الملف الأسود

87 11 0
                                    

السلام عليكم،إسمي"خالد"و أبلغ من العمر حاليا 50 سنة،أعيش في إحدى القرى الريفية شرق الجزائر،لم أكن مؤمنا بالعالم السفلي وما وراء الطبيعة،ولكن حدثت لي تجربة مظلمة جعلتني أصدق بوجود هذا العالم
حدثت هذه القصة لي قبل عشرين سنة أي عندما كنت أبلغ الثلاثين،ولكنني مازلت متذكرا جميع تفاصيلها،كنت أشتغل كمزارع و بائع للعتاد الفلاحي والمواد الزراعية وأضعهم في حظيرتي،أعيش لوحدي بعدما تطلقت أمي من أبي وهاجرنا هذا الأخير،أما والدتي فقد ماتت بسبب وعكة صحية،وفي إحدى الأيام بينما كنت جالسا في حظيرتي وقت غروب الشمس أنتظر الزبائن جاء شخص عجوز وطلب مني أن أبيع له ثلاثة أكياس قمح،فدخلت إلى الجزء المخصص للحبوب لأحظر له ماطلب،وعندما كنت سأخرج الأكياس لم أستطع إخراجها لأنها كانت عالقة،وبعد محاولات كثيرة أخرجتها أخيرا ولكن لهشاشة وقدم حظيرتي سقط اللوح الخشبي الذي كنت واضعا فوقه آلة جز العشب فسقطت على قدمي وأصابتني شفراتها فشعرت بألم شديد ثم فقدت الوعي
ثم رأيت نفسي في رواق مظلم وهناك فتاة جالسة على كرسي الإنعاش وملطخة بالدماء تقول لي:أنقذني،أو أنقذ نفسك!ثم اختفت فجأة لأسمع صوت قطط مختلطا بنباح الكلاب!لأستيقظ مفزوعا وأتصبب عرقا وأجد نفسي في غرفة في المستشفى،ولم أجد رجلي اليسرى!لقد قاموا بقطعها!ثم صرخت بهستيرية من الألم فجاء الممرضون وأعطوني حقنة مخففة للألم ويأتي بعدها الطبيب لأسأله:ماذا حدث؟!ولماذا قطعتم رجلي؟!
الطبيب:الحمدلله على أنك على قيد الحياة،فلو لا الله ثم الزبون الذي اتصل بالاسعاف لكنت ميتا الآن!لأن شفرات آلة جز العشب اخترقت رجلك فنزفت كثيرا ولم يكن لدينا خيار سوى بترها،لأننا لو لم نفعل كنت ستتعرض لنوبة قلبية
أنا:كم سأبقى هنا؟!
الطبيب:إذا التزمت بالدواء فسوف تستغرق أسبوعين حتى نخرجك ونرسلك إلى بيتك لمواصلة العلاج
أنا(متوترا):لا أستطيع العيش بدون رجلي،كما أنني لا أستطيع البقاء هنا لأسبوعين!إن هذا جحيم بعينه!
ثم تحدث عجوز مريض كان نائما في نفس الغرفة ليقول لي:أنت لم ترى الجحيم الحقيقي بعد،سوف تراه في هذا المكان!
همس الطبيب في أذني قائلا:لا تكترث لكلام هذا العجوز المجنون
وأنا لم أكترث فعلا لكلامه ولم أصدقه ولكن راودني شعور غريب تجاه المكان،ثم بعد ساعات أردت الذهاب إلى المرحاض فاستأذنت الطبيب فأرسل معي ممرضا أوصلني إلى دورة المياه وبقي ينتظرني خارجا،ثم عندما دخلت وجدت الحمامات فارغة تماما وكأنها مهجورة!وعندما أردت أن أغسل وجهي رأيت على المرآة آثار يد ملطخة بالدماء،ثم استدرت ووجدت نفس تلك الفتاة التي رأيتها في الحلم ولكن هذه المرة حاولت أن تخنقني وقالت جملتها:أنقذني،أو أنقذ نفسك
وجدت نفسي غير قادر على الحركة والكلام،ولكنني بعد لحظات قصيرة استطعت الصراخ ليأتي الممرض ويسألني قائلا:هل أنت بخير؟
أنا:أنا بخير،ولكن أين تلك الفتاة التي حاولت قتلي؟!
