الفصل السادس

ابدأ من البداية
                                    

فتحت فرح عيناها حينما داعبتها أشعة الشمس المنسدله من النافذة الضخمة لتنظر تجاه فهد النائم بجوارها يحيط خصرها بذراعه القوية لتتأمل ملامحه الوسيمه القاسية وتعض علي شفتيها بخجل وهي تتذكر همساته لها أمس فقد ابعد الخوف الذي كان بقلبها منه بأنه سينتقم منها اويسئ معاملتها بتفمه وصبره ورفقه بها ليجعل امس اسعد ليلة بحياتها وفهد لا ينكر أن رضاءها جعل مهمته في الثأر منها مستحيله فهي فتاه هادئه بقلب طيب يستحيل أن يكون بقربها ويؤذيها .....
مررت فرح يدها بخصلات شعرها الناعم وقامت من الفراش تتطلع الي أرجاء الغرفه حولها ثم تتجه الي الخزانه تسحب ملابسها وتتجه للاستحمام ....
خرجت بعد قليل لتشهق بفزع حينما كادت تصطدم بفهد الذي كان واقف بانتظارها ....
أحاط خصرها سريعا بذراعيه ليقول بينما يتطلع الي برائه ملامحها : مالك خوفتي كدة ليه ؟!
هزت راسها بخجل من نظراته لها : ابدا ....بس ..بس فكرتك لسه نايم
اوما لها بابتسامه لم تظن أنها ستحصل عليها يوما بهذا المنزل الذي دخلت إليه ثمن عداوة لينظر فهد إليها بتساؤل : ساكته ليه ؟!
هزت كتفها باستفهام : اقول ايه
قرب وجهها منه وهمس بجوار شفتيها وهوويتناولها بقبله.. تقولي صباح الخير
تعمقت قبلته وازدادت يداه حول خصرها لتشعر فرح بالكهرباء تسري جسدها الذي استجاب سريعا لقربه ليميل فهد تجاهها ويحملها ويعود بها الي فراشهم وسرعان ما
يصبح فوقها يرتشف قهوة الصباح من شفتيها التي اسكرته بمذاقها ....
...........روايه بقلم رونا فؤاد....ممنوع تماما نقل الروايه أو نشرها حيث أن حقوق النشر لجميع رواياتي مسجله حصري ومن يفعلها يعرض نفسه للمسائله )

...
اغمضت حور عيناها بقوة متظاهرة بالنوم حينما شعرت بخطوات سليم تدلف للغرفة .....اشار سليم الي الخادمه أن تضع تلك الصينيه علي أحد الطاولات لتضعها وتغادر بصمت ...اغلق سليم الباب خلفها واتجه الي حور التي كانت كطفله خائفه تتشبث بالغطاء وكأنه سيحميها من الوحش المخيف ....مهما تظاهرت بالقوة أو الشراسه فبداخلها ليست أكثر من فتاه صغيرة انتزعتها يد مختطف من وسط عائلتها وأمانها بينما وجودها داخل أسوار ذلك المنزل سنوات طويله جعل طباعها تكون مجرد وجهين لعمله واحده إحداهما حور الهادئه التي تعيش بسلام وسط ابيها واخيها وادم الذي مهدت لدخوله حياتها والوجهه الآخر شرسه بريه لاي شخص خارج محيطها لذا ليس بسهوله ستتقبل هذا الغريب خاصه بعد ما فعله بها .....
ارتجفت قلبها بقوة وهي تشعر به يجلس بجوارها علي طرف الفراش لترتجف جفونها التي تابعت إغلاقها بقوة فكان من السهل علي سليم رؤيه ماتفعله وخوفها الواضح
نطق اسمها بلين شديد : حور
لم تقل شيء وظلت علي حالتها لحظه قبل أن يجفل جسدها كله حينما لامست يد سليم كتفها بينما يقول :  قومي انا عارف انك مش نايمه
رفضت حور أن تفتح عيونها فقط أبعدت كتفها عن يداه بجفاء ليكرر سليم كلماته مجددا وهو يتنهد محاول التحلي بالصبر  : قومي مش هعملك حاجه
لم تتحرك ليقول بتهديد زائف : لو فضلتي تمثلي انك نايمه...... هنفذ كلامي
التفتت حور له وهي تهب جالسه تهتف بانفعال : عاوز مني ايه ؟!
