اسْتِقْبَالُ حَاضِرِهِمْ.

Start from the beginning
                                    

الحاجة إلى المياه، الحاجة إلى أراضٍ صالحةٍ للزراعة، الحاجة إلى النّفط، إلى الغاز وإلى الحياة، في خِضم الحروب التي قامت لهذه الأسباب حالة الأرض كانت تصبح أسوأ.

الصين والهند شعبهما يخفق آخِر أنفاسه بصعوبةٍ، بعد أن تَدخّلَتِ الصّين كثيرًا بينما أرضها تنزف بشدّةٍ سوء التصرّفِ، بالكاد يوجد هواءٌ حتى يُتَنفّسَ. وبعد آخر تجاربٍ لصواريخ حديثةٍ أجرتها الولايات المتحدة، أصبح إيجاد أشخاصٍ على قيد الحياة في المدن الكبيرة جِدّ صعب.

لا يختلف الوضع النهائيّ في الهند كثيرًا، لا سيّما أن مُهلِكَها كان الحروب الأهلية التي قامت، صراعات الأديان الواهية والهزَّات الأرضيّةُ التي لم يسلم منها أحد.

ربّما التّحدث عمّن يعيش مآسيه سيأخذ أيّامًا، لكن البلدان التي نجت نسبيًّا تُعَدُّ على أصابع اليد الواحدة.

بعد الحرب العالميّةِ الثالثة كان الجميع واهِنًا جدًّا، لكن النقاط الإيجابية كانت أنها حروبٌ لم يخسر فيها الكثيرون حيواتهم، اقتصر الأمر على محاولة كلٍّ كسر عدوِّهِ عسكريًّا.

أما الرابعة والخامسة فكانتا بعد أن عاشت الأرض قفزةً مذهلةً، كثيرٌ من البلدان استغنت عن استعمال المحروقات، وتدريجيًّا، حتى البلدان المصنّعة الكبرى حاولت ذلك. 

رأى جيل تلك السنوات أيّامًا أخّاذة من التنفس دون الحاجة إلى قارورة أكسجين بعد يومٍ من التنفس العسير.

كانت الحكومات تدعو شعوبها إلى الزراعة والغراسة كثيرًا، ولئلا يقعوا في خطأ السابقين الجميع فعل.

ترشيد استهلاك المياه بعد أن كادت الموائد المائية تنفد، ثم لم تدم السعادة طويلا.

2253، كانت سنة بداية تغير الموازين.

بينما العالم يعيش بهناءٍ، الجميع تزدهر تجارته، الجميع تسمو آماله، البلدان النامية الفقيرة ظلت نامية فقيرة، بل فَقُرَت أكثر.

تلك التي ظلَّ الغرب يدعس فوق آلامها حتى بعد الحروب الثلاثة الأولى ظلت يائسة بائسة، لم تكن لهم طريقة يتمكنون بها من الصعود، الصعود صعب جدًّا عليهم.

لكن ذلك لم يفتأ أن أصبح كارثةَ الغرب.

رغم أن تتطورهم بقي عند شراء ما يصنعه الآخرون، إلا أن العلوم لا يمكن إخفاؤها كما يخفون صناعاتهم، وبطريقةٍ مجنونةٍ كانت أغلب البلدان النامية والمضطهدة والمستعمرة قد صنعت أسلحةً -ليست جد متطورة- لكنها جد فعّالة لتبدأ حرْبًا جديدة.

لم يتوقّع أحد ذلك، إذ أن القذائف تسقط عليهم مدرارًا، وبين متعاطفٍ مع من عاشوا المجاعة لسنين وحيدين، وسط آخر النفايات النووية التي جعلت من جيلين كاملين يتألمان بشدة، وبين الذين تصدّوا للعدوان الذي سُلّطَ عليهم بحدة كبيرة.

وعادت الحلقة، وعادوا لتصنيع الأسلحة، وتدمرت كثيرٌ من المصانع التي جعلوها ليُصنّعوا حياتهم الصحية الجديدة، البلدان حقدت على بعضها بعد أن بانتِ الحقيقةُ، حقيقةُ أنّ الجميع كان مُستعدًّا للحرب سلَفًا.

الحياة الصغيرة التي صنعتها تلك البلدان النامية تهدّمَت، وبقي سؤالٌ عالقٌ في جوف الكثيرين؛ من ساعدهم ليقدموا على أمر مجنون كذلك؟

الجميع يشك في الجميع، وأولئك المستضعفون الذين يعلمون ماتوا تحت التعذيب ولم يعترفوا، لأن ذلك سيدمر كل شيء حرفيًّا.

الحرب العالمية الخامسة كانت قبل أربع سنوات، من المفترض أن السادسة تبِعَتْها مباشرة، لكن الوهن أثقل كهول الجميع، لم يستطيعوا المواصلة، ورفعت أغلب الجيوش راية الهدنة بعد أن أصبحت أغلب المعارك بالرصاص الحي، وأحيانًا يدويًّا.

هناك نار تغلي وتسري في عروق الشباب، وبضعة علماء وجدوا الأرض قابلة للقيام بتجارب خطِرة كانت نظريات سابقًا.

كوريا الشمالية حذرت من خطة قادمة، لا أحد يعرفها، لكن الجميع يستعد للحرب فعلًا.

التاريخ أعلاه هو تاريخ ظهور خبر عاجل في جُلّ القنوات، حتى بخصوص الأطفال -الذين أضحوا قلائل-:

«تصريح الرئيس الروسي: هناك حرب بيولوجية على الأبواب، لا تُعِدُّوا البنادق، بل الأقنعة.»

لم تكن خُطّته هو، لقد كان خائفاً منها، هو أيضًا يستعد.

°°°

مشاركة في مسابقة النوفيلا الحرة!

الفكرة رقم 21.

الفكرة قوية لكن إن شاء الله نقدر نكملها بركا:)

إن شاء الله تكونوا حسيتوا الوضع واقعي لأني حاولت نخليه هكا؛-؛

كونوا بخير 💚
واستغفروا 🖤

مَلحمةٌ بيولوجِيّةٌ.✓Where stories live. Discover now