الممرض:أنت لوحدك هنا، كما أن هذه حمامات الرجال ولا توجد أي فتاة هنا!
استغربت وارتعبت من كلامه ثم حاولت إثبات صحة كلامي عندما أشرت بإصبعي إلى مكان أثر اليد السابق في المرآة،ولكننا تفاجأنا باختفاء أثر تلك اليد!مع أنني متأكد من أنه كان موجودا!
الممرض:لابد أنك تهلوس جراء المهدئات أو الصدمة النفسية،سوف تشفى منها قريبا إن شاء الله
أنا:بإذن الله تعالى،هيا لنعد إلى غرفتي
ثم رجعنا إلى الغرفة ونبضات قلبي مازالت مرتفعة،متساءلا عن حقيقة تلك الفتاة التي رأيتها في الحلم والواقع!ومباشرة بعد استلقائي على سريري قال لي ذلك العجوز:ألم أخبرك أنك سوف تعيش الجحيم هنا؟هذه ليست سوى البداية،هم لن يتركوك حتى تغادر هذا المكان،لأن هذا مأواهم
بدأت أدرك هنا أن كلام العجوز حقيقي بعد كل ماحدث لي في هذا المستشفى فأردت معرفة الحقيقة أكثر،فسألته قائلا:ماذا تقصد؟!من هؤلاء الذين تتحدث عنهم؟!
العجوز:هذه مملكتهم،سوف يسعون للانتقام منا
أنا:من هؤلاء؟
العجوز:أصحاب المستشفى،وأنت جالس في مكان زعيمهم الآن!...
كاد قلبي يخرج من مكانه من شدة الرعب،كنت مدركا أن كلام العجوز حقيقي،ثم دخل ممرض وأحضر لي الطعام ولكنني عندما رأيت الطعام وجدته مليئا بالديدان وصحنا مكتوبا عليه:أنقذني،أو أنقذ نفسك
ثم رأيت الممرض وقد تغير لون وجهه إلى الأسود بملامح شيطانية وأمسكني من عنقي ليخنقني،حاولت إنقاذ نفسي ولكن قبضته كانت قوية ولحسن الحظ جاء الممرضون وأعطوني حقنة مهدئة وقلت لهم:أنقذوني من هذا الممرض
ولكنهم اندهشوا وقالوا لي:لقد كنت تتخبط لوحدك،ولم يكن هناك أي ممرض في الغرفة!
كيف هذا وأنا متأكد تماما أنه كان يوجد ممرض بوجه شيطاني حاول قتلي!ماهي حقيقة المكان الذي أنا فيه الآن!ثم قلت للمرضين:أريد الخروج واستنشاق بعض الهواء النقي،أرجوكم
ولكني في الحقيقة كنت أسعى فقط للخروج واستكشاف المكان
وافق الممرضون وأرسلوا معي ممرضا ليأخذني بالكرسي المتحرك،وفي الطريق سألته عن إسمه فأجابني أن إسمه"عادل"وتعرفنا على بعضنا وكنت أحاول استدراجه ليخبرني بحقيقة المكان ويساعدني،ثم خرجنا إلى الساحة وكانت جميلة جدا عكس داخل المستشفى،وكان الجو مشمسا ودافئا،ثم أخبرت عادل أنني جائع فطلب مني انتظاره بينما يذهب ويحضر لي وجبة خفيفة من مطعم المستشفى،فوافقت ثم ذهب مسرعا وبقيت أنا انتظره،كانت الساحة مكتظة بالمرضى وعائلاتهم التي تزورهم،فتذكرت أمي المرحومة وطفولتي وأصابني حزن شديد،ثم نظرت إلى بنية المستشفى الخارجية،ولا أنكر أنه كان جميلا من الخارج،إلا إحدى النوافذ التي كانت مظلمة من الداخل وجدرانها متسخة،فركزت على ما بداخلها لأرى فتاة بعباءة مرضى العمليات والتي كانت ملطخة بالدماء ثم لوحت لي بيدها،لأكتشف بعد ذلك أن الساحة أصبحت فارغة تماما وأنا لوحدي فيها!وأصبح الجو غائما فجأة!ثم رأيت تلك الفتاة بقربي وأشارت بيدها ورائي،لأستدير وأرى جراَّحا أدخل قاطعة المفاصل إلى بطني!فصرخت بشدة وكان الألم مروعا ليوقظني عادل بعدها وأجد الناس تحيط بي
عادل:ماذا أصابك!لقد كنت تصرخ بهستيرية لوحدك!
