الفصل 12

61 4 7
                                    

خرج ياسين وأمسك هاتفه واتصل بهشام قائلاً :
- ألو ، ايوه يا هشام ، بقولك أيه ، انا لقيت شغل للبنت اللي كلمتني عليها الصبح ، انت قولتلي هيا اسمها أيه ؟

هشام بسعادة أجابه قائلا : بجد لقيت لها شغل يا ياسين ربنا يكرمك ، فاطمة اسمها فاطمة ، بس فين الشغل ده ؟

ياسين قائلا: بص خلينا متفقين الاول اننا منعرفهاش وأنا لازم اطمن بنفسي انها كويسه ف الاول هخليها تشتغل كام يوم في الشركة مع ابراهيم في البوفيه ولو لقيتها كويسه هخليها تيجي عندي البيت تساعد رحاب مراتي ، انت عارف انها ضعفانة وصحتها على أدها والولد هالكها والدادة ظروفها ملغبطة ويوم بتيجي وعشرة لأ ، ففكرت في البنت تيجي تساعدها وأهي عندي هتكون في أمان أكتر من الشارع بس أما اشوفها الاول علشان أقدر احكم إذا ممكن تيجي تقعد في بيتي ولا لأ

هشام قائلا : انا مش عارف اشكرك ازاي والله يا ياسين ، بكره إن شاء الله هروح احكي معاها في الموضوع وهجيبهالك وآجي الشركة

ياسين قائلا : تمام يا حبيبي هكون في انتظارك بإذن الله
__________
في صباح اليوم الجديد
تم ارسال طلب حضور لزينة من النيابة قدمه لها المحُضر قائلا : لازم تكوني موجوده في الميعاد اللي مكتوب ده علشان تقابلي وكيل النيابة في أمر مهم.
زينة بخوف متسائلة : حاضر ، طيب هو انت متعرفش في أيه بالظبط ؟
المُحضر أجابها قائلا : انا معنديش فكرة عن السبب ، بس طالما بعتولك يبقى في حاجه جديدة ظهرت أو عاوزين يسألوكي عن حاجة في القضية اللي انتي شاهدة فيها
زينة قائله : طيب ماشي أنا هكون موجوده في الميعاد وربنا يسترها بإذن الله.
المُحضر قائلا : إن شاء الله خير بس امضي هنا وتعالى بكره في الميعاد.
تناولت زينة القلم من يده ووقعت على طلب الحضور وبعد أن انتهت انصرف المُحضر إلى وجهته
__________
استيقظت فاطمه بعد أن شعرت براجيه تمسك الأواني في المطهى فأسرعت بالتوجه إليها لمساعدتها ، جهزوا معاً طعام الإفطار وجهزت زينة الشاي وتناولوا افطارهم معا وجهزوا حقائب المشغولات وساعدتهم في حملها وتوجهوا للسوق محل عملهم
وما أن وصلوا إلا وقد لحق بهم هشام وقد ألقى عليهم التحية والسلام واستأذن من عبد الرحمن في أن يصطحب فاطمة لدقائق فوافق وسمح له قائلا : اتفضل يا ابني
هشام قائلا : شكراً يا عم عبد الرحمن ربنا يبارك فيك
ثم توجَّه لفاطمة قائلاً : تعالي معايا عاوزك في كلمتين ضروري.
فاطمة بتعجب تحدثت قائله : طيب بالراحة يا هشام هو في أيه بالظبط ؟ ايه اللي حصل حد عرف حاجه ؟
هشام همس لها قائلا : تعالي معايا عاوز اقولك حاجه مهمه

تحركت معه فاطمة واصطحبها هشام بعيداً عن محل العمل وبدأ ان يسرد لها عن ما توصل إليه.
واردف قائلا : انتي كده هتشتغلي عنده في الشركة الأول كام يوم في البوفيه وبعد كده هتروحي عنده البيت هتقعدي مع مراته وابنه وإن شاء الله هترتاحي عندهم أنا واثق وطبعا ده لحد أما نلاقي حل في المشكلة اللي انتي فيها.

فاطمة باستفسار تساءلت : يعني أنا أما اخلص الفترة الاولى في الشركة هعيش معاهم عيشه كاملة ولا هرجع بالليل عند الحاجة راجيه  وأبقى ما بين هنا وهناك ؟

اجابها هشام قائلا : لأ انتي هتعيشي معاهم لحد أما نعرف نثبت كلامك ونثبت براءتك.

