الجزء الأول

448 9 2
                                    

الكلمه الوحيده اللى اقدر اقولها عن الروايه "عندما يكون للحب معناً آخراً"
رحله ممتعه بين صفحات الرواية
... انا انتِ

ظلت تبحث بعينيها عنه وسط الحاضرين، لا تعلم لمَ لم يظهر إلى الآن؟.. ظلت تراقب مدخل القاعه بانتظار ظهوره.. بينما هى تحدق بالمدخل اذا بيده تحيطها من خلفها ممسكاً بيدها.. فالتفت بفزع ولكن سرعان مابتسمت وسبقتها عيناها وفاضت بما يحمله قلبها من مشاعر قبل أن ينطق لسانها، فنظر لها بابتسامه حانيه أرضة مشاعرها وقال بعد أن إنحنى على ركبته وسط نظرات كل من بالقاعة : بحبك يا منار
ابتسمت عيناها قبل شفتيها ونظرت للأرض بخجل فأخرج علبة من جيبه وفتحها كأبطال السينما وألبسها الخاتم المتلألئ مع الأضواء و قال بصوت حنون :تتجوزينى؟
تنهدت بسعادة ممزوجة بخجل وسط نظرات الجميع منتظرين الرد القاطع منها، قالت بخجل: بحبك يا مجنون نهض من إنحنائتة وسط تصفيق الحضور حتى العروسين وضمها إلى صدره ورفعها و أخذ يدور وسط أنغام الأغنية التى تعشقها والتى أعدها خصيصاً لها بالاتفاق مع منسق الأغانى بالقاعة
ظل يدور بها وهى لا تصدق ما يحدث معها، وفجأة فتحت عيناها على صوت والدتها المدنى الذى يصيح من خارج غرفتها :إصحى بقى يا منار، كل يوم هتنامى لحد العصر ولا إيه؟!
زفرت بملل وقالت لنفسها بضيق: يوووه بقى كل يوم نفس الموال، الله يحرق الدروس اللى بتصحينا بدرى فى رمضان دى
نهضت من الفراش بتكاسل وأخذت تتمايل بسعادة بعد أن تذكرت حلم الأمس و التى كانت فيه بين يدى حبيبها.. مدت يدها تحت الوسادة و أخرجت هاتفها وخلال أقل من دقيقة كانت تراجع آخر محادثة دارت بينهم، وأخذت تتأمل كلماته التى لا تخبرها أبداً بحقيقة مشاعره.. هل يحبها كما تحبه أم لا؟
إهتز هاتفها معلناً وصول رسالة منه
-صباح الفل يا جميل
ردت بسعادة :صباح النور يا عمر عامل إيه؟
كتب: صايم وإنتى؟
ردت بسعادة: صايمة برضه
كتب بسرعة: أنا لازم أقفل معلش.. إعملى حسابك بقى إننا هنفطر معاكوا إنهاردة معرفش عمتو قلتلك ولا إيه؟
كتبت وهى تكاد تطير من الفرحة: تنوروا يا عمر.. أنا عندى درس هيخلص قبل المغرب، هقلبة وأجيلكم علطوووووول
-ماشى ياسطى نتقابل على خير.. خلى بالك من نفسك.. سلام

****

"بحبها يا رامى و بحلم بيها ومش عارف أعما إيه؟!"
قالها حازم ذلك الشاب طويل القامة خمرى البشرة أسود الشعر لصديقه رامى وهما بانتظار قدوم المدرس ليعطيهما الدرس ب"السنتر".. ارتفع صوت رامى وهو يضحك بشدة وقال بسخرية: واللّٰه صعبت عليا يا حازم وشكلى هعيط
قال حازم بضيق: الحق عليا أصلا إنى بحكى لجزمة زيك!!..
رد رامى وهو لا يزال يضحك :أهو الجزمه دا مظبط ومسيطر مش زيك!.. آخرك تروح تقولها إشرحيلى المعادلة دى، أنهى عبارته وأخذ يضحك بشدة.. فقال حازم بحزن:طب أعمل إيه يعنى؟.. فيدنى يا خبرة!
رد رامى بغرور :لأ يا عم دا سر المهنة!.. بس اللى أقدر أقولهولك إنك تروح تكلمها.. وأدى دقنى إن عبرت أهلك
ثم عاد يضحك ولكن حازم لم يبالى له لأن نظره وقع على منار التى ذلفت للتو لداخل "السنتر".. اقترب منها وقال ببسمة هادئة: إزيك يا منار؟ إية أخبار المذاكرة؟
ردت بهدوء: تمام يا حازم الحمدللّٰه.. وأنت إيه أخبار الكيميا معاك؟
-أهى ماشية.. بس كنت عايزك تفهمينى معادلة لو مش هتقول عليكى يعنى
ردت بابتسامتها الهادئة: مش هتقول عليا ولا حاجه يا حازم.. دا إحنا صحاب وإخوات من زمان فمفيش بينا الكلام دا
ثم بدأت تشرح له المعادلة التى يفهمها بالفعل ولكنه يتحجج بها كى يحادثها.. وعندما أنهتها شكرها وتركها عائداً لرامى بخيبة أمل لأنه لم يظفر منها سوى بتلك البسمة الهادئة التى لا تكن أى مشاعر خلفها.. وشرح لمعادلة كيميا أخرى!
رن هاتفها بعد ترك حازم لها بلحظات فأجابت وقالت بعد السلام بشوق: وحشتينى أووى يا هدير.. ليه سبتينى لوحدى!
ردت هدير وقد تحركت الدموع بعينيها: معلش يا منار أعمل إيه؟.. بابا كان مصمم إننا ننقل بعد ما ماما ماتت
-الله يرحمها.. المهم إيه اخبار الثانوية العامة؟.. بيقولوا بتمطر فى أدبى
ضحكتت هدير وقالت: الجو حار معدل صيفاً.. عبيط أهبل شتاءً.. وإيه أخبار علمى؟
-بيسلم عليكى.. المهم بقى أنا لازم اقفل عشان عندى درس
ردت ببسمة: موشى.. نبقى نتكلم بليل وتحكيلى نفذتى اللى اتفقنا عليه ولا لأ؟ (قالتها بشئ من الوعد المستصنع)
ابتلعت ريقها بصعوبة وقالت بتوتر: طبعاً يا بنتى حاضر إن شاءاللّٰه يلا سلام بقى..
-لا إله ألا اللّٰه
-محمد رسول اللّٰه
           ****  

انا انتِ          لـ/ سلمى طارقWhere stories live. Discover now