نظر لها سليم برفق ليقول بهدوء : قومي كلي
هزت راسها برفض : مش عاوزة منك حاجه
قال وهو يربت علي كتفها : لازم تأكلي اصلا انا مش عارف انتي عايشه ازاي من غير اكل كل ده
قالت بمراره وهي تشيح بعيونها التي امتلئت بالدموع :  ومين قال اني عايشه !!
نظر لها سليم بشفقه قائلا : انتي مصممه تعذبي نفسك
انسابت الدموع من عيونها وهي تنعي نفسها ::مفيش حد بيعذب نفسه
قال سليم لها وهو يمد يداه تجاه وجهها يمسك ذقنها برفق بين أنامله ويمد يداه الأخري يمسح دموعها ويتطلع الي ملامح وجهها الجميله والتي ذبلت من الحزن  :  ارضي
صمتت واهتاجت عيونها بالحزن أكثر بينما تدرك أنها لن تقبل يوما من الايام وايضا رفضها لا يهتم به أحد ....
نظر سليم الي رفضها الذي لاح بعيونها ليمر يومان وهي بتلك الحاله ولكن الجديد هو صمتها ...ذلك الصمت الذي ارق مضجعه فهي كانت كجسد بلا روح بينما أنهك الحزن روحها المذبوحة لتتخذ من تلك النافذه مسراها الوحيد وتبقي واقفه امامها ليل نهار تنعي نفسها وهذا العذاب الذي يتشعشع بروحها وهي تجبر نفسها بصعوبه ان تتحمل وجوده وتلك الكلمات القليله التي يحاول التحدث بها إليها بينما لا تعطيه فرصه للمزيد .... وعذاب اخر اصعب يكون عليها تحمله وهو الاستيقاظ من النوم وايجاد نفسها بجواره حينما تنهكها قله النوم فتغفو علي المقعد ويستغل سليم الفرصه ويحملها الي الفراش الذي ما أن تشعر بنفسها فوقه بجواره حتي تهب من مكانها بفزع وتسرع الي وقفتها أمام تلك النافذه ....
وهاهي قبل شروق الشمس بقليل كانت تهب فزعا من نومها ككل ليله لتقوم من جواره وهي تلهث من هذا الكابوس الذي راودها ...تصبب جسدها عرقا بينما ظل صدرها يعلو ويهبط لتسرع الي الحمام وسرعان ما توصد بابه عليها بخوف وتقف اسفل المياة البارده ...تخاف منه ومن كل من حولها بهذا المنزل الذي قيدت نفسها بداخله داخل جدران تلك الغرفه ..... ارتدت ملابسها وعقدت شعرها المبلل دون أن تنظر إلي ملامح وجهها التي ذبلت بشده فهربت الالوان من بشرتها وكللت تلك الهالات السوداء اسفل عيونها ....خرجت بخطوات بطيئه لتجد سليم قد استيقظ ويتحرك في أرجاء الغرفه ..... التفت سليم اليها بعد أن وضع ذلك المقعد أمام النافذه
ليقول برفق شديد : ابقي اقعدي عشان لو فضلتي واقفه اكتر من كدة هتقعي من طولك
نظرت له دون قول شيء بينما تساءلت هل يسخر منها أم يشفق عليها والاجابه كانت أنه بالفعل يشفق عليها ....ولا يشفق فقط بل روحه تتعذب مثلها بل وأكثر بينما هذا الشعور بالذنب يدهس روحه ويسحقها أكثر .....لايعرف ماذا عليه أن يفعل لها وقد ثأرت منه بالفعل بصمتها وبحالتها الهزيله الشاحبه ..... عاد بالمساء ليجدها واقفه كما اعتادت وكالعادة الطعام لاتمس منه إلا ما يبقيها علي قيد الحياه
صراع انهكها فقرر سليم أن لا يكون طرف في هذا الصراع لذا ابتعد عنها وترك لها مساحتها فلتصارع نفسها حتي تتقبل حقيقه الامر ....
تنهد وهو يلقي التحيه التي لا تردها عليه كما اعتاد ....
نظر إلي الطعام الذي احضرته الخادمه ليقول : حور
التفتت له دون قول شيء ليقول برفق : تعالي كلي حاجه
هزت راسها وعادت لتتطلع الي النافذه ليتحرك سليم ناحيتها ويقف خلفها ....اجفلت حور من شعورها به يقف خلفها لتستدير إليه فتصطدم عيونها بنظراته التي امتلئت شجن وهو يسألها : واخرتها ؟!