فاطمة قائله : تمام جيه دوري بقى أسألك ، بس المرة دي عاوزه إجابة واضحة من فضلك ، هو انت بتعمل معايا كل ده ليه مع إنهم عارضين مكافأة مالية كبيرة لأي حد يبلغ عني أو يجيب عني أي خبر ، انت ليه مبلغتش عني وأخدت الفلوس ؟
ضحك هشام قائلا : فلوس ، فلوس أيه بس اللي بتتكلمي عنها دي ، طيب اقعدي شويه انا هحكيلك كل حاجة ، اتفضلي اقعدي هنا وأشار لها على المكان
نظرت له فاطمة ثم جلست بهدوء بجوار هشام وبدأ في سرد حكايته وكلها آذان صاغية.
-------------
سرد هشام لفاطمة حكاية حبه الاولى قائلاً :
شوفي يا ستي انا كنت خاطب واحدة كانت كل حياتي ، أما كنت بشوفها كأن شمس اليوم اشرقت ونورها غطى على المكان ،
كانت جميلة في كل حاجة ، في اخلاقها ، في جمالها، في حبها ليا وحنيتها عليا ، وفي تمسكها بدينها كمان ، اتعرفت عليها في الجامعة وكنت براقبها من بعيد لبعيد وبتابع اخبارها ولما حسيت إنها ممكن تروح مني وإن أي حد من الموجودين معاها ممكن إنه يكلمها في ارتباط ، قررت أني اتكلم معاها.
اتعرفنا وبدأنا مع بعض أصدقاء مقربين ومكنش ينفع يعدي يوم إلا لما نشوف بعض ، في الأول زي أي علاقة هي مكنتش عارفه أني بحبها ولكن مع الوقت حست باهتمامي ليها وغيرتي عليها وواحدة واحدة هي من نفسها بدأت تبعد عن أي حاجه بتضايقني يعني مثلاً مكنتش بتسلم بإيديها على زملائها الولاد وكانت بتكتفي أنها تشاور لهم ، ده من قبل ما أعرفها لكن لو اضطرت في للمحاضرة أنها مش لاقيه مكان ولقيت مكان في المدرج فاضي مكنتش بتهتم إذا جنب ولد ولا بنت المهم انها قاعده بعيد عن اي حد لكن اما عرفتني مبقاش في حاجه اسمها مضطره لو مفيش مكان غير جنب الولاد كانت بتسيب المحاضرة وتنقلها بعد كده من البنات اللي حضروا ، يعني الحاجات اللي بتضايق الشباب دي مش بتعملها لأني قولتلها على كذا حاجه بلاش منها وتحديدا موضوع المدرج ده ، المهم في نهاية سنة اولى اعترفتلها اني بحبها واني مش قادر اخبي اكتر من كده والحمد لله هي كمان قالتلي انها معجبه بيا وبشخصيتي والحمد لله قدرت تتحمل الضغط الرهيب اللي كان عليها من اسرتها علشان تتخطب وقت الجامعة لحد اما خلصنا دراسة واتقدمتلها وعيشت معها أجمل ايام عمري واتمنيت اني أكمل باقي حياتي معاها لكن القدر والمكتوب كان غير كده.

في يوم رنت عليا من تليفونها ولما رديت لقيت واحد بيقولي ان صاحبة التليفون ده في المستشفى حصلت لها حادثة شديدة  وللأسف ملحقتش اشوفها ، جريت زي المجنون على المكان اللي كانت فيه ولكن على ما وصلت لقيتها انتهت ودفنتها بأيدي بدل ما ازفها للبيت زفتها للتربة

فاطمة بأسف قائله : ربنا يرحمها ويغفر لها ويصبرك ويصبر والدتها ، انا آسفه جدا مكنتش اقصد انك تفتكر بس ده أيه علاقته بيا.

أخرج هشام حافظته وأخرج منها صورة رؤيه واعطاها لفاطمة ، اخذتها ودققت النظر فيها وقد جحظت عيناها متسائلة :
- أيه ده ؟
دي فيها شبه كبير اوي مني ، اممم انا كده فهمت انت ليه بتساعدني ، علشان شبهها.

هشام قائلا : مش بس كده يا فاطمة ، انتي مش شبهها في الشكل بس انتي تشبهيها في كل حاجة ، الشكل وطريقة الكلام حتى روحك وطيبتك شبهها وانتي بتحكيلي اللي حصل معاكي كأني شايفها وهي بتتكلم معايا

فاطمه هزت برأسها في صمت ليتحدث هشام قائلاً :
- يالا بينا انتي لازم تستأذني من عم عبد الرحمن علشان نروح نقابل ياسين في الشركة

فاطمة قائله : تعرف انا خايفه يزعلوا مني اني همشي واسيبهم بعد ما قالتلي الحاجه أن مفيش عندهم ولاد وأني هآخد بحسها وأونسها في وحدتها ، الحاجة راجيه طيبه جدا وانا حبيتها ومش عوزاها تزعل مني لأنها اتعودت عليا واتمسكت اني اروح اعيش معاها في البيت ، طيب انا لو سيبت الشغل معاهم بأي وش هروح اعيش عندها تاني.

