الجزء الخامس

118 4 0
                                    

مر إسبوعين ومنار تحدث عمر وتحاول وضع تلك الحدود الوهمية بينهما .. وكل يوم يزداد تعلقها به عن اليوم السابق .. نعم كانت تحبه ولكن منذ أن علمت أنه يحبها .. مرضت به !.. فصارت لا تنام الاحين تحادثه حتى بعد الفجر .. وتظل بانتظاره ساعات تاركةً حياتها ودراستها .. كل يومها عبارة عن محادثتها إياه .. وحين يغلق تغرق بين خيالات جميلة لن تتحقق وهي تعلم ذلك !.. فتغرق في دموعها حتى يغلبها النوم .. فتنام لتستيقظ في اليوم التالى .. لتحادثه وحسب!! ثم تغرق في دموعها .. أين تلك الرومانسية التي تشاهدها دوما بالافلام ؟.. لمَ لم يحدث يوما أن تنام سعيدة بعد محادثته ؟.. لمَ تبكي بشكل يومي .. مر الاسبوعين وقد بدأت منار تفهم ان الرومانسية لا تكمن في كلمات الحب وحسب وإنما هناك شيء آخر !.. لا تعلمه ولا تعلم حتى كيف تصل له !.. كل ما تعرفه هي أنها تعيسة جداً .. وأنها لن تبتعد أبداً عن عمر .. وان كان هذا على حساب سعادتها !!.. فعمر شاب جيد جدا وبكليه الطب وابن خالها ويصلي بانتظام واحياناً بالمسجد ولا يرافق والفتيات .. و صاحب خلق ومعروف بذلك بين ذويه .. ولن تجد مثله أبداً ولو ظلت تبحث طوال حياتها ..

****

عاد نور الى منزله قبل المغرب بقليل كعادته وقابلته حبيبه أخته بابتسامة وقالت : تعالى يا نور عملتلك مفاجأه
-خير اللهم إجعله خير
- لأ خير إن شاء اللّٰه .. تعالى معايا اوضتى بس
ثم جذبته من ذراعه و هرولت نحو غرفتها وقالت ببسمة : غمض عينك!
وضع يديه على عينيه وقال بمرح : لما نشوف في الآخر هتطلع مفاجأه فعلا ولا بكش!
-تراا .. فتح عينك
أزال يده واتسعت عيناه للحظة ثم ابتسم وقال ببلاهة : إيه دا ؟
قالت بفرحة :دا كوتشي .. فاكر الخمسين جنيه اللي أنا قلبتها منك ؟.. أهو أنا بقى كملت عليها من تحويشة العمر وجبتلك الكوتشي دا .. دا ماركة على فكرة و أصلى
مط شفتيه وقال : ليه بس كلفتى نفسك يعني شيفانى حافي !.. كنتى جبتى الشنطة اللى نفسك فيها؟

-ما هوو .. أصلها من قريب مكنتش حلوه قوى .. وبعدين يعنى الكوتشي أفيد ولا الشنطه ؟.. الكوتشي طبعا !.. وإنت بتاعك قدم وأنا عرفاك مش هتنزل تجيب واحد جديد عشان لو أنا او ماما عوزنا حاجه يبقى معك فلوس !.. صح ؟
قال بحزن :لأ طبعا مش صح !.. متعمليش كده تانى يا حبيبة عشان مزعلش منك ؟!
قال بغير فهم :وأنا كنت عملت إيه بس !!.. متبقاش أوفر يانور !!
-بصي يا حبيبة إنتي لسه صغيرة !.. يعنى مسؤلة منى .. يعنى اللى تعوزيه أجيبهولك مش العكس !.. وإنتى عارفه إن مفيش حاجة بتضايقني فى الدنيا غير موضوع الفلوس دا !.. فيا ستى أنا متشكر جداً جداً وهدية جميلة ومقبولة وماركة وكل حاجه .. بس لو سمحتى إذا تكرمتى متككريهاش تانى .. اتفقنا ؟؟
تنهدت وقالت باستلام :طيب!.. روح قيسه بقى عشان أشوف المقاس ؟..
-ماشي

****

ظلت منار تتجول فى شقتها بتوتر .. فاليوم ستزورها هدير صديقتها العزيزة ولأول مرة منذ أن إنتقلت إلى محافظة أخرى .. وقد كانت إعتذرت لها عن الأسلوب الذي حادثتها به .. ظلت منار على أعصابها حتى سمعت جرس الباب هرولت نحوه وهي مبتسمة وقلقة بنفس الوقت وحين فتحته صاحت بفرحة : هديـــــــــر ..
وارتمت بين ذراعيها وأخذت تقبلها بشدة وهي تقفز من السعادة .. لقد اختفى كل شعور بالتوتر او الضيق .. تركتها ثم صاحت : إيه النيولوك الجامد دا !!
ابتسمت هدير وقالت وهى تغمز لها : احنا جامدين أووى
أمسكت منار بها وأخذت تديرها يمنة ويسرى وقالت: إيه الفستان التحفة ده .. والطرحة كمان .. شكلك حلووو أووى أوووووى أوووووى .. أنا هاخذهم مليش دعوة
قالت هدير بمرح : هتقلبيني من ع الباب كدا .. طب استني لما أدخل طيب عشان أتقلب بضمير
ضحكت منار وقالت :ايه دا .. أنا نسيت أدخلك .. إتفضلي إتفضلي ..
دخلت هدير وجلست مع منار بغرفتها كانت بيدها حقيبه صغيرة .. دخلت منار وبيدها عصير بارد قدمته لها .. شربته هدير وقالت لمنار ببسمة .. غمضى عينك بقى يا بطه
أغمضت عيناها بفرحة فأخرجت هدير من حقيبتها فستان وناولته إياها، منار من شدة الفرح واحتضنتها وقالت: اللّٰه .. حلو أووى
- إلبسيه بقى وانا هاغمض عينى
ضربتها على كتفها بخفة وقالت: هروح ألبسه واجيلك .. ثوانى ..
إرتداته وهرولت إليها وقالت ببسمه: إيه رأيك ؟..
-زى القمر .. بس بذمتك مش أحلى من البنطلون ؟
نظرت منار لنفسها فى المرآه باحراج : يعنى آه .. حلو.. بس البنطلون مريح فى الحركة والمواصلات والدروس وكده

انا انتِ          لـ/ سلمى طارقWhere stories live. Discover now