صمتت ولم تقل شيء فهي لاتعرف نهايه لما يحدث لها
تنهد بتعب من صمتها ليقول : انا قولتلك قبل كدة اني حاسس باللي انتي فيه بس اللي بتعمليه ده مش هيغير حاجه ....فكري وشوفي انتي بتعذبي نفسك وبتعذبيني معاكي ازاي
نظرت له حور باستنكار ....هل يتعذب مثلها ...؟! كيف وهو من اختطف وعذب ؟! ايتعذب الجاني كما تتعذب الضحيه ....
حاول معها مجددا ليقول متنهدا : جربي تقبلي .... جربي تشوفي جوازنا أنه عادي وخلينا نعرف بعض ...اتكلمي وقولي اللي جواكي وانا هسمعك
مجددا صمتت ليهز سليم رأسه بيأس فيتركها ويغادر الغرفه .....حاول تأنيب نفسه علي محاولاته التي قابلتها بالرفض ولكن هذا الشعور الذي يدغدغ قلبه تجاهها منعه وعاد ليقف بصفها فهي محقه وهو عليه تقبلها ....
عاد بمنتصف الليل ليجدها جالسه علي المقعد وقد مال راسها للخلف حينما غلبها النعاس.....اغلق باب الغرفه ودخل ليتجه ناحيتها ويقف يتطلع لها طويلا فكم تعاني وتزيد من معاناتها بعنادها .....
مال ناحيتها وحملها بين ذراعيه برفق ليدق قلبه حينما لامست خصلات شعرها وجهه ورائحتها تغلغلت في أنفه وهو يميل فوقها يضعها بوسط الفراش الوثير ويتمدد بجوارها ولكن تلك المره لم يترك بينهما مساحه ليمرر يداه برفق اسفل جسدها ويضع رأسها فوق صدره ....شعرت حور بتلك الأنفاس التي تلامس وجهها  لتنتزع نفسها من تلك الأحلام التي أيضا تصارع فيها وتفتح عيونها المنهكه بصعوبه فتصطدم بعيون سليم .....بانهاك حاولت أن تبعده ولكنه وضعها بداخل حضنه وتشبث بها فيكفيها عذاب ....يجب أن تنام وتأكل وتعيش ...لن تظل بتلك الفقاعه الزائفه من الحزن .... قتل اي محاوله لها لمقاومته بكلماته المنهكة كما حالها بينما يقول برفق شديد وحنان وهو يدثرها داخل حضنه الدافيء : نامي ياحور مش هعملك حاجة انا بس  هاخدك في حضني .
هزت حور راسها وعادت لتحاول ابعاد ذراعيه عنها بينما صارع سليم ما بين انهيارها الذي يجبره ان يشفق عليها ويتركها وما بين هذا الخوف الذي تشعر به في كوابيسها ويريد أن يقصيه عنها وهي بين ذراعيه ..... فهو غريب تاره قاسي بشكل لاتعهده وتاره متفهما صبورا كما حاله اليونان الماضيان ....
وبالرغم من انها ترهبه وتكرهه الجنون
إلا أن عيونها خانتها واستسلمت للنوم الذي كانت بحاجه عليه بعد أن انهكها الحزن ....نامت بالفعل طويلا حتي داعبت عيونها الشمس التي اخترقت الستائر الحريريه  
رفعت راسها ببطء لتجد وجهه امامها وقد استغرق بالنوم هو الآخر ....خفضت عيونها ببطء وهي تشعر بهذا الثقل فوقها لتقع عيناها علي ذراعيه تحيط بها  ....لقد خانت نفسها ونامت بين ذراعيه وقد اعتقد أنها رضيت ... توعدت حور أحلامه برضاها لتقوم منتفضه من بين ذراعيه وتغادر الفراش بخطوات حانقه ....فتح سليم عيناه الناعسه علي تلك العاصفه التي قامت من جواره ليلمح خطواتها الغاضبه وهي تسرع الي الحمام صافقه الباب خلفها بغضب
ارتسمت ابتسامه متأمله علي شفتيه بينما شعر بصراعها مع نفسها التي بدأت بالاستسلام ....
