الجزء الثاني

157 6 2
                                    

"نور.. يا نووووررررر"..
ضحك نور و قال بمرح: إيه يا حبيبه هنغنى ولا إيه؟
ضربته على كتفه بخفة وقالت: متتريقيش عليا يا ولا!
-ولا!!.. فى طالبة ثانوى محترمة تقول ياولا!!
ضحكت وقالت: فكك بقى يا عم.. دى كلها شكليات أصلا..
قال مبتسماً: طب يالمضة كنتى عايزة إيه؟
-بطمن عليك بس يا حبيبى
-يا خلاثى على الملاك اللى عايش معايا فى البيت.. عايزة إيه من الاخر؟
-كنت عايزة أربعين جنيه عشان اشترى شنطه عجبانى أوى وعليها عرض كمان و..

قاطعها بابتسامة: إيه هتعمل لها اعلان!.. إصبرى ثوانى..
ثم أخذ يفتش فى جيوبه إلى أن وجد 50 جنيها فناولها إياه وقال مبتسماً:
أى خدعة.. خمسينتية ومقفولة كمان.. أول صرف من القبض أهوو
تنهدت وقالت بحزن: وإنت هتفضل تشتغل لحد إمته عشان تصرف علينا؟
مسح على رأسها بحنان وقال بخفة: يا بنتى إحنا الرجالة ملناش قعاد فى البيت.. هنخلل.. لازم نشتغل عشان نطلع الطاقة اللى جوانا ونلعب كوره.. وأنا أحب أقف فى محل وأكتسب خبرة على إنى أقعد ألعب كورة أو ألزق زى البتاع قدام البلايستيشن.. مع الاعتذار البتاع يعنى
ضحكت بشدة ثم قالت بحنان: ربنا يكرمك يا نور وتدخل صيدلة زى مافى نفسك.. وربنا يستر والشغل ميعطلش مذاكرتك وإنت فى سنه مهمة كدا!
قال بابتسامة إن شاء اللّٰه مش هتعطل ولا حاجة
-إنتطالع جدع يا نور زى بابا الله يرحمه
تنهد وقال: الله يرحمه
          ****

