الفصل 18

61 3 7
                                    

الفصل 19

قاد هشام السيارة متوجهاً لمقر النيابة وعند وصولهم طلب المحامي مقابله وكيل النائب العام فسمح له بالدخول، فدخل بصحبة فاطمة وبدأ بالحديث قائلاً :
- صباح الخير يا فندم ، انا محمود شكري المحامي حاضر مع فاطمة محمد المتهمة في قضيه القتل ودي فاطمة اللي كانت هربانه وجايه تسلم نفسها على اساس رسالتكم ان في دليل للبراءة.

وكيل النيابة قائلا : اهلاً اهلاً استاذنا ، اتفضل حضرتك أشهر من النار على العلم ، ارتاح.
 
قام وكيل النيابة بفتح محضر وسألها عدة أسئلة وفي النهاية طلب النيابة حبس المتهمة أربعة أيام على ذمة التحقيق مع مراعاة التجديد في حالة الضرورة.
-----------------
بعدما أمر وكيل النيابة بحبس فاطمه على ذمة القضية
المحامي قائلا : ارجو ان حضرتك تؤمر بحبسها انفرادي منعاً من مضايقتها وكلنا عارفين وعلى علم انها بريئة بإثبات الدليل اللي اتقدم.

وكيل النيابة قائلا : حاضر يا فندم متقلقش انا هعمل اللازم.

المحامي قائلا : شكراً لحضرتك.
أمر الوكيل بحبسها منفرده وخرجت فاطمة من الغرفة والتي كان في انتظارها هشام بالخارج وحين شاهدها تخرج من الغرفة أسرع إليها يسألها :
- فاطمة عملتي أيه ، رايحه فين ؟

لاحقه المحامي بالرد قائلا : أمر طبيعي انها تتحبس أول أربع أيام لحد ما تنتهي التحقيقات ، وانا هتابع سير القضية وأوعدك أنها هترجعلك قريب جدًا.

هشام قائلا : يارب بإذن الله.

هشام سلم على فاطمه وطمئنها قائلاً :
- متخافيش يا فاطمة انا مش هسيبك وانتي هتخرجي منها براءة متقلقيش هو بس مجرد وقت وكل حاجه هتنتهي.

فاطمة قائله : ربنا موجود وشاهد انا عملت كده ليه.

تحدث العسكري لفاطمة قائلاً : امشي معايا يالا.

تحركت فاطمة معه لمكان الحبس وعاد هشام للإسكندرية أما المحامي فتوجه لمتابعة القضية
__________

توجه راضي لزيارة بيت والده وتحدث والده قائلاً :
- اختك رجعت يا راضي وان شاء هتخرج منها بالسلامة وانت لازم تقف معاها وتروح تسأل عليها ، انت عارف أن انا وأمك مش عارفين نتحرك ولا هنعرف نروح نزورها.

راضي قائلا : طيب يابا هروح علشانك ، اما اشوف آخرتها أيه.
__________
وفي اليوم التالي توجَّه راضي لزيارة فاطمة ولكن لم يسمح له بالزيارة ، سأل العسكري حتى توصل لرقم هاتف المحامي والذي كان قد سبق وتركه في المحضر بمساعدة أحد العساكر وقام بالاتصال به وتفهم الأمر بأكمله ووعده المحامي إنه سيستخرج له امر للسماح بالزيارة
وبعد عدة أيام كان قد تجدد حبس فاطمة أربعة أيام أخرى ، اتصل المحامي وابلغ راضي بموعد الزيارة والذي توجه لمقابلتها في الموعد المحدد له.
وصل راضي المكان وقدم الإذن وانتظرها لتأتي لمقابلته حين شاهدها ذرفت عيناه بالدموع واسرع يحتضنها قائلاً :
- متزعليش يا فاطمة ، حقك عليا ، أنا ظلمتك بس كان غصب عني.

فاطمة متسائلة : غصب عنك و ليه غصب عنك ممكن تفهمني ليه بتعمل معايا كده ؟

أجابها راضي قائلا : انا متجوز اخت عامر وهيا حامل دلوقت في ابني وانا مش عاوز اخسرها بس خلاص الظاهر إن مفيش فايدة هي مصممه على الطلاق وعامر منه لله مش عاوز يطلقك وقالي إنه هيتجوز عليكي وهيسيبك مربوطة.

بكت فاطمة قائله:
- منه لله ، حسبي الله ونعم الوكيل فيه ، انت الشاهد يارب ، انا مسمحاك يا خويا وان شاء الله ربنا هيظهر الحقيقة والناس كلها هتعرف أن هو السبب في بهدلتي ورميتي في السجون.

راضي قائلا : انا سألت المحامي وقالي إن ميعاد الجلسة قرب أوي وإن القضية قربت تخلص علشان الدليل، هو أيه الدليل ده ومين اللي قدمه ؟

فاطمة قائله : انا عرفت إنه تسجيل ومش عارفه مين اللي قدمه بس اكيد المحامي عارف كل حاجة.