ولكن من قال هذا فقد توعدته حور لن ينعم ابدا بهذا الرضي مهما حاول ..لن تستسلم لهذا الظلم ولن تقبل بأن تكون ثمن العداوة بل الجميع هم من سيدفعون الثمن لتشعر بالدماء تتدفق بعروقها وقد فكرت في الهروب ...!
نعم ستهرب ولن يجدها أحد منهم ابدا .....
خرجت وقد عادت الشراسه لعيونها من جديد حينما وجدته يقول بارتياح وهو يتطلع إليها وقد ظن أن نومها طوال الليل هو ما جعل وجهها هذا الصباح يستعيد ألوانه
ولكنه لا يدري أن فكره انتقامها بهروبها منه كان السبب  : الناس بتصحي تقول صباح الخير
: صباح الخير
استغرب ردها عليه لأول مره هذا الصباح كما استغرب سكونها وهي تتناول الأفطار دون جدال ...
غرست الشوكه بطبقها الذي وضعت وجهها به فلم تلقي نظره واحده لسليم الذي كان يفكر بسبب تغيرها هذا الصباح .....تابعت حركه تلك الشوكه بالطعام لتسأله :  هترجع امتي ؟!....شعرت بتسرع سؤالها الذي لفتت به نظره لوجود شيء غريب بها لتقول باستدراك :
قصدي بليل ولا الضهر قصدي وقت الغدا
نظر لها محاول اخفاء حيرته في حالتها هذا الصباح ليسألها بتمهل :  عاوزاني ارجع
صمتت واشاحت بوجهها عنه ليقترب سليم منها ويمسك بيدها قائلا :  متقلقيش مش هتأخر وهرجع بدري
امتعضت ملامحها وابعدت يداه من فوق يدها  وهي تردد بشراسه : ومين قال اني قلقانة ياريت مترجعش ابدا
أبتسم ببرود اغاظها بينما رحب بشراستها من جديد بعد طول صمت ليقربها نحوه ويهمس بنبرة اخافتها بالرغم من أنه لم يقصدها : هرجع ياحور ...ولماارجع هيكون آخر صبري معاكي ..أعتقد اني صبرت عليكي كتير اوي
تهديده المبطن أزاد من إصرارها علي الهروب بينما سليم كل ما أراده هو إخراجها من تلك الحاله حتي لو باستفزاز صمتها  .......
.........
...
نظرت فرح بتردد الي فهد الذي انهي إفطاره واعتدل واقفا لتسأله : هو انا ينفع اطلب منك طلب
اوما لها بدون تردد : ينفع طبعا .
ابتلعت فرح وقالت برقتها المعهودة : ينفع اروح لماما
صمت فهد لحظه ظنت فرح أنه سيرفض ولكن كيف يرفض وهي تطلب منه بتلك الطريقه وعيناها الجميله ترجوه الا يرفض ليهز رأسه قائلا : ينفع طبعا ...هخلص شغلي بدري وارجع اخدك ....
هزت راسها بابتسامه : متتعبش نفسك ...هروح انا
هز رأسه وربت علي كتفها بحنان وهو يخطو للباب : مفيش تعب ....اجهزي لغايه ما ارجع
أومات له وقالت بابتسامه  : شكرا
عاد فهد الخطوات التي تحركها ليقف امامها قائلا بامتنان نابع من قلبه : انا اللي شكرا علي طيبه قلبك دي
ابتسمت له فرح ليبادلها الابتسامه ويقبل جبينها وينصرف وهو يتنهد بحبور بينما أزاحت من فوق صدره حمل ثقيل وهي تشاركه حياته بتلك البساطه  وسرعان ما تتوطن بها وكأنها جزء منها لينسي عن أي عداوة كانت سبب في زواجهم ليبقي فقط هذا الفراغ بقلبه لأخته التي التاع قلبه عليها ....
عاد سليم في المساء ليجد فرح التي سرعان ما فتح لها ذراعيه واحتضنها بحنان وقبل اعلي جبينها وهو يسألها بنبره خافته : عامله ايه ؟!
ابتسمت فرح بخجل وهي تتطلع الي فهد قائله : الحمد لله
اوما سليم  لتتقابل نظراته بظرات فهد بصمت بينما لم يقل اي منهم شيء ...
