الفصل 11

75 4 7
                                    


انصرف هشام متوجهاً لبيته لتستقبله نرجس والدته قائله:
- حمدلله على سلامتك يا هشام يالا غير هدومك ، الغدا جاهز وعوزاك بعد الأكل توصلني عند اخوك علشان اطمن على مراته.
هشام قائلا : ماشي يا أمي حاضر.
فاجأته والدته بسؤالها : هو انت لقيت البنت ؟
ظهر عليه التوتر في البداية ولكنه تمالك أعصابه قائلا : هاه ، لأ وهلاقيها فين ، انا قلبت عليها الدنيا ومش لاقيها ، ارتاحي انتي بس وأنسيها وأنا هروح أغير وارجعلك تاني ، الظاهر فعلا أن اللي بيروح عمره ما بيرجع تاني يا أمي كان عندك حق
نرجس قائله : ماشي مع ان قلبي مش مطمن بس امري لله.
--------------
انتهى موعد العمل فتوجهت فاطمة بالحديث لعبد الرحمن قائله :
- انا هروح احاسب الفندق وأجيب شنطة هدومي وارجع على طول يل عم عبد الرحمن ، هتستنوني ولا هتديني العنوان وانا آجي ؟
اجابها عبد الرحمن قائلا : لأ روحي يا بنتي احنا هنستناكي هنا لحد أما ترجعي.
فاطمة قائله : كتر خيرك يا عمي ، عموماً انا مش هتأخر ده المكان قريب من هنا يعني مسافة الطريق وهرجع على طول بإذن الله.
تركتهم واسرعت متوجهه للفندق وسددت باقي المبلغ المطلوب منها وجهزت حقيبتها وخرجت عائده للسوق حيث عبد الرحمن وراجيه في انتظارها ثم حملت معهم باقي حقائب المشغولات وتوجهوا للمسكن.
__________
هشام بدل ملابسه وخرج من غرفته متوجهاً لغرفة الطعام حيث والدته في انتظاره لتتحدث معه أثناء تناولهما وجبة الغداء متسائلة :
- هشام يا ابني هو انت مش ناوي بقى تستقر وتتجوز؟
اجابها قائلا : ان شاء الله يا أمي كله مقدر ومكتوب ولسه ربنا مأذنش بالجواز والاستقرار ، بس متقلقيش يمكن قريب اوي بس الظروف تتعدل شويه.
تعجبت والدته من جوابه لتردف بحنق قائله : ظروف!
ظروف اييييه يا ابني اللي تتعدل انت شقتك موجوده وجاهزة وفاضل العروسة ، منتظر أيه تاني ؟
هشام بهدوء أجابها قائلا : طيب لما ألاقيها بقى هبقى اتجوز.
اردفت والدته متسائلة : تلاقي مين يا هشام ؟
هشام قائله : أما ألاقي البنت المناسبة ليا هتجوز يا أمي.
نرجس قائله : طيب ما البنت موجوده وأهلها ناس طيبين واحنا عارفينهم كويس والبنت حلوة ومؤدبة ، ده غير إنها بتحبك وانت عارف.
زفر هشام بحنق قائلا : الموضوع ده اتكلمنا فيه قبل كده يا أمي وقولتلك أن سلوى مش أكتر من بنت خاله وبس ومش شايفها ولا هشوفها أكتر من كده ولو عاوزه ترتاحي وتريحيني بلاش تتكلمي في الموضوع ده تاني وأنا لما ألاقي البنت اللي هتنفع تكون مراتي هطلبها على طول ومش هتردد ثانية واحدة ، ويالا بقى علشان اوصلك عند ياسر.
زفرت نرجس قائله : استغفر الله العظيم من كل ذنب عظيم يارب يا ابني هو انت عاوز تموتني ناقصه عمر ولا تخلص مني بالجنان
يا ابني ريح قلبي واتجوز بقى نفسي اشوف ولادك قبل ما اقابل وجه رب كريم
تنهد هشام قائلا : حاضر يا أمي يالا بينا علشان منتأخرش
__________
عادت فاطمة لراجية وعبد الرحمن فور انتهاء اجراءات الفندق، دخلت راجية إلى منزلها وتحدثت لفاطمة قائله :
- تعالي يا بنتي ادخلي ، البيت بيتك ، ادخلي متقفيش على الباب كده
فاطمة قائله : حاضر يا حاجه
دخلت فاطمه تسمي بسم الله الرحمن الرحيم اللهم زيد وبارك
فابتسمت راجيه واصطحبتها لغرفة استقبال الضيوف وهي تتحدث إليها قائله :
- طبعاً انتي مش ضيفه بس انا وعمك عبد الرحمن ربنا مرزقناش بأولاد وعلشان كده معندناش اوضة تانية مفروشة للنوم ، احنا عاملين المكان الصغير ده علشان لو حد جيه زيارة من البلد ولا حاجة واحتاج إنه يبات عندنا يوم ولا يومين يلاقي مكان ينام فيه ، بإذن الله هنعدل المكان بس كام يوم كده وكله يبقى تمام.
فاطمة قائله : يا حاجة متشيليش هم والله حتى لو مفيش مكان خالص للنوم  انا ممكن انام على الأرض مش مهم ابدا والله ، ده كفاية عطفك عليا واني هنام هنا في أمان

