1

289 37 36
                                    

.
في أحد الأحياء الشعبية كانت بطلتنا تقف بتأفف تنتظر أي وسيلة لتوصلها لمكانها،  بعد مرور لحظات وجدت سيارة تمر من امامها لتجري ورائها

.. استني يا اسطى، يا عم اقف
سواق التوكتوك وهو يبتسم بتهكم : ست حلا اخبارك ايه.. شكلك مستعجلة

حلا بعصبية : حضرتك قاعد معايا فى بيتي وبعدين انت حشري كده ليه... بص انا مش فاضيالك اصلا عاوزاك توديني ناحية قهوة زينهم وتنزلني قصادها مش زي كل مرة
السواق وهو يتحدث بثقل فى كلامه: حاضر
وبعد ان وصلوا للمكان كانت تخرج ولكنه امسك بيدها
لتسحب يدها منه : انت اد الحركة دي
~: اه اوى كمان بس  قوليلي انتى  يعني واخذ يتفحص جسدها بنظراته كل يوم بتروحى البتاع اللى اسمه جيم ده وبصراحه باين انك قليلة اوي شكلك ضعيفه.. معرفش بنات اخر زمن بقوا مالهم والله اعلم بتروحى تهزي جسمك لمين... طب ما تهزيلنا حبه

انصدمت من كلامه ووجهت نظرها له : انا مش طالبة معايا خناق، لكن شكلك  مش خايف على نفسك ومن البتاع اللى بتتهب تشربه ده ... ثم اخذت نفس عمييق... ولأول مرة احاول اطول روحي على حد... لو حصل وفكرت تقول كلام زي ده تاني لسانك ده مش هتعرف تتهنى بيه.. اه والله

~: والله وبنت الاكابر بقت تعرف ترد.. هتعملى ايه يا روح ابوكي وامك وكاد ان يلمسها
لم يجد رداً لانه كان بجسمه كله طاير فى الهوا الى سابع ارض.
حلا وهى تأخذ نفسها : عشان تعرف تطول لسانك وتطول ايدك كويس.. وده بقى اللى بتعلمه عشان تقول بهز جسمي لمين.. بهز جسمي عشان اعرف اربي امثالك.

كان الكل متجمع وكان مدربها يقف يشاهد ما يحدث دون ان ينبث بكلمة يشاهد فقط، تلاقت نظرها معه ثم دخلت للصالة التى تتدرب بها.

كانت حلا فى شدة غضبها ولا تعلم ما السبب، لم تكن غاضبة من السواق الفظ وإنما كانت الذكرى الاولى لوفاة أخوها هي ما تعكر صفوها.
كانت ترفع الاثقال بغضب شديد ولا تشعر بأي تعب هى كل ما تريده إخراج هذا الغضب والحزن الذى بداخلها.

اقترب منها المدرب
كريم : لامتي هتفضلي كده
نظرت له دون اي رد منها ليردف بغضب.. بطلى لعب العيال ده لازم تسيطرى شوية على غضبك لازم تعرفى امتى تفرغى طاقتك دي فى الحاجه الصح.
حلا : مش عارفه اقولك ايه بصراحه كنت منتظره كلامك ده من سنين وبدموع تحرقها ولا تأبي النزول.. انت متعرفش انا مريت بإيه.. ابعد احسنلك.. ناري مش هتهدى

كريم نظر لها وبفكرة خطرت بباله : حلا.. حلا بصيلى.. لترفع نظرها له... ليكمل تعالى نعمل قتال حر انا وانتى اوعدك انى مش هتساهل معاكي ليبتسم على فكرته الذي يعرف انها سترحب بالفكرة جدا

حلا اغمضت عينيها : كابتن كريم.. عارفه ومقدرة اللى بتعمله بس صدقنى انا كده افضل... لتتفاجأ بلكمة قوية منه فى وجهها كادت ان تقع لكنها تماسكت وبقوة ليعميها الغضب وتبدأ بالنزال الذي دام اكثر من ساعة
بعدما انتهت اخذت انفاسها بصعوبة فقد خارت جميع قواها.
وكان كل من حولها متفاجئ بها فكانت بارعة حقاً وكان هناك شاب لم تبعد انظاره عنها.
ليحل الليل وترجع لمنزلها بعد الكثير من الكدمات بجسدها إلا انها لا تزال تشعر بعدم كفاية جسدها من تفريغ الطاقة لديه.

معك إلى عالم أخر©️حيث تعيش القصص. اكتشف الآن