جلس فهد برفقه رسلان وسليم بينما اختلت وفاء بابنتها في أحد الصالونات المجاورة لبعض الوقت الذي قضاه فهد وعيناه لا تفارق النظر إلي الدرج لعل أخته تنزل ولكن مر الوقت و حان وقت الرحيل وهاهي لم تظهر ....
قام سليم برفقه أخته ليوصلها الي الباب ليتعمد فهد أن يتباطيء بخطواته بعد أن أدخل فرح الي سيارته المتوقفه بالخارج ليغالب كبرياءه ويلتفت الي سليم ويسأله : حور عامله ايه ؟!
هز سليم رأسه وقال باقتضاب : كويسه
لم تشبع كلمه سليم المقتضبه لهيب قلب فهد علي أخته لينظر الي سليم ويسأله مجددا : بتعاملها كويس ؟
نظر له سليم بطرف عيناه باستخفاف ولم يقل شيء ليحتقن وجهه فهد بالغضب من نظرات سليم ويكرر سؤاله بعنفوان اكبر : بسألك بتعاملها كويس ؟!
ظل سليم علي نظراته البارده بينما يقول بتهكم جارح لفهد : اسألها ؟!
سخنت انفاس فهد ليقول بانفعال : انا بسألك انت ...رد عليا يا سليم ....بتعامل حور كويس زي ما اتفقت معانا ولا لا
قال سليم ببرود : حور تبقي مراتي ومفتكرش اني محتاج اتفاق عشان أعاملها كويس
التقت نظرات فهد المتأهبه بنظرات سليم البارده والتي أخفت بداخلها غضبه .... لتمر لحظات عليهما قبل أن يتنازل فهد عن كبرياءه مجددا بينما هدأت نبرته والتي أصبحت اقرب لرجاء وهو يقول : حور عمر ما حد فينا ضايقها بكلمه ....عاملها كويس ياسليم
اشاح سليم بوجهه بضيق فهو ليس بحاجه الي توصيات وخاصه من فهد عدوه اللدود ....
اقترب فهد من سليم خطوه ونظر له بقليل من الاستجداء بينما يقول : طمني عليها يا سليم... بدأت تقبل اللي حصل ولا لا
اهتزت نظرات سليم للحظه بينما لا ينكر أن قلق فهد ولهفه قلبه علي أخته نال من قلبه وهو يفكر للحظه بأن يقف بنفس موقف فهد ولكن العناد والكراهية التي لم تخمد بقلب سليم دفعته ليقول باحتدام : اظن اني رديت وقولتلك كويسه
انفعلت نبره فهد : ولما هي كويسه منزلتش ليه ؟!
نظر له سليم ساخرا : فاكرها هتنزل تاخدك بالحضن !
جرحت سخريه سليم قلب فهد لديكور قبضته بعد أن فكر للحظه باندفاع أن ينقض علي سليم الذي تابع سخريته قاصدا : اوعي تفكر اننا صحاب وهقعد اتكلم معاك عن حياتي مع مراتي !
اندفع فهد بانفعال : مراتك تبقي اختي ....اختي ياسليم اللي لو اذيت شعره منها مش هرحمك
نظر له سليم باستخفاف : بطل تهديداتك الفارغه ولو عندك حاجه اعملها ...
احترقت النيران بعيون فهد ليرمقه سليم بنظره بارده ويتركه ويدخل الي المنزل .....
.......
...
اجفلت فرح حينما ركب فهد السيارة بجوارها وانطلق بها بغضب حيث أصدرت الاطارات صرير قوي وهو يغادر البوابه ......دق قلبها بتسارع وهي تتطلع الي ملامح وجهه الجانبيه لتبتلع لعابها ببطء وتسأله بتردد حذر : مالك يافهد ..... سليم ضايقك ؟!
حاول فهد السيطرة علي غضبه بينما يحذر نفسه أن تلك المسكينه زوجته لا ذنب لها أن يصب عليها غضبه من أخيها لذا هز رأسه باقتضاب : لا ...مفيش حاجه
أومات فرح وبالرغم من رؤيتها لملامح وجهه فهد إلا أنها صمتت ...
........
...
نظر رسلان الي سليم الذي دخل بوجهه حانق ليسأله : كان بيقولك ايه ؟!
قال سليم وهو يجلس متنهدا : ابدا كان بيسأل علي حور
اوما رسلان ونظر الي ملامح وجهه سليم التي لا تفسر ليسأله بتمهل : وهي عامله ايه  .. ؟!