راجيه قائله : ربنا يباركلك يا بنتي ، طيب هسيبك انا بقى تغيري هدومك وهروح أجهز الأكل عمك عبد الرحمن جعان .
اسرعت فاطمة تتحدث إليها : طيب يا حاجه انا هغير وهآجي اساعدك حالاً.
راجيه قائله بسعادة ارتسمت على وجهها : ماشي يا بنتي ، اعتبري إنك في بيتك واتحركي زي ما يعجبك والله مليتي علينا البيت وبقى له حس
فاطمة قائله : ربنا يباركلك يا حاجة ، دقايق وهكون عندك.
---------------------
خرجت راجيه من الغرفة وتوجهت للمطهى لتُجهز الطعام لتسرع فاطمة في تبديل ملابسها لكي تخرج لمساعدة السيدة راجيه ، سريعاً جهزوا الطعام وتناولوه معا في جو أسري كثيرا ما افتقدته ورفعت فاطمة الاطباق من فوق المائدة وقامت بتنظيفها ثم دخلت وغسلت الاطباق ثم جهزت الشاي وقدمته لعبد الرحمن وراجيه قائله وهي تقدمه لهما :
- اتفضلوا الشاي وانا هستأذنكم هروح ارتاح شويه مش قادره أقعد تاني عاوزه أنام ، عاوزين حاجه مني يا حاجه قبل ما انام اعملها ؟
راجيه قائله بحب : روحي يا حبيبتي ارتاحي ، عاوزينك طيبة وبخير دايماً.
تركتهم فاطمه ودخلت وأوصدت باب الغرفة خلفها واستلقت على الأريكة واخيراً بدأت ان تستشعر الأمان والراحة واستسلمت وخلدت للنوم  حتى اشرقت شمس صباح اليوم التالي.
__________
بعد ان تناول هشام ونرجس طعامهم توجهوا لزيارة ياسر
ورانيا لتتحدث نرجس إليها قائله :
- ازيك يا بنتي ، حمدلله على سلامتك.
رانيا قائله : الله يسلمك يا ماما.

نرجس اقتربت لتحمل الولد وتباركه قائله :
- بسم الله ما شاء الله لا قوة إلا بالله ، شبهك يا هشام الخالق الناطق ، الله يبارك لكم فيه وتشوفوه أحين الناس ، سميتوه أيه ؟
أجابها ياسر قائلا : سميناه هيثم يا أمي.
نرجس قائله : حلو هيثم ، ربنا يحفظه ويبارك فيه يارب
تحدث ياسر متسائلا : اخبارك أيه يا هشام ؟
طمني عنك وعن أخبارك وأخبار شغلك أيه
هشام قائلا : الحمد لله انا بخير والشغل تمام ، مبروك عليك هيثم يا ابو هيثم ، يتربى في عزك ، ربنا يباركلك فيه.
ياسر قائلا : الله يبارك فيك يا حبيبي ، عقبال ما افرح بيك عن قريب يارب وأشيل عيالك 
أسرعت نرجس تتحدث قائله : قوله والنبي يا ابني ، عَقله وقوله يتجوز بقى انا نفسي اشوفه مستقر في بيته مع مراته، نفسي اشوف ولاده قبل ما اقابل وجه كريم.

زفر هشام بحنق قائلا : ييييييه تاني يا ماما ، يا حبيبتي انا قولتلك قريب إن شاء الله بس ألاقي بنت الحلال اللي هقدر اعيش معاها ، مش كل شويه بقى هنرجع نفتح سيرة موضوع الجواز ده بقى نشوف حاجه تانيه نتكلم فيها الله يكرمك

