابتسمت "فوزية" بإتساع قائلة بلهفة:
_موافقة طبعًا، دا "محمود" زي ابني.

_على بركة الله، كدا مش فاضل غير رأي العروسـ...

وما كاد أن يُنهي جُملته حتى وجد "ميران" تخرج من الغرفة وهي تطلق الزغاريط العالية التي صدحت في الأرجاء بشكل مدوٍ، لتقف بجانب "محمود" ثم سألته مُتلهفة:
_الفرح امتى!!!!

حمحم "إبراهيم" بشدة ليُجذب إنتباهها، ثم وجَّه حديثه لـ "محمود" مردفًا بإستنكار:
_طيب سيبها يومين يابني تفكر أصلها مكسوفة.

قهقه "محمود" عاليًا بسعادة لا يُصدق ما حدث من تلك المُغفلة للتو، بينما شاركته "فوزية" الضحك وهي تنظر لإبنتها بيأس من أفعالها الحمقاء تلك.

نظرت "ميران" بضجر لأبيها ثم دبَّت الأرض بقدمها لتقول:
_يا بابا يومين إيه أنا أصلًا موافقة!!

ارتدى أبيها قناع الحِدة الزائفة على وجهه رغم سعادته لفرحة إبنته، ليقول بصرامة لها:
_ادخلي يا بت أوضتك ومتخرجيش غير لما أقولك.

نفخت بغيظ ثم اتجهت ناحية غرفتها، لكن قبل أن تدلف للداخل إستدارت لتغمز بمشاكسة لـ "محمود" الذي فتح عيناه بصدمة واضحة، وحقًا ودَّ لو يضحك عاليًا عليها.

نظر "إبراهيم" لـ "محمود" بيأس ثم تحدث:
_معلش يابني لسه عيَّلة ومخها صغير.

همس "محمود" داخله والشوق يقتله لأخذها بين أحضانه:
"أحلي وأجمل عيْلة في حياتي".

مُتيمة بنيران عشقهحيث تعيش القصص. اكتشف الآن