أجاب سليم باقتضاب : كويسه
هز رسلان رأسه : عارف انها كويسه ....انا بسأل عامله ايه معاك ....؟!
نظر سليم الي الجهه الأخري دون قول شيء بينما هو بالفعل لا يجد اجابه لهذا السؤال .. وربما كان هذا اكبر اسباب غضبه الذي صبه علي فهد أنه كان يتهرب من اجابه سؤال لا يعرفه ....فهي تعيش وحدها برفقه تلك النافذه ...لا تعطيه اي باب ليحاول الدخول لها منه بينما بدأ ييأس ويظن أن غضبها سيظل الي ما لا نهايه. ...
ترك أبيه وصعد إلي الغرفه ليستغرب رؤيته لها نائمه
....تنهد وهو يحدث نفسه بأنها علي الاقل رحمت نفسها من الوقوف أمام تلك النافذه .... حبست حور أنفاسها حينما شعرت بسليم يتوسد الفراش بجوارها لتتقن تمثيل دور النائمه تخدعه لتنفذ ما انتوته وسرعان ما كان بالفعل سليم يغرق بالنوم  ....ظلت مكانها حتي شعرت بانتظام أنفاسه لترفع راسها ببطء من فوق الوساده تتطلع الي ملامح وجهه الساكنه قبل أن تقوم بهدوء شديد من جواره ...أغمضت عيناها تحاول أن تهديء من ضربات قلبها المتسارعة دون تفكير في الخطوة التالية لهروبها فهي فقط ستهرب .... ولم تشغل نفسها بشئ سوي مغادرة هذا السجن الذي وضعت به والفرار من اسر سليم ....ذلك الغريب الذي أجبرت أن تعيش معه فلم تتنفس يوم براحة خوفا وكرها لجوده بجوارها ....
ذلك الذي اصبح زوجها الا انها مازالت رافضه تماما اعتباره كذلك فهي تكرهه وتراه سبب دمار حياتها فلو لم يخطفها لكانت متزوجه من ادم وحياتها كما حلمت بها... لقد سرقت العشرون عاما من حياتها السابقة بسبب فعله أخيها فارس والان قضي سليم علي مابقي من حياتها القادمه بموافقه ابيها واخيها ...
انحنت بهدوء تجذب وشاح راسها الحريري لتضعه حول راسها وعيناها لا تفارق النظر لسليم بتوتر وخوف شديد من استيقاظه .... بعد ان غطت شعرها اتجهت الي باب الغرفه وهي تسير علي أطراف أصابعها لتفتح الباب بهدوء شديد ثم تخرج منه دون أن تهتم بغلقه وسرعان ما ركضت الي هذا الرواق الطويل علي أطراف أصابعها ....نظرت حولها لتري البهو ساكن فنزلت الدرج واتجهت سريعا الي الباب الزجاجي الضخم بعد أن تجاوزت البهو الفسيح ...فتحت الباب بأصابع مرتعشه وخرجت منه سريعا الي جانب الدرج الرخامي تتواري خلف الأشجار الكبيرة التي وضعت علي جانبيه.   ...ابتلعت لعابها بلهاث بينما ازداد توترها وخوفها وهي تتطلع حولها الي مخرج من هذا الباب لتقع عيناها علي البوابه الحديديه بنهايه الحديقه والتي سرعان ما جعلت كل أحلامها بالهروب تتبدد وهي تري هؤلاء الرجال جالسون امامها .  .
زفرت بإحباط وكانت علي وشك البكاء فقد تحطمت آمالها بالهرب منه للتو ... ولكن قبل ان تستدير عائدة باستسلام لمحت تلك البوابة الخشبية الضخمة لاسطبل الخيول بجانب الحديقه ...!
سارت بخطي سريعة تجاه تلك البوابة وهي تتواري خلف الاشجار لتفتح البوابه الخشبيه بأصابع مرتعشه
وسرعان ما كانت تدخل إليها وهي تتذكر محاولتها البريئه قبل سنوات ذات يوم حينما فكرت بالهروب من المنزل لتنقذها تلك الفكره التي وقتها حينما نفذتها كادت تقتل نفسها بها بينما فتحت البوابه لأحد خيول والدها الجامحين والذي كاد يدهسها بحوافره لولا أن أنقذها فهد ....الان لن تهتم حتي وان ماتت فهي بالفعل ميته بهذا السجن ....نظرت حولها الي الخيول التي وقفت بثبات لتتجه الي البوابات الخشبيه المغلقه عليهم وسرعان ما بدأت تفتحهم الواحده تلو الأخري
بدأت الخيول بالحركه لتسرع حور تخرج سريعا وتتوقف خلف أحد الأشجار وقلبها يهدر بجنون .....
