الفصل السابع

79 4 1
                                    

وصل كل من ياسر ورانيا بصحبة هشام للمشفى
أسرع ياسر في طلب المساعدة من الممرض والذي أسرع واحضر الكرسي المتحرك وقادها لغرفة الفحص ، بعد عدة دقائق  مضت أمرت الطبيبة بدخولها العمليات فوراً حيث تبين لها بعد إجراء الاشاعة التليفزيونية عالية الجودة أن الجنين في حالة خطيرة وأن الحبل السري في موضع ملتف حول عنقه ومن الممكن أن يتسبب في اختناقه.

بعد دقائق دخلت رانيا غرفة العمليات ، انتظر كل من ياسر وهشام أمام الباب  في ترقب وتوتر منتظرين خروجها بمرافقة الجنين.
بعد حوالي ما يقرب من نصف ساعة كانت قد أجرت الطبيبة العملية بنجاح وابلغت الممرضة أن حالتها على خير ما يرام والتي بدورها خرجت تبلغهما أن الولادة قد تمت في أمان وأن الله رزقهم بصبي وأنه ووالدته على خير ما يرام.
احتضن هشام اخيه فرحاً وهو يتفوه بعبارات التهنئة قائلا :
- ألف مبروك علينا يا حبيب أخوك ، يتربى في عزك يارب ، حمد لله على سلامة رانيا ، بقولك أيه انا هتصل بماما أبلغها لأنها قلقانه وتعبانة مقدرتش تيجي معايا وأنا قولتلها ارتاحي وأما اطمن هطمنك وهآجي آخدك بنفسي أول لما تخرج رانيا بالسلامة.
ياسر قائلا : الله يبارك فيك يا حبيبي ، عقبال أما افرح بيك بإذن الله وأشيل ولادك .
ضحك هشام ممازحا : لا يا عم أنا كده كويس أوي انت شيل ولادك حلو أوي أنا لسه شويه ، سيبني بقى دقايق هكلم الحاجه واطمنها علشان مش هخلص من خناقها معايا وهتكون المرة دي انت وابنك السبب
ضحك ياسر قائلا : لا لا روح أحنا مش أد الخنافات
اتصل هشام بوالدته يبلغها بسلامة رانيا والمولود قائلا :
- ألو أيوه يا تيته ، مبروك يا حبيبتي جالنا ولد الحمد لله.
نرجس تهلل وجهها بالسعادة قائله : بجد ألف حمد وشكر ليك يارب ، طيب هات أخوك أباركله
هشام قائلا : ماشي خليكي معايا هوصله التليفون
عاد هشام لأخيه واردف قائلا : خود يا ياسر كلم الحاجة عاوزه تباركلك لحد أما تيجي بنفسها تطمن على رانيا والولد
تناول ياسر الهاتف وأجابها قائلا : ألو ، أيوه يا أمي ، سلامتك ألف سلامة.
نرجس قائله : الله يسلمك يا حبيبي ، متقلقش الضغط بس كان عالي شويه عليا النهارده من أول ما صحيت الصبح من النوم ، المهم مبروك ما جالك يا حبيبي يتربى في عزكم ، أنا بس اقدر اقف على رجلي وهآجي لرانيا على طول سلم عليها 
ياسر قائلا : إن شاء الله يا ماما هبلغها حاضر ، متقلقيش هما قالولنا انها والولد كويسين ، خودي هشام معاكي اهوه علشان الممرضة بتشاورلي عاوزين عصير لرانيا
نرجس قائله : ماشي يا ابني ، روح ربنا يطمنك عليها.
أخذ هشام الهاتف وابتعد قليلاً يتحدث إليها متسائلاً :
- طمنيني يا ماما البنت اللي عندك كويسه ؟
أجابته نرجس قائله : اه يا ابني أهي نايمه وانا بعملها الأكل.