راضي موصيا لها قائلا : طيب خلي بالك على نفسك يا فاطمة ، وده أكل ومايه  علشان أمك وابوكي مش عارفين ييجوا يزروكي وإن شاء الله تخرجي بالسلامة وانا هجيلك تاني لو المحامي عرف يجيب إذن بالزيارة.

فاطمة قائله : كتر خيرك يا خويا ، سلم على ابويا وامي وخليهم يدعولي.

راضي قائلا : حاضر يا فاطمة.
--------------------
حضر العسكري وابلغهم أن موعد الزيارة قد انتهى ، خرج راضي متوجهاً للمحامي يسأله عن الدليل والذي بدوره سرد كل شيء له واستأذن وانصرف ليستكمل عمله حتى يتثنى له العودة للإسكندرية في نفس اليوم حيث أنه مرتبط بموعد قضية في اليوم التالي في محكمة الإسكندرية وانه سيعود لمقابلته في اليوم المحدد للجلسة، شكره راضي وانصرف متوجهاً لبيت الدكتور سامي ، وصل وقرع الباب ففتح له صفي وارتفع صوته ينادي :
- بابا تعالى ده عمو.

خرج سامي لمقابلته مرحبا به قائلاً :
- أهلاً يا راضي ، تعالى اتفضل ، خير في حاجة حصلت مع فاطمة ؟

راضي قائلا : شكراً يا دكتور ، انا مش جاي اتضايف أنا جاي اشكر حضرتك علي اللي عملته مع فاطمة ، لولا الدليل اللي حضرتك قدمته مكنتش فاطمة هتخرج من القضية وكان زمانها لسه هربانه والحكومة بتطاردها لحد دلوقت ، وجيت علشان اطمنك إنها رجعت وسلمت نفسها وإن شاء الله الجلسة بعد اسبوعين وربنا يكتب لها الخير وتخرج بالسلامة
ثم استأذن لينصرف ليتحدث سامي قائلاً :
- إن شاء الله ربنا يكتب لها الخير وتخرج بالسلامة.

راضي قائلا : إن شاء الله يا دكتور.
__________
ايام مضت واتصل المحامي وأخبر ياسين بموعد القضية والذي بدوره قام بإبلاغ هشام بموعد الجلسة وفي اليوم المحدد كان الجميع في المحكمة وقد حضر هشام ليرى فاطمة ويساندها ، أما فاطمة فكانت في قفص الاتهام لا حول لها ولا قوة منتظره الحكم عليها.
وجَّه القاضي الأسئلة لفاطمة ، سردت كل ما حدث معها وانتهت مرافعة المحامي وتم تقديم الدليل القاطع على صحة كلام فاطمة واُثبتت براءتها ليتحدث القاضي قائلاً :
- الحكم بعد المداولة.

حاجب المحكمة رفع صوته أمام الحضور قائلا : رفعت الجلسة.

المحامي اقترب من فاطمة في محاولة ليهدأ من روعها قائلا : متخافيش هتخرجي براءة كلها دقايق

ولاحقها هشام بنظراته حتي تطمئن من وجوده ومساندته فأشارت إليه وإلى راضي فاقتربوا منها لتتحدث قائله :
- راضي يا خويا ، ده هشام الراجل الطيب اللي وقف جنبي هو وصاحبه وسندني وصدقني وفتحولي بيوتهم من غير ما يعرفوني.

راضي سلم عليه قائلا : اهلاً بيك يا هشام ، كتر خيرك ومعروفك في رقبتي ليوم الدين.

هشام قائلا : لا لا ولا معروف ولا حاجة ، الناس لبعضها وربنا يكتب لها السلامة بإذن الله.

وفي تلك اللحظة أعلن حاجب المحكمة عن استئناف الجلسة ليطرق القاضي أمامه مطالبـًا الجميع بالتزام الصمت ثم اردف قائلاً :
- بعد المداولة والاطلاع على أوراق القضية والأدلة الكاملة تبين أن القتل ليس عن عمد وانه كتن دفاعاً عن النفس وقد اثبت تقرير الطب الشرعي أن الضربة كانت من الامام وليست من الخلف دليل على الدفاع عن النفس وبالتالي حكمت المحكمة حضورياً ببراءة المتهمة فاطمة محمد من التهمة المنسوبة إليها، رفعت الجلسة.

اطلقت زينة الزغاريد في المحكمة وأسرع كل من هشام وراضي يباركون لفاطمة براءتها واقترب منها المحامي يطمئنها أنه سيسرع في الانتهاء من أوراق الافراج حتى تعود لبيتها

وبالفعل مرت الساعات وانتهي المحامي من كل الاجراءات وخرجت فاطمة وانكشفت الغمة ليقترب عامر منها قائلاً :
- يالا علشان نروح بيتنا يا فاطمة

بحنق شديد تحدثت فاطمة قائله : انا مش هروح البيت معاك يا عامر وكفاية لحد كده ، انا هرجع بيت ابويا مع راضي وهستنى ورقة الطلاق.