بدأت الخيول بالحركه خارج البوابه ليتعالي صهيل البعض منهم فيهب الرجال مسرعون ليروا سبب صهيل الخيل فيتفاجئوا بحالة من الهرج والخيل تبدأ الركض خارج البوابه .....
انتفض سليم من نومه وكذلك الجميع لدي سماعهم لصوت صهيل الخيل الذي شق سكون الليل..انتفض من مكانه بينما هدر قلبه بجنون ما أن رأي باب الغرفه مفتوح وهي ليست بجواره
..اسرع الحراس يحاولون السيطرة علي الخيول غافلين عن حور التي ركضت بسرعة تجاه بوابة المنزل الخارجية مستغلة انشغال الحراس بالسيطرة علي الخيول ..
لتخرج منه وهي تركض باقصي سرعتها وبكل ما لديها من طاقة تحاول أن تتغاضى عن دقات قلبها المرتعبه أن فكرت ماذا سيفعل ان امسك بها ...!!
هدر رسلان بقلق وهو يتجه الي الدرج الذي قطعه سليم مسرعا ما أن رأي باب الغرفه المفتوح وعدم وجودها بالغرفه .....سليم في ايه ؟!
لم يقل سليم شيء بل اسرع الي الخارج واول ما كان ينظر إليه هو بوابه المنزل ليلمح طيفها الراكض خارج أسوار المنزل .....حوورر
هدر باسمها بصوت عالي ارعبها ولكنها لم تتوقف بل تابعت الركض بانفاس منهكة ولكنها مصرة ان تهرب من هذا الحقير الذي اختطفها وتزوجها رغما عنها فقط لأخذ ثأر لايد لها فيه ...!
اسرع سليم يمتطي أحد الخيول ويسرع بها الي الخارج راكضا في أثرها ليسابق الرياح وهو يتلفت حوله بحثا  عنها متوعدها بعقاب من الجحيم..
تصببت دموعها خوفا حينما استمعت لصوته يهدر بأسمها وهي تركض خارج البوابه دون توقف بينما لا تدري الي اين تذهب.   
سرعان ما كان سليم يراها وهي تركض مسرعه ولكن سرعتها لم تكن بسرعه ذلك الفرس الذي وكزه سليم بجانب ساقه ليلحق بها
أدركت أنه لحق بها ولكنها لم تتوقف وتابعت ركضها بيأس تملك منها بعد أن خذلها الجميع .....
لم تتوقف وهي تستمع لصوت حوافر الفرس الذي امتطاه سليم  يقترب منها بل زادت سرعتها ليهتز كل كيانها رعبا  بنفس اللحظه التي شعرت فيها بيده القوية ترفعها وتضعها علي الحصان امامه ......
حاولت مقاومه يداه القويه بيأس بينما انهمرت دموعها  المقهورة وهي تهز راسها برفض العوده إليه .....فهي لا تريد الحياه معه وهو من اختطفها ودمر حياتها قاومته وحاولت ابعاد يداه التي تحيط بخصرها لعله يتركها ولكنه شدد من يده حولها وانطلق بالفرس يديره ليعود بها الي المنزل وهي تكاد تشعر بحريق يلهب ظهرها من أنفاسه الغاضبه
صاحت ببكاء مختنق من شدة يده حول خصرها فلم تعد تستطع التنفس : سيبني ..سبيني
زجرها سليم بحنق مهيب ارعبها ليدخل بها من بوابه المنزل وسرعان ما ينزل ويجذبها من فوق ظهر الفرس الذي القي لجامه الي أحد الرجال .....
وقفت وفاء بجوار رسلان الذي فهم ما حدث ما أن لمح سليم يدخل وهو يجذب حور بقوة خلفه ليتجه إليه سريعا يحاول أخذ حور من قبضه سليم الذي اعمله
  الغضب وصم اذانه
: سيبها يا سليم ...