هشام قائلا : متخافيش انا هدورلك على أي اوضه في اي مكان قريب من الشركة علشان يبقى سهل عليكي الطريق.

فاطمة قائله : طيب يالا بينا أمري لله ، لازم اعرفهم اني مش هقدر أكمل معاهم شغل علشان يلحقوا يدوروا على حد تاني يساعدهم.

توجهت فاطمة بصحبة هشام لمقابلة عبد الرحمن وراجيه
وعند وصولهم تحدثت فاطمة قائله :
- يا حاجة ممكن اتكلم معاكي في موضوع.
راجيه استجابت لطلبها قائله : قولي يا بنتي عاوزه فلوس ، محتاجه حاجة ؟ اتكلمي متتكسفيش

فاطمة قائله : لا يا حاجه ربنا يباركلك انا عوزاكي في حاجه تانية.

راجيه بتوتر قائله : خير يارب ، قولي يا حبيبتي انا سمعاكي.

فاطمة قائله : بصراحه هشام جايبلي شغل تاني في شركة وانا مضطره اسيب الشغل ومش عوزاكي تزعلي مني ، انا هآجي اساعدك في الشغل كل يوم في البيت واخلص معاكي التطريز انما انا مضطرة للشغل التاني والله غصب عني ، سامحيني.

هزت راجيه رأسها قائله : مش زعلانه منك ابدا يا بنتي يا بنتي البيت بيتك وطالما انتي عاوزه تشتغلي في الشركة وشيفاها أحسن ليكي مفيش مشكلة ، اشتغلي معايا ومعاه وانتي بنتي وهتعيشي معايا لحد أما تلاقي مكان ترتاحي فيه ، هاه قوليلي هتروحي امتي الشغل الجديد ؟

فاطمة قائله : كتر خيرك يا امي ربنا يباركلك ، انا مش عارفه من غيرك كنت عملت أيه ، المفروض نروح دلوقت نقابل صاحب الشركة ، هشام اهو راح يتكلم مع عمي عبد الرحمن يآخد منه إذن.
راجيه قائله : طيب يا بنتي روحي ربنا يوفقك وأما ترجعي هتلاقينا مستنيينك علشان نرجع البيت سوا.

احتضنتها فاطمه وقبلتها وتركتها متوجهه لهشام والذي سمعته يتحدث إليه قائلا : هشام خلاص ان شاء الله يا عم منصور هخلص مع ياسين وهرجع معاها بإذن الله متقلقش
ثم وجه حديثه لفاطمة قائلا : يالا يا فاطمة علشان منتأخرش.

توجهوا معا يستقلوا السيارة متوجهين لشركة ياسين وعند وصولهم تحدث إليها هشام قائلاً :
- استنيني هنا دقيقة واحدة هدخل أنا وبعدين هنادي عليكي لربما نلاقي حد جوا عنده.

فاطمة قائله : ماشي هستناك هنا.

استأذنت السكرتيرة تليفونياً من ياسين وابلغته أن هشام
بالخارج يطلب مقابلته ليجيبها ياسين قائلاً :
- خليه يتفضل ، اغلق هاتفه وتوجَّه للموظف
اتفضل انت وسيب الأوراق انا هراجعها وهرد عليك هنعمل أيه بالظبط في الاتفاق.
الموظف قائلا : حاضر يا فندم اللي تؤمر بيه حضرتك ، بعد اذنك.
ياسين قائلا : اتفضل.
توجَّه الموظف للباب في نفس اللحظة التي طلب فيها هشام الدخول
ياسين قائلا : تعالى يا هشام ، فين البنت ؟
هشام قائلا : منتظره برا ، انا قولتلها تستني لربما يكون حد عندك مش عاوزين قلق.
ياسين قائلا : طيب تمام ، اقعد وانا هخلي السكرتيرة تدخلها.

اراح هشام جسده المرهق فوق المقعد وامسك ياسين سماعة الهاتف يتحدث للسكرتيرة :
- مرام خلي الآنسة اللي عندك تتفضل.

السكرتيرة مرام قائله : حاضر يا ياسين بيه حالا.

الهاربةWhere stories live. Discover now