اغلقوا ابوابكم في الليل

87 15 1
                                    


اكتر حاجة تخاف منها هو ان بيتك يخبط بعد منتصف الليل, ولازم تعرف ان الجن بيكون منتشر في الوقت ده في الطرقات أكتر من الإنس, وان الجن ممكن لأي سبب يطرق باب بيتك, بديهيات لازم تحفظها وتعرف انها سهلة التحقق, خاصة لو كنت عايش في قرية..

وده اللي حصل معايا بالظبط, طرقات غريبة وكأنها بألة حادة على باب البيت, حسيت بخوف غريب وقتها, غريزة الست اللي مش ممكن تكذب عليها أبدا, فتحت شراعة الباب لقيت اتنين ستات لابسين اسود وواقفين على الباب, واتكلمت واحدة منهم بصوت له وقع رنين معدني, صوت عجيب جدا:

- ممكن تيجي معانا اختنا بتولد والحالة صعبة اوي

جالي احساس غريب بالخوف, انا لازم ارفض, بس بطبيعة شغلي كداية بتولد الستات عمري ما رفضت حد طلب مساعدتي, دخلت غيرت هدومي وخرجت معاهم..

كان شكلهم غريب جدا, واحدة طويلة بطريقة ملحوظة, والتانية قصيرة جدا, فكان انهم يمشوا جمب بعض حاجة في قمة الغرابة..

مشينا بين الحارات والبلد ساكتة تماما, مفيش أدنى صوت نهائيا, الغريب اني بدأت الاحظ اننا ماشيين في طرق عجيبة أول مرة اشوفها, مش عارفة انا بتخيل ولا ده حقيقي, بس الجو كان مظلم, مظلم جدا وكأني روحت لعالم تاني..

جسمهم جمبي كان سخن, عامل زي الفرن اللي بيطلع حرارة, جسمي بدأ يعرق واحس اني بدوخ, الجو بيضلم اكتر كأني ماشية في متاهة من الضلمة, وفجأة دارت الدنيا كلها من حوليا, حسيت اني هقع عشان واحدة منهم تسندني..

ركزت شوية وبصيت لقيت نفسي تحت الأرض, كأني ماشية في وادي عجيب منحوت في قلب الحجارة, وفوق مني أرض ضخمة حاجبة عننا كل حاجة, بدأت احس اني هموت من الخوف, قلبي بيتنفض وانا ماشية معاهم مش قادرة انطق بنص كلمة حتى..

لحد ما وصلنا لمكان شبيه بالكهف, دخلنا جوة لقيت واحدة ست نايمة على سرير من حجارة وعمالة تتألم وتصرخ, وكان فيه مائدة عليها أشهى انواع الأكل والشرب..

قربت منها وبصيت لجسمها وصرخت, رجليها بالكامل كانت شبيهة برجل الحيوان, واحدة منهم كتمت صرختي وقالتلي بهدوء:

- احنا مش عايزين نأذيكي احنا طالبين مساعدتك بس

جسمي مكنتش قادرة اسيطر عليه, ناولتني كوباية مية شربتها, بس مكنتش مية كان سائل عجيب مذاقه حلو, حسيت اني هديت شوية, قربت من الست وبدأت اكلمها بصوت مبحوح عشان تنفذ اللي هقوله..

وفجأة حسيت بمية صفرا بتنزل من أرض الكهف فوق, ريحتها كانت شبيهة بالبول, استغربت جدا عشان اسمع صوت واحدة منهم بتقول:

- شوفتي ان انتوا اللي بتئذونا مش احنا, لو كان استأذن أو استعاذ بالله مكنش البول نزل علينا كدا

حسيت ان دماغي هتولع من اللي بشوفه واسمعه, وبدأت امارس شغلي اللي كنت شاطرة فيه جدا, شاطرة فيه لأبعد مدى, بدأت اكلمها عشان تدوس بقوة عشان الطفل ينزل, وبدأت الست تتألم وانا معاها, احاول معاها واحدة واحدة, هي تتألم وانا معاها..

