21

39.8K 1.4K 288
                                    

بعد تفوهها بتلك الكلمات لم تشعر الا بجسدها يرفع و شخص يدور بها في الهواء، كان أخاها الذي فرح بالأمر ربما أكثر منها، ربما لأن ضميره مازال يعذبه كل يوم على خسارتها لطفلها الاول بسبب الشخص الذي كان يعتبره زعيمه، صحيح أنه كان يجهل بأنها شقيقته حينها لكن مجرد التفكير في أنه كان على علم بما سيحصل لها و لم يفعل أي شيء يجعله يشمئز من نفسه مئة مرة

عندما شعر بها تكاد تفقد وعيها وضعها على الارض بحذر ثم كوب وجهها بين يديه ليمسح الدموع التي نزلت من عينيها و ضمها الى صدره بقوة و كأنه يريد إخفاؤها بين أضلعه، تعويضها و جعلها سعيدة و مرتاحة هو كل ما يهمه الان، لم يكن معها سابقا لكنه على علم تام بأنها أخذت قدر كافي من الألم في حياتها، و وجودها هنا و تلقيها للعلاج النفسي أكبر دليل على الخراب الذي يحدث داخلها

شق طريقه نحو الأريكة ليجعلها تجلس بجانب أوليڤيا التي مازالت تنظر الى جهاز اختبار الحمل بعدم تصديق، رمشت لثواني و كأنها تحاول استعاب ما يحدث ثم انتفضت من مكانها دون أي مقدمات و أردفت بتوتر: ماذا ان علم بالأمر و حدث مثل المرة السابقة، ماذا ان حاول أخذك قسرا .... اللعنة أشعر و كأن الماضي سيعاد الان ...

ابتعلت باقي كلماتها بعدما رمقها إيكون بنظرة تحذير و حينها فقط أدركت أن ما تفوهت به أثر على فايا كثيرا لدرجة أنها شردت بعيدا و أخذت تفكر بعمق في كل كلمة قالتها

قربها أخاها اليه أكثر و فرك ذراعها بلطف متمتما: لا تخافي، أنت لست وحيدة پاندتي أنا معك، لا أحد يستطيع إجبارك على فعل شيء لا تريدينه ..... لا أحد يعني لا أحد أنا أعني ما أقوله، حمايتك و سعادتك أنت و طفلك ستكون مسؤوليتي من بعد اليوم

لا تنكر أن كلماته خففت عنها كثيرا و جعلت جزء منها مرتاحا، لكن الجزء الآخر أصبح الان خائف على شقيقها، ما قاله الان كان بمثابتة وعد لها و كمية الاصرار في حديثه جعلتها تدرك أنه على استعداد تام للعبث مع ألكس و هذا ما لا تريده، هو قادر على قتله برصاصة واحدة أجل، لكنه الكاپو ألكساندر بيانيتشي غراي، كما لديه أعداء لديه أحلاف سينتقمون بأبشع الطرق لمقتله

بعد تفكير رفعت رأسها عن صدره و أمسكت يده لتردف بنبرة حزينة: هو لن يؤذيني من بعد الان إيكون، لقد وصلنا لنقطة لم يعد بإمكان أي طرف منا إيلام الآخر لذا أريدك أن تعدني بشيء الان

تركت تنهيدة تخرج من شفتيها ثم استرسلت كلامها: ان حدث و جاء ألكس الى هنا .... أنت لن تدخل معه في صراع و لن تحاول أذيته مهما حدث

حاول أن يعبر لها عن رأيه لكنها قاطعته بحدة: إن أذيته ستؤذي نفسك و تؤذيني ..... أنا لست مستعدة لخسارة شخصين مهمين في حياتي، أعلم أنك تحبني و تريد سعادتي ..... لكنني أيضا لا أستطيع التفريط بك بهذه السهولة إن كانت حياتك لا تهمك من أجلي فأنا تهمني، و لن أكون أنانية مرة أخرى و أتسبب في مقتل شخص بسببي خاصة إن كانت أنت، أنا بحاجتك معي

One Night Where stories live. Discover now