مكتب مُصطفى نزية - مُديرية أمن القاهرة.

54 18 3
                                    

الساعة 07:15 مساءً.

طُرق الباب مرتين قبل أن أأذن لمَن بالخارج ليدخل، فوجدته شابًا بحسب تحليلي المبدأي، بنفس مواصفات مَن هاتفني؛ إنه هيثم المصري!

- ... لمَّٰ قالولي سعادتڪ وصلت مصدقتش!

أجبته وأنا أُنظم أوراق الملف الذي استلمته من مُدير الأمن، بعد أن أنهيت اطلاعي عليه:

- ليه؟

أغلق الباب قبل أن يتقدم ليجلس بمواجهتي علىٰ المكتب.

- -... سعادتڪ وصلت قبلي، وقابلت سيادة اللوا، و رجعت مكتبك!

تنهدتُ قبل أن أضع كلتا يديَّ علىٰ المكتب أمامه، مُتلفتًا له وأنا أقول بمنتهىٰ الهدوء، والذي في الحقيقة أثار التوتر الواضح علىٰ تعابير وجهه:

- أنا معنديش هزار في مواعيد الشغل يا هيثم، مفهوم؟!

- آء.. سعادتڪ عرفتني؟!

- شوفت إيه في مكان الحادث؟

- إيـ، آه، سعادتڪ عرفت إني كنت هناڪ إزاي؟

- هيثم!!

فزع من نبرتي بالرغم من عدم كونها عالية للدرجة التي قد تُفزع شخصًا بالغ، حتىٰ استكملتُ بنبرة أكثر حِدة عن ذي قبل بالرغم من استخفاضها:

- ... إحنا هنضيع اليوم كُله في أسئلة مالهاش لازمة؟!

- تحت أمر سعادتڪ.

- شوفت إيه؟

* * *

«سيارة نزية - بالطريق إلىٰ مسرح الجريمة».

بعد خمسة عشر دقيقة.

- ... التحليل المبدأي لدكاترة الطب الشرعي بيقول إن الجاني كان أكتر من واحد، وإنه كان يعرف المجني عليهم كويس، عشان مكانش في آثار لمُقاومة قوية في البيت.

كان هيثم يتولىٰ القيادة، بينما شردتُ أنا بالنافذة المُجاورة لي، فقط بناظريَّ، أمّا مسمعي فكان مُنصتًا كُل الإنصات لما كان يقوله، في حين كانت شفتايَ مُنتبهة للغاية بما تُدخنه، والإحراص علىٰ عدم توجيه إلّا الأسئلة المُهمة للغاية؛ مثلًا:

- المجني عليهم كام واحد؟

- أربعة.

- سبب الوفاة؟

- الطعن، و ولاد الكلب الكفرة قتلوا الأم وهيَ علىٰ سجادة الصلاة!

التفتُّ له مُتعجبًا تحليله للموقف العام، أكان سيفرق إن كانوا قتلوها وهيَ تحتسي كأسًا من الڤودكا مثلًا؟.. في النهاية، لا يجب أن نتسرع في الحُكم علىٰ الموقف العام قبل أن نرىٰ.

الملف الأسود | The Black Folderحيث تعيش القصص. اكتشف الآن