شقة رؤوف أبو الفدا.

32 14 0
                                    

الساعة 08:25 مساءً.

- ... أهلًا وسهلًا، نورتوا يا بهوات!

قالها وهوَ مُقبلًا علينا بصفحة حملت علىٰ رأسها أكواب الشاي، وعلىٰ وجهه بَشاشة صعيدي يُكرم ضيفه، وإن كان لا يستقبله قلبه؛ أنا علىٰ علمٍ جيد بالسِلو الصعيدي!

- مكانش له لزوم التعب ده يا أستاذ رؤوف!

صدرت مني، فوضع هوَ الصفحة علىٰ المنضدة التي فصلت بيننا وبينه قبل أن يجلس وعلىٰ وجهه تعابير ذهول مِمَّا صدر مني:

- يا خبر أبيض! هوَ الحكومة كُل يوم بتزورنا ولّلا إيه يا باشا، وبعدين مقامكوا أعلىٰ من كدة بكتير أصلًا.

أخرجت من لدني صورة لـفادي عزام، فوضعتها علىٰ المنضدة أمامه وأشرتُ علىٰ وجه فادي بها مُرددًا:

- تعرفه؟

فاستنتج رؤوف أمرًا متوقعًا، سأل بملامح استحالت تمامًا عن تلڪ التي قابلنا بها، وكانت علىٰ العكس منها تمامًا:

- ... حضراتكوا من إدارة تنفيذ الأحكام؟!

- همم؟! لأ لأ، إحنا مش جايين عشان إللي بينڪ وبينه.

تنهد بأريحية بعد أن قلت ما قلت:

- هووف!.. أيوة يا بيه، أعرفه.

هنا التقطتُّ الصورة لأعيدها بداخل سترتي، بينما تحدث هيثم:

- فادي عزام اتقتل أول إمبارح يا رؤوف!

صُعق صاحبنا:

- إيه؟!.. إزاي الكلام ده؟

قُلت له بنبرة تخوينية:

- غريب، المفروض تكون إنتَ أكتر واحد مبسوط بحاجة زي ديه!

- إيه يا بيه الكلام الماسخ ديه!؟ مش معنىٰ إن بيني وبين الراجل إللي وآكل معاه عيش وملح خلافات عَٰ الفلوس إني أفرح في موته: «لا شماتة في الموت!»، ثم إن الراجل مشكورًا صبر عليَّ كتير برغم إني كُنت أنا إللي بتمادىٰ!

اعترافٍ صادق لدرجة تُثير الشڪ!

الملف الأسود | The Black Folderحيث تعيش القصص. اكتشف الآن