الفصل الثاني والسبعون

12.9K 507 27
                                    

(( امرأة العُقاب ))
_الفصل الثاني والسبعون _

توقف عن الكلام حين سقطت عيناه على جلنار التي تقف بمفردها بإحدى الزوايا تتابع ابنتهم وهي تلعب وعلى الجانب الآخر يقف شاب يبدو أنه يصغره سنًا بكثير وعيناه ثابتة على زوجته يتفحصها بوقاحة وبنظرات لا يفهمها سوى الرجال بعضهم البعض مما جعله يلتهب كجمرة النيران وعيناه تحولت للون الأحمر القاتم .. والوحش النائم بأعماقه استيقظ حين راي ذلك الوغد يتحرك ويتقدم في طريقه لزوجته !!! ....
تلفت برأسه تجاه الرجل الذي كان يشاركه أطراف الحديث وغمعم بصوت غليظ وعيناه لا تحيد عن زوجته :
_ لحظة وراجعلك يامعتز بيه
رد عليه الآخر بخفوت وابتسامة عذبة :
_ اتفضل
اندفع يقود خطواته الأشبه بُخطا أسد جائع يستعد للانقضاض على فريسته .. لكن قبل أن يصل إليها رأى ذلك الوغد قد وقف أمامها وهي طالعته باستغراب وقبل أن يتفوه معها ببنت شفة وصل صديقه وسحبه عنوة لكنه وضع بيد جلنار كارت صغير واشار لها بيده على أذنه معنيًا أن يكونوا على تواصل .. ثم انصرف مع صديقه واتجهوا باتجاه الحمامات .

كور قبضة يده بعنف واحتقن وجهه بالدماء حتى بات وجهه يعطي انعكاسًا مرعبًا .. فور رؤيتهم لهم يتجهون بذلك الاتجاه لمعت عيناه بوميض يقذف الرعب في قلوب أعتى الرجال واشدهم بأسًا .. وبحركة لا إرادية منه قادته قدماه المتريثة لفريستها خلف خطاهم ! .

الصدمة والغضب المستحوذ على جلنار بذلك الوقت بعد الفعل الوقح التي تعرضت له من رجل لا يدري على الأدب والاحترام ذرة واحدة .. جعلها لم تنتبه لزوجها وهو يتبعهم كالصياد .. بل كانت تحدق بالكارت الذي بيدها ومدوّن فوقه رقمه باشمئزاز وفورًا مزقته لقطع صغيرة وسط عبارتها الغاضبة والمشمئزة :
_ بني آدم سافل ومش محترم

داخل قاعة الحامات الصغيرة كان يتحدث ذلك الشاب لصديقه الذي سحبه عنوة وينهره بعنف :
_ إنت حبكت دلوقتي ياعم .. ضيعت من إيدي المزة ده الاحمر اللي لبساه جنني !
هتف صديقه بنفاذ صبر :
_ إنت مش هتبطل بقى وتتهد يابني بعدين دي متجوزة مش شايفها واقفة مع بنتها طول الوقت
رد الآخر ساخرًا بأسلوب فظ :
_ متجوزة إيه ياعم وهو مين الحمار اللي يسيب الصاروخ ده لوحده كدا
لم يكونوا منتبهين لوجود طرف ثالث معهم بالحمام يتابع حديثهم من البداية وعيناه تلونت بلون الدماء وفمه التوى بطريقة تقشر البدن وهو يصرّ على أسنانه حتى أخيرًا خرج صوته المتحشرج وبنظرات الثاقبة تمامًا كالعُقاب :
_ ششششش !!!
التفتوا على أثر صوته باستغراب بينما هو فتابع بنفس النبرة السابقة :
_ معاك رقم الإسعاف ؟!
رد الآخر باستهزاء وعدم اكتراث :
_ نعم !!
عدنان بنظرة كلها وعيد وتطلق شرارات النيران الحارقة :
_ عشان هتحتاجه دلوقتي !
ولم يلبث للحظة فور انتهاء جملته حتى غار عليه يوجه له ضربة مبرحة أطاحت به أرضًا وتابع الضربات التي سالت على أثرها دماء وجهه وحين حاول صديقه التدخل ومساعدته لقى نصيبه أيضًا .. ومن هول الصدمة والموقف المفاجيء لهم لم يسعهم حتى الدفاع عن أنفسهم .. انتصب عدنان في وقفته قليلًا وجذبه من لياقة قميصه صارخًا به محذرًا :
_ إنت وصاحبك ال**** زيك ده هتطلعوا من هنا ومشفش وشكم في الفرح نهائي وإلا اقسم بالله ادفنك بأرضك المرة الجاية

رواية امرأة العُقابWhere stories live. Discover now