الولادة كانت صعبة, صعبة جدا, الطفل مكنش نازل براسه, ودي اسوأ حاجة ممكن اقابلها في حياتي, جسم الست كان طبيعي زينا ماعدا رجليها الغريبة اللي كنت بتحاشى ابصلها..

بدأت اقرأ قرآن عليها وادعي, واحدة واحدة, اذكر ربنا وانا حاطة ايدي على بطنها, وواحدة واحدة بدأ الطفل يستجيب ويلف نفسه, الغريب اني سمعت صوت الستات ورايا بيرددوا.

"لا حول ولا قوة الا بالله"

في اللجظات دي لقيت راجل غريب دخل علينا, ولما بصتله بخوف صرخت فيه واحدة منهم وقالت:

- استحي من الله ولا تدخل على امرأة

لقيته خرج وهو بيعتذر, وبدأت احاول تاني, مرة مع مرة لحد ما الطفل فعلا بدأ ينزل من جسم الست, استقبلته على قطعة قماش غريبة جدا خدتها منهم, جسمي كله اتنفض لما شوفته بس تمالكت نفسي..

الطفل كان بعين واحدة مشقوقة زي عيون التعابين, لون بشرته ابيض زي التلج, لفيته في القماشة وسلمته لواحدة منهم, كنت خلاص اعصابي بتنهار, حاسة اني شوية وهموت من الخوف, قولتلهم بصوت بينازع:

- عايزة اروح

لقيت الست الطويلة بتقول:

- لازم تاخدي اجرتك انتي تعبتي معانا, افتحي الملاية بتاعتك

فتحت الملاية بتاعتي لقيتهم بيحطولي قشر بصل  كتير فيها, منطقتش, المهم اخرج بسلام من المكان ده, سلمت الست الطفل للراجل وخدوني برة الكهف, بدأنا نطلع اماكن حجرية وننزل منخفضات غريبة, المكان كله كان شبه كوكب المريخ اللي بنشوفه في الافلام الاجنبية, شوية ولقيت نفسي طالعة من بيت وفجأة بقيت في قلب الحارة بتاعتي, سلموا عليا وشكروني واختفوا من قدام عيني..

جسمي كله كان بيترعش, نفضت قشور البصل من على الملاية وجريت على البيت, دخلت وقفلت الباب عليا وفضلت اتنفض, حاولت انام مرة واتنين لحد ما في النهاية نمت..

نمت وانا مش مصدقة اني كنت بولد واحدة من الجن, صحيت الصبح لفت نظري شيء غريب, ببص لقيت ليرة دهب على الملاية اللي كنت وخداها معايا, يظهر انها كانت لازقة في الملاية وما طارتش مع قشور البصل, مسكتها بتعجب وخرجت للشيخ عشان أحكيله كل حاجة..

قعدت مع شيخ الجامع وحكيت له كل حاجة من أول ما الاتنين ستات خبطوا عليا لحد ما نثرت قشور البصل على الأرض ولقيت الليرة الدهبية تاني يوم..

الشيخ ابتسم وقال:

- أجرك على الله لأنك ساعدتي مخلوقة من مخلوقاته

- طيب وايه الليرة دي

- كل قشور البصل كانت قطع دهبية, بس هما خافوا ان مخك يضرب من شكل الدهب ده كله فأوهموكي انه مجرد قشر بصل, عشان تعرفي تروحي بيه البيت بدون ما عقلك يشت, بس انتي رميتيه في الشارع ومتبقاش ليكي غير الليرة الأخيرة دي, احمدي ربك

حسيت وقتها بحسرة شديدة, جريت على المكان اللي نثرت فيه قشور البصل واللي كان دهب بس ملقتش فيه أي حاجة, حمدت ربنا ورجعت بيتي وانا حالفة ميت قسم ان لو باب بيتي خبط بعد الساعة عشرة مش هفتحه اطلاقا.

جماعه يالا شجعونى ودوسوا على النجمة⭐ ومتنسوش تسيبو كومنت قمر ذيكم

 قصص رعب 🔞🚫Where stories live. Discover now