الفصل الجديد

Start from the beginning
                                    

دون كلمة أخري رجل تاركا خلفه ذلك المراقب ينزف الدماء من فمه وأنفه بعد عدة لكمات غاضبة سقطت علي وجهه من يد حسن السليمة ... خرج بها من المدرسة يشعر بكفها يرتجف داخل كف يده كانا في الشارع لم يستطع ضمها فقط وقف امامها يمسك ذراعيها بين كفيه يحادثها مترفقا :
- اهدي يا أمل ما حدش يقدر يأذيكي طول ما أنا حي علي وش الدنيا

رفعت وجهها ببطء ارتجفت حدقتيها بعنف اختنق صوتها تهمس مقهورة :
- أنا اتظلمت يا حسن ، اتظلمت وكان هيضيع مستقبلي بسببها هي اتبلت عليا وهو قرايبها كان بيحامي ليها

حرك رأسه بالنفي يشدد بخفة علي ذراعيها يغمغم سريعا :
- لا عاش ولا كان اللي يقدر يظلمك وأنا علي وش الدنيا يا أمل ... أنا ضربته وخليته يتحول للتحقيق ولسه هوقفه خالص عن العمل هدفعه تمن اللي عمله غالي أوي هو وقريبته

اومأت له دون أن تنطق بحرف ليعطيها ابتسامة هادئة يحادثها :
- تعالي نقعد نتغدا في أي مكان .. تهدي وتاخدي نفسك كدة وبعدين نروح
وافقته لم تكن في حالة نفسية تسمح بالرفض فوافقت ليترك ذراعيها امسك كف يدها يتحرك معها إلي أحد مطاعم الوجبات السريعة الشهيرة المنتشرة في كل مكان تقريبا
____________
تقف في الشرفة الصغيرة في منزلهم في أسوان تشاهد المياة الجارية أمامها والمعابد البعيدة بالكاد تلمح ظلالها المهيبة الشامخة الطيور تحلق في السماء والقوارب السياحية تجوب المكان ... لا تنكر المكان جميل هادئ نقي بشكل خلاب ولكنها لا تفهم لما أتي بهم لهنا ومن هم الذين كانوا يطاردوهم تنهدت بعمق تحاول أن تجد طرف خيط صغير بيجاد يرفض الإفصاح عن شئ يحول كل احاديثهم إلي كوميديا هزلية بخفة ظله السخيفة التي تكاد تقتلها اجفلت حين شعرت بيده تلتف حول خصرها ورأسه يهبط برفق علي كتفها يهمس لها حانقا وكأنه طفل غاضب :
- علي فكرة بقي لعنة أجدادنا الفراعنة هتحل عليكي عشان مش راضية تخليني احيكلك قصة بناء المعابد معبد معبد .. يا بنتي دا أنا مرشد سياحي ممتاز

وضعت يديها فوق يده تزيح ذراعيه التفتت وقفت امامه تنظر لعينيه مباشرة لتري إبتسامة انتصار تعلو ثغره وكأن فقط رؤيتها له تجعله ينتصر .. تنهدت حانقة تردف بحدة :
- بيجاد بطل تاخد كل حاجة بهزار أنا محتاجة افهم ومن حقي افهم مين الناس اللي كانت بتطاردنا دي وليه احنا هنا وهنفضل هربانين لحد امتي

ابتسم يحرك رأسه موافقا ما تقول اقترب خطوة واحدة يحتضن وجهها بين كفيه ثقلت أنفاسه يهمس لها بصوت خفيض متخم بالمشاعر :
- هقولك بس هعمل حاجة الأول
اضطربت حدقتيها تتسارع دقات قلبها اغضمت عينيها تنصهر كقطعة ثليج يحتضن شعلة نار وهو يلحم بركان عاطفته المتأججة بعُناب شفتيها العذب لحظات خارج الكون في الفضاء الواسع لا أحد غيرهم في مدار العشق الخالص ... ابتعد عنها يسند جبينه علي جبينها يلهث بعنف يهمس لها :
- أنا بحبك يا رسل ... انسي كل حاجة في الدنيا وخليكي معايا هنا بعيد عن الشر والظلم اللي جوا مجدي وشيرين ... أنتي مراتي يا رسل انتي الوحيدة اللي بقيالي في الدنيا دي أنا ما حلتيش في الدنيا دي غيرك ... انسي كل اللي فات وتعالي نبدأ من أول وجديد

جبران العشقWhere stories live. Discover now