هز سليم رأسه وتابع جذب حور التي كانت دموعها تغرق وجهها ليصعد بها الي غرفتهم ويدفعها الي الداخل ....
سقطت حور علي الارض الرخاميه بقوة
لتشعر بألم شديد بجسدها من قوة اصطدامها بالارضيه الصلبه.... نظرت لعيناه التي تطاير منها الغضب لتهدر بعنفوان بالرغم من دموعها المنهمرة : بكرهك... بكرهك ومش خايفة منك
امسك ذراعها بعنف لينهضها وهو يهمس بفحيح وقد استنفذت صبره المعدوم بمحاولتها الهرب منه  : انا هعلمك ازاي تخافي مني
حاولت انتزاع ذراعها من يده التي تمسك بها بقوة
لتخونه قوه تمالكه لاعصابه وسرعان ما يهبط علي وجهها  بصفعه قاسية وهو يزمجر بصوت ارعبها  : مش مرات سليم الهاشمي اللي تهرب منه
وضعت يدها علي وجهها بألم من صفعته وبكت بقهر مزق أوصاله ليصرخ بها من لهيب غضبه المحتقن تاره من هروبها وتاره من يأسه وعجزه في التعامل معها  : لية بتخليني اعمل فيكي كدة.!؟..
لم تجب عليه بل خفضت عيناها التي تذرف الدموع المقهورة ليزمجر مجددا بغضب شديد وهو يترك ذراعها
: هربتي لية.....
ظلت صامته ليزجرها بغضب : انطقي هربتي لية
رفعت اليه عيناها الباكية تتطلع الي وجهه الغاضب بعيون بائسة وهي تقول بكمد وقهر : مش عاوزة اعيش معاك... انا بكرهك
استعرت النيران بعيناه لدرجة ارعبتها فانكشمت علي نفسها رعبا من ملامحه الغاضبه ليقول وهو ينظر لها بعيون حاده : قولتلك اقبلي حياتك معايا وبطلي تعذبي نفسك .....عاجبك اللي بتجبريني اعمله فيكي ....؟!. عاجبك العذاب اللي انتي فيه .....ردي عليا
عاجبك اللي انتي فيه
هزت حور راسها بقهر لتقول بصوت مختنق بالدموع : انتوا اللي عملتوا فيا كدة .....
نظر لها بانفعال : خلاص اللي حصل حصل .....برضاكي أو غصب عنك هتقبلي حياتك معايا ....يبقي ارضي وارحمي نفسك
واجهته بعيونها المتورمه من كثره البكاء : مش هرضي ....عمري ما هرضي بيك
أفقدته كلماتها الرافضه تمالكه لاعصابه لتتفجر براكين ملتهبه بداخله بينما ينظر لها بغضب شديد وهو يقول : يبقي انتي اللي اختارتي .....انا صبرت عليكي كتير اوي بس كفاية اوي كدة..
اهتزت دقات قلب حور حينما تفاجات بيداه القويه تجذبها إليه ليدفعها بعنف فوق الفراش وينظر لها بوعيد للحظه قبل أن يتمتم بوعيد : غصب عنك هتقبلي حياتك معايا ....
صرخت حور ببكاء شديد ممزوج بخوفها حينما وجدته يميل تجاهها لي سليم انهيارها وينحني نحوها يقبل شفتيها بقوة غير مبالي بمحاولاتها اليائسة للفرار منه فقد اعماه الغضب بسبب رفضها له كلما اقترب منها ....!
بيأس حاولت حور مقاومته ولكن قوتها لم تكافيء قوته فخارت سريعا أمامه لتزداد دموعها انهمارا والتي لامست شفتيه التي تفترس شفتيها بقوة بينما يقبلها سليم  بلاهواده..... ادمي شفتيها وامتزجت دموعها بطعم شفتيها  لينتزع سليم نفسه بقوة من فوقها حينما تذوق طعم دموعها ليقاوم بصعوبه غضبه غير تارك العنان لنفسه الغاضبه التي تطالبه بافراغ غضبه بها وإثبات ملكيته لها الآن بينما عاد قلبه من جديد ليشفق علي حالتها التي مزقت نياط قلبه وهي تعتصر عيونها التي تورمت من كثره البكاء .....!
قراءه ممتعه بقلم رونا فؤاد
ايه رايكم و توقعاتكم

اختطفها ولكن ..!!حيث تعيش القصص. اكتشف الآن