عادت منار إلى منزلهم ولكنها لم تجد خالها و عمر.. فسألت والدتها بتعجب: هو مش خالوا كان جاى إنهارده؟!
ردت الأم بحزن: عمر ياعينى وقع جامد فى الشارع ومقدرووش يجو!!
جلست منار تفطر مع والديها ولما أنهت الفطور.. دلفت إلى غرفتها وفتحت حسابها على هاتفها وأرسلت لعمر: سلامتك ألف سلامة يا عمر.. انا زعلت جدا و اللَّه.. وخد بالك من نفسك بعد كدا!!
          ****
بعد أن فطر حازم مع والدته وأخنه دخل غرفته وأغلق على نفسه وارتمى على الفراش وأخذ يحدق بالسقف وعقله يفكر بها.. لا يعلم ماذا عليه أن يفعل بتحبه كما يحبها؟.. لا يعلم كيف حتى يخبرها بحبه؟!..
تنهد بضيق وأغمض عينيه بحزن وأخذ يتذكر تلك الكلمات القاسية التى أسمعه رامى إياها فى عودتهم من الدرس.. أخذ يفكر كيف هو بالفعل "قفل".. "ومش مشيطر وحنين بالعبيط" كما نعته رامى.. ولذا لن تنظر منار أبداً له!!.. إنه يحبها ذلك الحب البرئ الطفولى الذى لازم قلبه منذ الابتدائية ولم يفارقه إلى الآن!
غرق حازم فى أحزانه حتى غلبه النعاس.. واستيقظ فى الحادية عشر مساءاً ارتدى ملابسه وغادر ليلحق بأصحابه فى الساحة حيث يلعبون حتى بلوغ الفجر ثم يعود كل منهم إلى بيته ينام حتى اليوم التالى..
حين رآه رامى إبتسم واقترب منه وقال بحزن: أنا آسف يا حازم على الكلام اللى قولته لك واحنا مروحين من الدرس!.. بس والله أنا نفسى تبطل تحب منار دى لأن عمرك ما هتوصل لقلبها أبداً!
قال حازم بضيق :خلاص يا رامى مش لازم تسمعنى نفس الكلمتين بتوع الصبح!
قال رامى بجدية: واللّٰه مقصدش أضايقك يا حازم.. بس مش عايزاك تتعلق على الفاضى!
قال حازم بنفاذ صبر :خلااااااااااااص بقى يا رامى!!!! خلصنا!! ولو أنا صعبان عليك أوى كدا فميصعبش عليك غالى!!
قال رامى بجدية : حازم!.. منار بتحب ابن خالها!..
ارتبك حازم وقال كأنما يود ألا يصدقه: وإنت إيش عرفك؟
-سمية البت بتاعتى.. صاحبة منار الروح بالروح وإنت عارف كدا، وأنا جرجرتها فى الكلام وهى زى الهبلة فتنت على صحبتها
زفر حازم بضيق وقال وهو يشتعل: خلاص قفل السيرة الزفت دى بقى!!.. مش عايز اسمع تانى!!.. وخلينا نلعب أحسن
          ****
جلست منار تفكر بعمر.. لمَ لم يرد إلى الآن؟!.. هل رأى الرسالة أم لا؟.. هل رأى ولم يبالى بأن يرد!.. لمَ يعاملها هكذا؟!.. ألا يبادلها نفس الشعور؟!.. أم أنها مجرد تسلية مجانية جاءت تحت قدماه!.. هل يراها كما ترى هى باقى الفتيات التى لا تحترمهن لأنهن على علاقة هاتفية بأولاد!.. هل هى مثلهن فى نظره؟!.. بالطبع لا!..هى تحادثة بحدود ولا يتعدى كلامهم "الفيس بوك".. وحين تقابله تشعر بالخجل فلا يتحدثان إلا قليلاً!.. ب الطبع هى ليست رخيصة كباقى الفتيات على الاقل هى لم تصرح له بحبها إلى الآن رغم أنها تحبه منذ قديم الزمان.. تحبه ذلك الحب البرئ الذى منذ نعومة الأظافر.. الحب الذى فطر عليه كل إنسان.. ولا يشرب هذا الحب أى معكر.. سوى أنها لا تعرف شعوره نحوها!!
وهكذا أقنعت منار نفسها بأنها ليست مخطئة أو على الأقل أرضت نفسها إرضاء مؤقت.. كما تفعل كل ليلة لكى تستطيع أن تنام وضميرها قد أوهم بأنه "مرتاح"
ظلت تنظر لهاتفها كل حين وحين حتى اهتز أخيراً.. معناً وصول رسالة منه
-الله يسلمك.. إيه رأيك هقع مخصوص كل يوم عشان أخضك عليا
عادت تقفز من مكانها حين قرأتها و كتبت بسعادة: ومين قالك أنى اتخضيت اصلا!!.. دا أنا اترعبت!
كتب وهو يبتسم : ليه؟
كتبت بعدم فهم: هو إيه اللى ليه؟
-إتخضيتى ليه يعنى؟
رفعت حواجبها وقالت فى نفسها.. "ماشى ياسى عمر والله لأ أولك" وكتبت: مانت عارف يا عمر و بتستهبل
كتب ببسمة: عارف!.. عارف إيه؟
-إنت عارف انا أتخضيت ليه
كتب ببسمة: ليه بقى ياترى؟
-معرفش ياخويا إنت أدرى
رد: هى بقت كدا يا منار؟؟
كتبت بابتسامة: آه بقت كدا ياسطى
ابتسم وقرر أن يخرج منتصراً من المحادثة وكتب: ماشى براحتك.. كنت عايز أقولك على حاجه محيرانى ومش عارف أعمل إيه؟!
كتبت بقلق :خير؟
-هو خير إن شاءاللّٰه بس إوعدينى أنه هيبقى سر.. وعد؟
كتبت وقلبها يخفق بشدة: وعد.. بس خير قلقتنى؟!!
أخذ نفساً عميقاً وكتب: أنا بحب واحدة جارتنا من زمان ومش عارف اقولها!!
إتسعت عيناها وفى لحظة أدمعت وتخبطت مشاعرها و كاد يُغشى عليها!!..
تأخرت قليلاً فى الرد و حاولت أن تُظهر  ثبات إنفعالى غير موجود من الأساس وكتبت: ألف مبروك.. ربنا يتمم بخير
-مبرووك مين!!!!! بقولك مش عارف أقولها
تنهدت وقررت أن تصحى من أجل من تحب.. فسعادة المرء فى سعادة من يحب وإن كانت تلك السعادة ستُبنى على الفراق بينهم.. كذلك سمعت و رأت فى الكثير من الأفلام ولكنها لم تكن تعلم أن الأمر قاسى لتلك الدرجة.. إنها تشعر بخنجر مسموم تخترق جسدها ويمزقها أشلاء!
كتبت: قول لطنط.. أو لخالو
-قولت لماما وقالتلى روح قولها!
-هو إنت بتحبها فعلا ولا ناوى تتسلى بيها؟

انا انتِ          لـ/ سلمى طارقWhere stories live. Discover now