لم أرد عليه ثم نظرت إلى نفس تلك النافذة وعلمت أنها تخبئ داخلها سراًّ كبيرا وعلي الوصول إليها...
طلبت من عادل أن يرجعني إلى غرفتي فواقق وفي طريقنا مررنا بغرفة تلك النافذة وقد كان بابها مغلقا ومكتوب عليه"سري للغاية-غرفة الأرشيف"
أنا:لما لاندخل ونستكشفها يا عادل؟
بدأت حينها فجأة ملامح التوتر والقلق تظهر على عادل وأجابني قائلا:ألم تقرأ المكتوب على الباب؟!هذه الغرفة ممنوع علينا دخولها إلا بتصريح قانوني
أنا:وكيف سنحصل على هذا التصريح؟
عادل:هذا ليس من شأنك يا خالد،هيا لنعد إلى غرفتك
أنا:أرجوك يا عادل،لم أعد أستطيع تحمل ما يحصل لي هنا،أشعر كأن هناك شيئا يطاردني
عادل:عليك أن ترتاح لتشعر بالاطمئنان
شعرت بأن عادل يخبئ عني أيضا سراًّ وبعدما أرجعني إلى غرفتي بدأت أفكر في طريقة لكي أدخل لغرفة الأرشيف،وبعد حلول الليل ونقص عدد الأشخاص في الممرات رأيت للساعة فوجدتها تشير إلى بضع دقائق بعد منتصف الليل،لأنهض بعدها وأركب في الكرسي المتحرك،لا أعلم كيف استطعت الركوب عليه رغم إصابتي وإرهاقي،وعندما كنت خارجاً قال لي ذلك العجوز:سوف تجده في الصف 13 والجهة 35
استغربت من كلامه،وما هذا الذي يحدثني عنه!ولكنني علمت أنه موجود في غرفة الأرشيف وأن لذلك العجوز أيضا علم ودخل بالقضية،ثم أضاف قائلا:ولكن انتبه!فستجد هناك كل أسرارهم!
تشجعت ثم خرجت من غرفتي وجعلتني رغبتي في معرفة الحقيقة أسرع بالكرسي نحو تلك الغرفة،ولكنني بعدما وصلت للممر الذي يؤدي إليها فجأة انطفأت كل الأنوار فأسرعت نحو الغرفة وشعرت كأن شخصا ما يراقبني من الخلف ثم وصلت للغرفة وكسرت بابها بقدمي ثم دخلت ووجدتها مظلمة جدا ومليئة بالملفات،ثم شعلت الأضواء وبدأت أبحث عن الجهة التي أخبرني عنها العجوز فوجدتها وكانت شبه فارغة تحتوي فقط على ملف عملاق أسود ومكتوب عليه بالخط الأحمر الكبير"تاريخ المستشفى-التجارب-سرّي للغاية-فتحه بدون تصريح جريمة يعاقب عليها القانون"
ولعل أكثر ما لفت انتباهي هو كلمة"تجارب"فكيف تقام التجارب في المستشفى!بدأ الأمر يصبح مرعبا أكثر!
وقبل أن أفتح الملف وأقرأه فجأة انطفأت الأضواء وظهر نفس الجراح الذي رأيته في الساحة ممسكا بحقنة فحقنني بها في قلبي وقال:لا تدخل إلى هنا مجددا
ثم فقدت وعيي لأستيقظ بعدها وأجد نفسي في غرفتي مجددا والممرضون وبينهم عادل محيطون بي وينظرون لي بنظرات الغضب والدهشة!...
أكثر من كان غاضبا من بين الممرضين هو عادل الذي جاء لي وقال:لقد حذرتك يا خالد،لقد جعلوني الممرض الخاص بك ولكنني هكذا سأعاقب لأنك دخلت إلى أكثر جزء سري في المستشفى
أنا:ماذا تخبؤون عني؟هل كنتم تجرون تجارب هنا؟أخبروني الحقيقة وإلا سأتابعكم قضائيا!