عامر بحنق قائلا : لأ انتى بتحلمي وطلاق مش هطلق وخليكي في بيت ابوكي بقى شوفي مين هيسأل عنك.

انقض عليه راضي يخنقه فأبعده المحامي ولكنه عاد يتقض عليه وفي محاولة ان ينهال عليه بالضرب قائلا : هتطلقها ورجلك فوق رقبتك ، هي مش عوزاك ولا عاوزه تعيش معاك أكتر من كده واختك انا مش هطلقها علشان ابني اللي جاي ، انما فاطمة هتطلق منك ولو مش بالذوق يبقى بالمحكمة.

عامر قائلا ببرود وهو يشيح بيده في وجه راضي قائلا : طيب خليكم بقى في المحكمة ، سلام.

تركهم راضي وانصرف فأقترب منهم هشام أما المحامي فقد أكد لفاطمة وراضي أن الطلاق أمر مضمون اذا اقاموا دعوة وطالبوا بالطلاق لوقوع الضرر ولكن الوقت سيطول خاصة أنها سترفع أمام محكمة الأسرة.

راضي قائلا : ماشي يا استاذ إن شاء الله هنتصرف وهنرد على حضرتك
المحامي قائلا : تمام ، هستأذن أنا بقى ، ومبروك يا فاطمة مره تانية البراءة وحمد لله على سلامتك

هشام قائلا : متقلقيش يا فاطمة ، هتطلقي منه إن شاء الله قريب اوي.

فاطمة نظرت له وكأنها تقول له أنها متأكدة من كلامه
واستأذن هشام ليعود للإسكندرية ، أما فاطمة عادت بصحبة زينة وراضي لبيتها وسط أهلها في فرحة عارمة وقد احتفلوا معاً ببراءتها واطلقت زينة الزغاريد ووزعت الشربات على الجيران

واخيراً استقرت فاطمة وهدأ بالها وستنام نوماً عميقاً منذ هذه اللحظة ، مرت الأيام وكان هشام دائم الاتصال بفاطمة ليطمئن عليها وكان على علم ان عامر متمسك بها ورافض للطلاق فوعدها بالتصرف في الأمر ، انهى معها الاتصال وعاد يتصل بياسين وطلب مقابلته ، وفي المساء من نفس اليوم ، وأثناء مقابلتهم سرد هشام ما حدث مع فاطمة بخصوص أمر الانفصال عن عامر واردف قائلا :
- ودلوقت هو مصمم على عدم الطلاق ، دبرني يا وزيري ، اعمل أيه علشان يطلقها ؟

ياسين قائلا : طيب ما تجيب من فاطمة رقم التليفون ونكلمه.

هشام متسائلا بتعجب : هتكلمه هتقوله أيه ؟

ياسين قائلا: ملكش انت دعوة ، هات بس الرقم وانا هخلص معاه كل حاجة.

هشام قائلا : طيب استني هتصل بفاطمة اجيب الرقم منها

وبالفعل اتصل وقام بتسجيل الرقم على هاتفه ولكنها اخبرته أنه رقم الهاتف الأرضي الخاص بمسكنها وأنه لن يكون متواجد إلا في وقت متأخر من الليل ؛ فشكرها هشام وطمئنها ووعدها بحل الموضوع قريباً ، أنهى معها الاتصال وأعطى رقم الهاتف لياسين والذي قام بالاتصال فوراً به وانتظر حتى أجاب عامر على اتصاله وبالفعل قبل أن ينهي الاتصال أجابه بصوته الاجش متسائلا :
- ألو، مين معايا ؟

اجابه ياسين قائلا : أنا ياسين صاحب شركة استيراد وتصدير وسمعت عن شغلك من واحد قريبي وأنا عاوزك في شغل يا اسطى عامر ، أيه رأيك ؟

عامر قائلا : مفيش حد بيقول للشغل لأ يا باشا ، فين المكان ؟
ياسين قائلا : لأ انا هبعتلك عربية لحد عندك علشان توصلك المكان ، بكره الصبح إن شاء الله بس هات العنوان بالتفصيل.

عامر قائلا : ماشي يا باشا اللي تشوفه حضرتك ، في انتظاره والعنوان .........

انهى معه ياسين الاتصال وسأله هشام مستفسرًا : هو انت هتخليه ييجي هنا ؟
وبعدين شغل أيه هو انت طالبه في شغل ولا علشان فاطمة ؟

ياسين قائلا : يا عم انت ، انا لو قولتله فاطمة في التليفون مش ممكن هيرضي ييجي أصلا ، انما لو شغل وفي فلوس هييجي يجري.

هشام قائلا : آاااااه ، تمام أنا كده فهمت قصدك ، طيب همشي أنا دلوقت علشان الحاجة وبكره إن شاء الله هتلاقيني موجود عندك.
#يتبع
#نوري

الهاربةWhere stories live. Discover now