الفصل ٣١

18.9K 514 112
                                    

جلس الى جانبها ممسكا بيدها بقوة و هو يحمد الرب على سلامتها بعدما كانت قد اقدمت على محاولة الانتحار انتقاما منه لما فعله بوالدها أمامها...

اخبره الطبيب ان حالتها تدعي ان ترقد بالمستشفى تحت إشراف طاقم طبي و منه نفسي أيضا كونها قد أصيبت بانهيار عصبي حاد و ربما ستحاول إعادة الكرة او حتى أذية الاخرين... غير انه رفض الأمر و جهز الغرفة و كأنها غرفة مشفى وهنالك ممرضتان تتنوابان في العناية بها ...

اخبره كذلك الطبيب ان جرحها غير بالغ الخطورة و ذلك لكونه تدخل بالوقت المناسب قبل أن تقطع اوردتها الدموية .. و طلب منه إجراء اختبار دموي و فحص شامل لاحقا ما ان تصبح حالتها مستقرة ...

راح يحدق من النافذة و يتطلع بالشارع الذى بدأت الحياة تدب فيه تدريجياً فى نور الفجر البارد... بضع ساعات و يمتلىء الشارع الذي أمام بيته بالحرس  و تدب الحياة  ...  لكن السكون و الهدوء يعمان الآن و لديه الوقت ليفكر... فيها وحدها ..

موضوع واحد يشغل باله دائما... شخص واحد لم يستطيع أن يخرجه من تفكيره...شخص واحد لن يتمكن يوماً من فهمه مهما حاول ذلك.

فى الواقع يبدو أنه كلما حاول حشرها كلما تخلصت من قبضته و رفضت أن يتم تحديدها ....فهى تتسلل من بين الأصابع وتختفى كما الرمال... . وكل ما يتبقى له هو سلسلة من الصور الوهمية غير المحددة و غير الملموسة المثيرة للسخط و الجنون.

كاترينا هي أشبه بألماسة متقنة القطع...لامعة مشعة جميلة....إنما ذات أوجه متعددة بحيث أن كل طبع من طباعها يبهر عينيه و يعميه عن النواحى الأخرى من شخصيتها.

وقد عرف الكثير من النساء أيضاً... نساء أردن المتعة نفسها التى سعى إليها ولم يطالبن يوماً بأى ألتزام . وهو الاخر لم يسع أبداً إلى علاقة تدوم إلى الأبد.. بل انه لا يذكر انه دخل بعلاقة مع احداهن .. كان يرى النساء أداة جنسية للجماع فقط و لا اهمية لهن بحياته ....

إلى أن قابلها .. كان يظن أنها سوف تقع فريسة سهلة بين يديه و انه سوف يحركها كيفما يشاء و لكن اتضح له العكس تماما .. أنه هو من وقع فريسة حبها و عشقها الذي يسري بدمه .. أصبح يتنفس الهواء الذي هي تتنفسه و يكره الحياة أن لم يكن لها بها وجود ... أصبح الهوس بها له متعة لا محدودة .. يعشق كل تفاصيلها حتى عندما تعانده يعشقها .. ماعدا أنها ابنة خوليو بيروفان..

و مع كل ما حصل من مشاكل مع والدها الا انه لم يستطع أن يحملها ذنب والدها .. لم يستطع التخلي عنها و الرحيل و الابتعاد ..

لم يستطع ذلك هذا هو الجواب البسيط الصادق . لم يستطع أن يتركها وحتى لو فعل لما كان قادراً أبداً على أقصائها عن ذهنه . أرادها أكثر مما أراد أى امرأة فى العالم و مراوغتها زادت من لهفته و حبه ...

صاح ماكسيم : تباً.... اللعنة على هكذا حب ..

سمعت صوته و هو يلعن بغضب و تمطت ثم فركت عينيها بقوة فى محاولة منها لإيقاظ نفسها وللعودة إلى الحياة.

الراهبة و رجل المافيا حيث تعيش القصص. اكتشف الآن