ثم دخل رجل كهل من الباب فاستعد الممرضون له وكأنهم جنود!ثم قال لي:نحن هم القضاء فكيف تقاضينا؟!
أنا:من أنت؟
الكهل:إسمي السيد هشامي،وأنا مدير هذا المكان
أنا:إذا أخبرني الحقيقة
ثم أخرج السيد هشامي الملف الأسود وقال لي:لن تستطيع أبدا فتح هذا لأنه ليس من شأنك،فليتكفل به خمسة ممرضين وليحرسوه جيدا،فأنا لا أريد أي متاعب
الممرضون:حاضر سيدي
أنا:عادل!كيف تسمح لهم بهذا؟!
ولكن عادل لم يتكلم أبدا وكانوا مثل الدمى يتحركون حسب أمره،ثم حقنوني بحقنة جعلتني أنام وخلال نومي رأيت حلما بشعا،أطباء يعذبون المرضى ويراقبهم شخص مظلم يكتب في كراسه ويضحك،عرفت أنه سيدهم فأسرعت نحوه وطلبت منه أن يأمر الأطباء بالتوقف ولكنه رفض وقال لي:سوف يحين دورك الآن!
ثم جاء نفس الجراح المرعب السابق وأمسكني وربطني على الكرسي ثم أحضر السكين وقال لي:لقد حذرتك من العواقب
ثم نظرت بعده فرأيت نفس الفتاة وكانت تبكي الدماء وأشارت بيدها نحو غرفة تحمل الرقم 344 ليطعنني بعدها الجراح في بطني ويخرج منه ثعبان طويل فاستيقظت مفزوعا وبدأت أحاول تفسير الحلم،ولكن تذكرت أنه علي أولا الذهاب إلى غرفة الأرشيف وقراءة الملف الأسود ولكن خمسة ممرضين يحرسونني فكيف سأفعل هذا!...
بينما بقيت عاجزا عن إيجاد حل للخروج من غرفتي أتى عادل وأحضر الكرسي المتحرك وقال للممرضين أنه سيأخذني إلى دورة المياه لتغسيل جراحي فوافقوا ثم أخذني بالكرسي المتحرك
أنا:ولكنني لم أطلب الذهاب إلى هناك!
عادل:إخرس يا خالد،أنا أخاطر بوظيفتي وآخذك إلى غرفة الأرشيف الآن!
فرحت بشدة وشكرت عادل على شجاعته ومساعدته لي ثم سألته:لماذا غيرت رأيك؟
عادل:قبل توظيفنا بالمستشفى أمرونا بعدم دخول غرفة الأرشيف ومن يدخلها فسوف يعاقب،ولكن الأصوات والأطياف التي يراها الجميع هنا جعلتهم مرعوبين ومستغربين واكتشفنا أن الحقيقة موجودة في غرفة الأرشيف وعلينا الوصول إليها
أنا:كنت أعرف أن هناك سراًّ كبيرا هنا،هيا لنسرع ونكتشفه
ثم وصلنا إلى غرفة الأرشيف وكان معه المفتاح
أنا:من أين أحضرت المفتاح؟!
عادل:سرقته من السيد هشامي،هيا دعنا لانضيع المزيد من الوقت
ثم فتحها فدخلنا وأغلقنا الباب وذهبت للرف الخاص به فوجدته ثم فتحته أخيرا بعد طول عناء وانتظار شديد،فتحت الصفحة الأولى ووجدت فيها:"الحالة الصحية للمرضى المعاقبين 1980-1990"
أنا:كيف يكون هناك مرضى معاقبون؟!
عادل:ربما كان سجنا في السابق؟!
ثم قرأت في الصفحة الموالية:مستشفى الكوبرنان للتجارب الأجنبية على الحالات المحلية،الحالات:أصحاب حكم الإعدام،المؤبد،المنبوذون
عادل:هذا مرعب،لا أصدق بأن ملفا رسميا يحمل هذه المعلومات!
فتحت الصفحة التي بعدها لأجد:"التجارب-الحالات المستعصية:المريض رقم 19 تتدهور حالتها ونحو بتر أذنها بسبب الالتهاب البكتيري،الدماغ في حالة تعفن جزئي،محاولة تنشيطه بالصعق الكهربائي قيد التنفيذ
عادل:هذا مقر للتجارب على البشر،ظننت أن هذه الأشياء مجرد خرافات!