هشام قائلا : طيب علشان خاطري يا أمي خلي بالك عليها وانا راجع على طول مش هتأخر.
نرجس قائله : ماشي ان شاء الله.
انهى هشام معها الاتصال واستأذن من ياسر في الانصراف ليعود كي يطمئن على والدته قائلا : أنا هرجع البيت يا ياسر علشان اطمن على الحاجه انت عارف إنها قاعدة لوحدها وإن شاء الله اجيلك انا وهيا نطمن على النونو 
ياسر قائلا : أيوه أكيد يا هشام لازم تمشي علشان تطمن عليها ومتنساش سلم عليها وقولها تدعيلنا
هشام قائلا : يوصل بإذن الله حاضر ، سلام
--------------
عاد هشام سريعاً إلى البيت ليطمئن على فاطمة وعند وصوله فتح الباب ودخل مباشرة إلى غرفته فلم يجد أحد بها وإذا به ينادي بصوت مرتفع :
- ماما ، يا امي انتي فين وفين البنت اللي كانت هنا ؟
أسرعت إليه نرجس تجيب نداؤه قائله : معرفش انا جهزتلها الاكل وسيبتها ودخلت من بدري المطبخ ومحستش بيها ومعرفش راحت فين
زفر هشام بحنق قائلا : هتكون راحت فين يعني ، دي غريبة عن البلد ومتعرفش حاجه خالص هنااااا ، اعمل أيه بس يا ربي عموما يا أمي انا هخرج أدور عليها.
نرجس قائله : يا ابني احنا مالنا مالها بس أهي راحت لخالها بعيد عننا ، البنت دي وراها مشكلة كبيرة ، الحمد لله إنها مشيت ، سيبك منها احنا مش ناقصين مشاكل.
هشام قائلا : مشاكل أيه دي يا ماما ، انا هدور عليها ولازم ألاقيها.
تركها هشام وخرج يبحث عنها أملا في أنه سيجدها ، خرجت فاطمة من بيت هشام لم تعثر لها على مأوى سوى التجول في الشوارع والطرقات والحدائق العامة حتى تشعر بالتعب والاجهاد وحينها تستلقي بجوار شجرة في أحد الحدائق أو تجلس على أي مقعد بإحدى الشوارع حتى تشرق عليها شمس يوم جديد، استمرت على ذلك الوضع لعدة أيام.
وذات يوم تضورت جوعاً فتحركت من الحديقة وتوجهت تسأل عن مكان التسوق فدلها أحد المارة على المكان ، ترجلت حتى وصلت إليه وحينها بحثت عن احد محلات المشغولات الذهبية ودخلت لتبيع إحدى قطعها الذهبية لتستطيع شراء الطعام والبحث عن فندق للنوم.
فسألها البائع : الغويشة دي بتاعتك ؟
نظرت له فاطمة قائله : أيوه بتاعتي ما انت شايفني وانا بقلعها من ايدي أهوه
عاد البائع يسألها قائلا : طيب معاكي فاتورة الدهب ده ؟
أجابته فاطمة قائله : بص يا عم الحاج والله العظيم الدهب ده بتاعي بس أنا جيت البلد دي غريبة واتسرق مني كل حاجه ومعييش اللي يعيشني حتى في أي لوكانده فأعمل معروف أنا لازم ابيع أي حاجه واجيب فلوس علشان اقدر أعيش وأنام في مكان أمان بعيد عن كلاب السكك اللي مش بيرحموا حد
نظر لها البائع الذي استشعر صدق كلماتها قائلا : طيب يا بنتي هاتي اوزنها والله لولا اني صدقتك مكنتش ابدا هشتريها منك لكن واضح انك مش وش سرقة
أسرعت فاطمة تتحدث إليه قائله : الله يباركلك يا حاج ، ربنا يكفينا شر الحرام واللي بييجي منه ويغنينا بالحرام

الهاربةحيث تعيش القصص. اكتشف الآن