" تحتَ امرِك حَضرة المُحَقق"
- "خُذها الى الزِنزانة .. ستَبقى رَهن الاعتِقال حَتى تُثبت بَرائتها "
اختَرق كلامَه مَسامع كِلتاهِما كصَاعقة مُدمرَة , لتَنتَصب أنجِليكا مِن مَكانها ضَاربةً الطَاولة امَامها بكَفها و هِي تَقول بإنفِعال و سُخط شَديدَين
-" مالذي تَظن نَفسك فَاعلا"
-" اُطبِق القَانون!"
قاَلها بِنبرة مُستفزة لتَصّك عَلى اسنَانها و تُجِيب
"-المُتهم بَريئ حّتى تُثبت ادَانته "
- و المُتهم مَكانه السِجن المُؤقت حَتى تُثبت بَرائته "
قَالها و هُو يُشير للضَابط بِزجها فِي السّجن
التَفتت الاخرى نَحو بيلا بشَكل فَوري لتَجدها تُحدق بِها بعَينين تَائهتين يَطغى عَليها بَريقُ دُموعها المُتجمعة
نَفت برَأسها بِبُطئ شَديد و اردَفت بِصوت خَافت" لكنٌني لم اقتُله أنجَل ...لِما سَأدفع ثَمن فِعل لَم ارتكِبه؟"
احَست أنجِليكا بِمرارة مُدقعة تجُول بَين ثَنايا قَلبها المُحطم و كَيف لا و َهي تَرى نِصفها الثّاني تَسكُب انهاَرا ثَمِنية مِن عَينَيها التّي تَصرُخ جَمالا و بَراءة , كيفَ لمَخلوقٍ لَطيف كَبيلا ان يتِم اتِهامها بِشئ مُريع كالقَتل , لطَالما كانَت كَوردة جَميلة نَقيه القَلب و رقيقة الاحسَاس كُل شئ تفعَله او تَقولُه يترُك اثَرا ناعمًا على قُلوب الاخرِين
اقتَربت مِنها بِضع انشَاتٍ لتُكوِب وِجنَتيها بَين كَفيها وتُهمس بِهدوء مُحاولة رَسم ابتسَامة مُشرقة عَلى مَحياها
" لا تقلَقي عَزيزتي ... اعدُك اننّي سَأخرجُك مِن هُنا في السَاعات القَادمة ...ابقي ثَابة و قَوية كَما عَهِدتك بِيلا ... اتَفقنا؟"أومَئت لَها لتُمسك بِيدها بأنَامِل مُرتجفة تُعبر عَن قِواها التّي خَارت بشَكل كُلي لتُحدِق بِها بِعينُين يَملؤها التَوسل و التَرجي
" انا اثِقُ بِك أنجَل "
قالَتها لتبتَعِد عنهَا و تَتبع الضّابط المُتجِه نَحو الزِنزانة بخُطوَات مُتردِدة خَائفة مِما يُخبئه لَها المُستَقبل
مَرت دقاَئق قَليلة لتَخرج أنجلِيكا مِن غرفة التَحقيق بمَلامح لا تَمُتُ السّعادة بصِلة و كَأن العَالم اصبَح فَجأة باهِتا بلِا الوان او حَياة , كانَت هَائجَة , مُرتبكة و مُضطربة , افكَارها مُشوَشة وَ عينَيها حَزينَة تعكِس الحَرائق المُلتهِبة بأعماَق قَلبها المَفتور , مالذي سَتفعله الان ؟, كَيف ستُخرج صَديقة عُمرها مِن هِذه المِحنة؟
استجمَعت أنفاسَها و عَدلت مِن بذلتها الفَاخرة لتتَجه نحوَ قاعة الانتِضار بِخُطوَاتها الوَاثقَة المُعتَادة , تطلعت امامها لتجد نيكولاي جالسا بوقاره بأحد الكَراسي بَينما كاَن فِيليب يَجوُل الغُرفة ذَهابًا وَ ايَابا من فرطِ التَوتر مُنتظرا خَبرا واَحِد يُطفئ لهِيب القَلق الذّي طَغى بِداخله , تَوقفَ لوَهلة عِندمَا لمَح هَيكَلها الثَابت امَامه و اتَجه اليهَا بخُطوات وَاسعة ليُصبح بِقربها قَائلا بهُدوء يُناقض العَاصفة التّي هَبت بِداخله
![](https://img.wattpad.com/cover/290192350-288-k655472.jpg)
أنت تقرأ
مَا بَينَ الحُبِّ وَ الحَرب // Between Love & war
Short Story- وَ هَل ليُونِيل دِي مَاريَا يَعرِفُ مَعنى الحُب؟ - ليُونيِل لاَ يَعرِفُ الحُب وَ اِنَما غَارَقٌ فيِ العِشقِ لاَ وَ إِنِي ما عَشَقتُك اَي ِعشقٍ وَ لكِني اِعتَنَقتُكِ مِثلَ دِيِنِي مَاذا لَو اِلتَقى تَمَرُدُهَا بِتَمَلُّكِهِ وَ شَجَاعَتِهَا بِط...
part 11
ابدأ من البداية