أنا:لأستمر في قراءة الصفحة التالية
وجدت عنوان كبيرا:"صور الحالات المستعصية والعدائية"
ثم تدفق الرعب في قلوبنا والصدمة بعدما رأينا ماذا يوجد في تلك الصور!...
رأينا العديد من الأشخاص في تلك الصور،وبالكاد استطعنا تمييزهم،فهناك من تم تشويهه ومن تم العبث في أعضاء جسده!لقد ظننا فعلا أننا في الغرفة الحمراء!
عادل:يا ترى أين يتم القيام بالتجارب هنا؟يجب أن نعلم السلطات بحقيقة هذا المكان
ثم تذكرت تلك الفتاة التي رأيتها في الحلم وأشارت بيدها إلى الغرفة رقم 344 فقلت لعادل أننا سنعرف الحقيقة الكاملة في تلك الغرفة وعلينا التوجه إليها بسرعة،ثم أخذ عادل الملف الأسود ولكن قبل أن نخرج من الغرفة سمعنا صوت فتاة تبكي صادرا من إحدى الزوايا المظلمة!كيف هذا والغرفة محظورة وخالية ومقفلة!هل سبقنا شخص إليها!
اقتربنا من مصدر الصوت لنجد فعلا فتاة صغيرة تبكي في الزاوية!وتفاجأت بأنها نفس الفتاة التي كنت أراها سابقا!
عادل:ماهو إسمك يا صغيرتي؟وماذا تفعلين هنا؟
الفتاة:إسمي لينا وأنا محجوزة هنا وخائفة منه أن يؤذيني إذا حاولت الهرب
أنا:من هو هذا الذي يحتجزك وأنت خائفة منه؟!
لينا:إنه ورائكما
ثم التفتنا ورائنا لنجد ذلك الجراح مجددا ولكن هذه المرة قد أحضر مثقابا وحاول ضربنا به!
عادل:خذ الملف وأخرج الفتاة من هنا!
لم أستطع تمالك نفسي فأخذ الملف ولينا ولكنني بعدما خرجت من الغرفة انطفأت جميع أنواع الممر ثم اشتغلت مجددا لأرى مجموعة مرضى مشوهي الوجوه وغريبي الشكل،ثم قالوا لي:أنقذنا،أو أنقذ نفسك!
وهجموا علي بسرعة كبيرة وضربوني فسقطت أرضا وفقدت الوعي لأستيقظ مجدداك بعدها وأجد لينا تحاول إيقاظي فنهضت ثم سألتها عن الذي حدث أثناء فقداني للوعي فقالت لي أن المرضى يحاولون الهروب من المستشفى!
ثم أتى عادل مرعوبا وسألني:مع من كنت تتحدث؟
أنا:كنت أتحدث مع لينا
عادل:من هي لينا؟!لقد كنت تتحدث إلى نفسك!
ثم التفت إلى جميع الجهات ولم أجد لينا وعرفت أن عادل كان محقا وأن هذه الفتاة التي أراها دائما ليست من البشر!فمن هي؟!...
تبادرت العديد من التساؤلات إلى أذهاننا،ومنها حقيقة هؤلاء المرضى الذين يحاولون الهرب كما أخبرتني لينا!وماهي حقيقة الجراح المرعب؟!هل يعقل أن يكون كل هذا بسبب تاريخ المستشفى المظلم؟!ثم سألت عادل:ماذا حدث للجراح الذي هاجمنا!
عادل:لقد طاردني ولكنه توقف عن مهاجمتي بمجرد خروجي من الغرفة!
أنا:إذا هو يحرس الغرفة،أو بالأحرى يحرس محتوى ملفاتها المظلمة،لنذهب إلى الغرفة 344 لنجد جوابا لكل تساؤلاتنا
ثم أسرعنا نحو الغرفة وكانت في الطابق الثالث وتفاجأنا بأن كل المستشفى كان مهجورا!ثم فتحنا باب تلك الغرفة لنجد ممرا طويلا جدا!هذه ليست غرفة!بل هي ممر سري!!!