شعر ياسر باشتداد نبرة الحديث بينهم فقال بهدوء في محاولة لتهدئة الوضع : خلاص يا جماعة اهدوا الموضوع مش مستاهل عصبية ونرفزة يا هشام ، خلاص يا امي سيبيه دلوقت وكل شيء مكتوب وهو مسيره هيتجوز ويستقر ، خلونا بقى دلوقت نفرح بهيثم.
تنهدت نرجس قائله : ماشي يا ابني ربنا يفرح قلبك ، الأمر لله وحده هو القادر على الهدايه
__________
عاد سامي من العمل ليجد صفا قد جهزت الطعام بمساعدة نادره وبعد ان تناولوه طلبت منها ان تُجهز الشاي وان تُنهي عملها في المطهى سريعاً لكي لا تتأخر عن زوجها وطلبت من صفي أن يتوجُّه لغرفته حتى يستكمل اللعب بالداخل
نادره قائله : حاضر يا دكتوره تحت أمر حضرتك ، حالاً هخلص كل الشغل اللي باقي خلاص مبقاش كتير ربع ساعة وكل حاجه هنكون تمام
صفا وجهت حديثها لسامي متسائلة : بقولك أيه يا سامي ، هو انا ممكن اروح أقابل زينه واحكيلها على اللي حصل بخصوص قضية فاطمة يعني التسجيل وكده ، اكيد هي صاحبة فاطمة وممكن تكون بتتصل بيها ف لو زينه عرفت هتبلغها ووقتها هترجع فاطمة وتثبت براءتها.

سامي قائلا : والله يا صفا مش عارف ومش عاوزك تطلعي بيتهم وتلاقي عامر في وشك يكون شارب ولا واخد حاجة ويضايقك ده انسان مش مضمونه تصرفاته ودايما دماغه مش بتبقى مظبوطة وتصرفاتهم غير محسوبة ، بيتهيألي اننا عملنا اللي علينا لحد كده والنيابة بقى هي عليها الباقي.

صفا قائله : بس مش هيجرى حاجه لو قولنالها تبلغ فاطمه باللي حصل وانه في مصلحتها إنها ترجع وتسلم نفسها طالما في احتمال في البراءة

سامي قائلا : طيب مش دلوقت اما نشوف اليومين اللي جايين هيكون في اخبار جديدة ولا لأ ولو مسمعناش حاجة نبقي نقولها تبلغ فاطمة

صفا قائله : ماشي هروح اشوف نادره خلصت ولا لسه وإن شاء الله يكون في خير 

سامي تنهد قائلا : ماشي وهاتي الشاي معاكي ، أنا مصدع جدا من مشوار النهارده والتفكير في اللي ممكن يحصل.

صفا قائله : حاضر ، دقايق ورجعالك.
___________

عاد ياسين لبيته بعد ان انهي عمله ليجد زوجته منهكه فاقترب منها وسألها بحنان وهو يربت عليها قائلا :
- مالك حبيبتي ، حاسه بأيه ؟
- وشكلك تعبان أوي كده ليه النهارده
-
زوجته رحاب قائله : مفيش الولد تعبني طول اليوم وانت عارف ان الدادة تعبانه ومش بتيجي ، ده غير انها اصلاً مش بتيجي على سطر وتسيب سطر علشان عندها شغل تاني ، وانا مش قادره على شغل البيت والولد في نفس الوقت والله زهقت ولازم نتصرف ونشوف حل في الموضوع ده ، انا محتاجه واحدة تلتزم معايا 
(رحاب زوجة ياسين تزوجها بعد قصة حب دامت طوال سنوات الجامعة وانجب منها شادي ، من شدة حبه لها لا يتحمل أن يراها مريضة ولا يقوي أن يسمعها تشتكي من شيء)
تذكر ياسين حديث هشام عن فاطمة وطلبه بمساعدتها ؛ فاقترب منها يضمها ووضع قبلة حانية على جبينها قائلا : طيب حبيبتي نشوف غيرها ، متضايقيش نفسك انا هتصرف ، انتي بس ارتاحي ، انتي عارفه انا مش بتحمل ابدا أشوفك تعبانه كده
ابتسمت رحاب وبدلال قالت : طول ما انت معايا انا مرتاحه ومبسوطة يا حبيبي .
اردف ياسين قائلا : اتحمليني كام يوم بس كده وان شاء الله هيكون عندك واحدة تانية تساعدك وتشيل معاكي شادي ولا تفكري في اي حاجة المهم عندي تكوني كويسه ، هروح انا اشرب سيجاره برا في البلكونة التانية علشان الولد وهرجعلك تاني.
زفرت رحاب قائله بحنق : اووووف سجاير ، يا حبيبي صحتك وصدرك والله انا خايفة عليك يا ياسين تتعب بسبب السجاير دي.

ياسين قائلا : احنا اتفقنا اننا هنقلل واحدة واحدة لحد أما ابطلها خالص وأنا عند وعدي ليكي ، واحدة الصبح وواحدة بالليل وأنا طول اليوم النهارده كنت مشغول ومشربش ولا واحدة ، سبيني بقى هشرب واحدة بس وخلاص علشان دماغي مصدعه.

هدأت رحاب من روعها قائله : اذا كان كده ماشي ، روح ومتتأخرش عليا هستناك.

ابتسم ياسين قائلا : حاضر يا حب
وغمز لها مردفا : انا اقدر اتأخر على القمر بردو.
#يتبع
#نوري

الهاربةTempat cerita menjadi hidup. Temukan sekarang