عادل:رغم أنني من أقدم الممرضين هنا إلا أنني لم أكن أعرف كل هذه الأسرار والأماكن فيه!
أنا:لندخل ونستكشف كل شبر من هذا المكان،فالحقيقة موجودة هنا
ثم تمشينا بحذر وكان الممر فارغا حتى وجدنا بابا على الجهة اليمنى من الممر مكتوبا عليه:"الحالة المستعصية رقم 19-ممنوع الدخول بدون تصريح"
ولكننا لم نكترث بذلك التحذير ودخلنا وليتنا لم نفعل،فقد وجدنا سريرا وكرسيا مثل كرسي طبيب الأسنان وخزانة قديمة مليئة بالأدوات الطبية والجراحية،وكانت رائحة كريهة جدا تفوح من المكان،متأكد أنها رائحة جثة!
عادل:هل تسمع هذا الصوت!إنه صادر من الخزانة!
أنا:نعم سمعته!هيا لنكتشف من ورائه
ثم اقتربت بحذر نحوها وفتحتها لأجد كيسا كبيرا ففتحته لنصدم بما وجدنا فيه!
عادل:أعوذ بالله من الشيطان الرجيم،هل هذه عظام!
أنا:نعم!!!
ثم وجدت ورقة حول الكيس جاء فيها:"من الملف الصفحة 20"
ثم طلبت من عادل أن يعطيني الملف الأسود فأعطاني إياه وفتحته في تلك الصفحة فوجدت فيها:"experience-146 model-19
اضطر الأطباء للقضاء على الحالة بعدما حاولت الهرب هاجمت أحد الحراس وأصابته بجروح خطيرة،الحالة تعاني من:
الرهاب الاجتماعي
العدوانية المفاجأة
فصام الشخصية
متلازمة داون
إسم الحالة:ن.لينا
العمر:13سنة
الملف الطبي:حالة متبرع بها من الميتم"
أنا:إذا هذه هي لينا التي تلاحقني دائما!إنها فتاة قاموا بتعذيبها حتى الموت!
عادل:لا أستطيع التحمل أكثر،لنغادر هذا المكان وأنا من سيخرجك من المستشفى
أنا:لن أخرج حتى أعرف الحقيقة،لم نقطع كل هذا الشوط لنتوقف هنا!
عادل:أشعر بأن هذا الأمر لن ينتهي على خير،سأغادر...
عندما التفت عادل ورائه لينصرف تفاجئ برؤيته لكيان مظلم ينظر إليه من فتحة الباب
عادل:هل رأيت ذلك الكيان؟
ولكنني بعدما استدرت ورائي ونظرت إلى الباب لم أجد شيئا!
عادل:متأكد أنني رأيته،أنا لست مجنونا!
ووسط تذمر عادل وارتعابه صمتنا بعدما شعرنا بأن قوى مظلمة محيطة بنا في الغرفة وتستعد للهجوم علينا!
عادل:أسمع صوت طفل يبكي،يا إلهي،إنه صادر من الخزانة!
أنا:ولكن الخزانة فارغة!
عادل:ماذا تقترح أن نفعل؟
أنا:يجب أن نواصل استكشاف الممر
عادل:مصيرنا سيكون الموتى في هذا المكان المشؤوم
أنا:تفاءل خيرا،لنواصل
ولكن بعدها بقي عادل مثل الصنم في مكانه ينظر ورائي
وعندما التفت ورائي وجدت ذلك الجراح وقد حاول طعني بسكين الجراحة!
الجراح:نهايتك ستكون على يدي
هربنا بكل سرعتنا من تلك الغرفة وجرينا في الممر بحثا عن ملاذ آمن وأصوات ضحكات ذلك الجراح تلاحقنا مصحوبة ببكاء الأطفال الرضع ولحسن الحظ وجدنا بابا كبيرا في نهاية الممر فدخلناه لنتفاجئ برؤيتنا لمئة سرير قديم وآلات طبية غريبة مستحيل أن يكون الغرض من استخدامها هو علاج المرضى!
عادل:هذه الآلات تابعة للنوع الممنوع استخدامه w-500،من أحضرها إلى هنا وماذا يفعلون بها؟!
أنا:بالتأكيد يستخدمونها في التجارب على البشر،لنبحث عن أي ملفات أو أدلة أخرى
عادل:توجد في نهاية الغرفة خزنة كبيرة،لنفتحها ونستكشفها
ثم توجهنا مسرعين ومتوترين وعندما وصلنا إلى الخزنة وجدناها مقفلة برقم سري
عادل:كيف سنفتحها الآن!
أنا:لنستخدم عقولنا،لابد أن هناك إشارات وعلامات ستساعدنا في معرفة كلمة السر
عادل:في الغرفة ستائر قديمة عددها 4،ومختلفة الألوان،منها الأحمر والأصفر والأسود،كيف سيساعدنا هذا؟!
أنا:لابد أن الإجابة موجودة في الملف الأسود
ثم فتحت الملف لأجد في صفحات الفهرس الخاص به ورقة تحمل ثلاثة ألوان تقابلها ثلاثة أرقام،الأسود يقالبه 3 و الأحمر 6 والأصفر 8،فعرفت حينها أن الرقم السري مكون من هذه الأرقام فجربتها ونجحت في المرة الثالثة وفتحت الخزنة لأجد ورقة فقرأتها وجاء فيها:"الحالات فوق المستعصية،فاقدة للعنصر البشري-تفاصيل أكثر أنظر الملف صفحة 55"
وعندما فتحت الملف الأسود في الصفحة وجدت:"100 حالة فوق مستعصية نحو التخلص منها بعد تجربة حقنها بـ ADN حيواني،90%فشلت ومصابة بداء الكلب وفيروس X-30 المتقدم-الحالة التالية:أنت!"
صُدمنا من الجملة أسفل الصفحة والتي جاء فيها:"حالة التالية-أنت!"
ثم شعرنا بنفس ساخن يلامس رؤوسنا فاستدرنا لنجد ذلك الجراح مجددا!ولكنه هذه المرة كان برفقة حوالي عشرة جراحين آخرين،ثم ضربونا ففقدنا الوعي
فتحت عيني لأجد نفسي مربوطا على سرير إنعاش وبقربي طاولة مليئة بمعدات طبية غريبة مشابهة لتلك التي رأيناها في الغرفة،كنت وحدي في مكان مظلم ليس به نور إلا ذلك المسلط من مصباح ضعيف الإضاءة على سريري وطاولة المعدات!
أنا:هل هذا كابوس أم حقيقة؟!
ثم سمعت صوت شخص يضحك بشكل مرعب يصدر من ذلك الظلام الدامس!
أنا:من هناك؟!
الصوت:ألا تعرفني؟!أنا صاحب هذا المكان
ثم خرج ذلك الشخص من الظلام ليتبين لي أنه السيد هشامي!
أنا:سيد هشامي!ماذا تفعل هنا؟!
هشامي:اطرح هذا السؤال على نفسك
أنا:أين عادل؟!ماذا فعلتم به؟!
هشامي:عادل؟إنه مجرد ممرض بسيط خالف القوانين وساعد متمردا مثلك فأخذناه لمعاقبته،لاتقلق فسوف يحين دورك أيضا
أنا:اتركوه وحاسبوني أنا فقط!فلقد كشفت حقيقتكم والأفعال الشنيعة التي قمتم بها في هذا المستشفى،سوف تدفعون الثمن غاليا لقيامكم بتجارب على البشر
هشامي:خالد يا خالد،كم أنت رجل شجاع يحب الاستكشاف،ألا تعلم بأن هناك أموراً إذا استكشفتها أو بحثت عنها فسوف تتعرض للهلاك؟!
أنا:المهم أن أحاول اكتشاف الحقيقة وإنزال الستار على مخططاتكم
هشامي:ألم تسأل نفسك يا خالد،لماذا جعلناك تصل إلى غرفة الأرشيف بسرعة؟نحن أردنا منك أن تكتشف الحقيقة قبل التخلص منك،وقبل أن نفعل هذا دعني أوضح لك الحقيقة،نحن وقعنا عقدا مع شركة أوروبية سرية لإجراء التجارب على البشر،إنهم غير مفيدين كونهم مساجين خطيرين أو منبوذين،كما أننا تلقينا مبالغ ضخمة للموافقة،كل هذا بهدف تطوير جنسنا البشري وليس إيذاء الأشخاص
أنا:ولكن لا يمكننا تطوير البشرية بالتضحية ببشر آخرين فهذا جنون!
هشامي:التضحية أساس التطور
أنا:ولماذا أذيتم لينا؟
هشامي:إنها فتاة جميلة وأعتبرها كإبنة لي،ولكن للأسف لايمكننا المجازفة بعصيان المجلس الأعلى الذي أمرنا بإجراء التجارب عليها،كل هذا في سبيل العلم،وأنت نائم فوق سريرها الذي ماتت عليه!كما أنني أحمل لك خبرا جيدا
أنا:ماهو؟!
هشامي:لقد وجدنا قدما بشرية ملائمة لقدمك،سنقدم لك معروفا ونزرعها فيك
أنا:مستحيل لن أوافق!
هشامي:هذا أمر وليس طلبا!...
مافاجأني أكثر من كلام السيد هشامي هو سماعي لصوت آلة القطع الطبية وصوت مثقاب وأصوات أخرى غريبة لم أستطع تمييزها،ثم ظهر لي ذلك الجراح المرعب مجددا من الظلام ولم يتفاجئ السيد هشامي من وجوده
هشامي:أقدم لك يا خالد أحد أفضل الجراحين في تاريخ المستشفى،البروفيسور"سونار"،والمكلف أيضا بإدارة عمليات التجارب السرية وتوثيقها في الملف الأسود،وهو مكلف أيضا بجراحتك الآن!
أنا:لن أسمح له بذلك،اتركاني،النجدة!
هشامي:سونار ليس بشريا،بل نحن من ربطنا روحه بهذا المستشفى كي يحرس سرنا الكبير
أنا:سوف تعاقَبون على كل هذا
هشامي:لاتتحدث كثيرا أيها المسكين،لابد أن هذا بسبب صدمة قبل العملية،لاتقلق،سوف يجريها لك سونار بسرعة وسهولة
سونار:لذا دعنا لانضيع المزيد من الوقت ياسيدي
حاولت تحرير نفسي لكني لم أستطع،ثم حمل سونار المثقاب وأحدث خمسة ثقوب في رجلي جعلتني أشعر بألم لايوصف!
سونار بابتسامة مرعبة:حقنة المخدر سوف تخفف الألم كثيرا
ثم حقنني بها فشعرت ببرودة في كل أطراف جسمي،ثم اندهشت بعدما رأيته أحضر قدم غزال ليزرعها في جسدي!
أنا:النجدة ساعدوني!أرجوك لاتفعل أيها المجنون
سونار:كان من المستحسن بقائك في غرفتك وعدم عصيانك للأوامر،سوف نحررك من هذا الألم الآن
ثم نظرت للسيد هشامي الذي كان يشاهد ويكتب في ورقته فعرفت أنه الشخص المجهول الذي رأيته في الكابوس السابق!
أنا:أين الملف الأسود؟!
هشامي:إنه عند أصحابه الآن،أنت كذلك ستكون مدونا في إحدى صفحاته في القريب العاجل،هيا ياسونار لتكمل عملك بسرعة
سونار:حاضر سيدي
ثم أحضر ذلك الجراح المجنون تلك القدم ليزرعها في جسمي بدون تردد!
وقبل أن يبدأ عملية الزرع الجنونية والمستحيلة والتي كنت أعرف من خلالها أنهم جعلوني كفأر تجارب فقط سمعنا صوت صراخ عادل طالبا النجدة
هشامي:أنا ذاهب لمكتبي الآن،لا أريد أي خطأ ياسونار،لتتكفل بالمريضين جيدا على طريقتنا
سونار:حاضر سيدي
ثم اختفى كلاهما وسط الظلام فعرفت أن السيد هشامي توجه نحو مكتبه وسونار نحو عادل فعلمت أن هذه فرصتي الذهبية للهروب ولكن كيف؟!
وبينما أنا أفكر في أي طريقة ظهرت لي فجأة لينا وقامت بتحريري!
لن أسمح بموت الأشخاص بنفس طريقة موتي،فضل شمعة واسلك هذا الطريق ولكن انتبه فهو مليء بأشياء فظيعة وأشخاص فقدوا صفاتهم البشرية!...

 قصص رعب 🔞🚫حيث تعيش القصص. اكتشف الآن