الفصل العاشر

73 4 2
                                    


تركها هشام وتوجه لعبد الرحمن وراجيه وألقى عليهم التحية ثم أستأذن منهم في أن يصطحب فاطمة لعدة دقائق وبعدها ستعود وتستكمل عملها، وافق عبد الرحمن ثم عاد هشام لفاطمة يبلغها موافقته واصطحبها معه بعيداً عن الزحام وسألها : انتي ليه هربتي وانتي بتقولي انك معملتيش حاجة ؟
ممكن تحكيلي اللي حصل معاكي
فاطمة قائله : انا هحكيلك كل حاجة حصلت معايا وهتتأكد ان أنا بريئة زي ما قولتلك
هشام قائلا : طيب اتفضلي انا سامعك.
سردت فاطمة لهشام كل ما حدث معها منذ ان تزوجت من عامر وكيف عاشت معه إلى اللحظة التي تتحدث فيها معه.
__________
سامي في غرفته رفع صوته ينادي : صفا ، يا صفاااااا يالا بقى جهزتي الفطار ولا لسه ، عاوز ألحق اروح المشوار اللي اتفقنا عليه امبارح ومش عاوز اتأخر
صفا قائله : اه يا سامي جاهز أهه ، تعالى افطر وانا هروح أعمل الشاي بسرعة.
خرج سامي من غرفته متوجهاً لغرفة الطعام ، تناول إفطاره سريعاً وكانت صفا قد جهزت له كوباً من الشاي تناوله ثم توجَّه لغرفته من جديد ليبدل ملابسه وبعد ان انتهى خرج من بيته مستقلاً سيارته متوجهاً إلى مقر النيابة العامة وعند وصوله سأل أحد عساكر الأمن قائلا : من فضلك ألاقي فين وكيل النائب العام المسئول عن التحقيق في قضية فاطمة محمد المتهمة في قضيه القتل عاوز اقابله في حاجه مهمه تخص القضية
أشار له عسكري الأمن عن غرفة وكيل النيابة المتواجد في هذا الوقت حتى يسأله عن القضية فتوجَّه لغرفته.
ووقف أمام العسكري قائلا : من فضلك عاوز اقابل سيادة الوكيل.
العسكري قائلا : انتظر دقيقة واحدة ابلغه.
تركه وطرق الباب ثم دخل مؤديـًا التحية ثم ابلغه قائلا :
- تمام يا فندم في واحد طالب مقابلة سيادتك بيقول الموضوع يخص قضية القتل المتهمة فيها فاطمة محمد الهربانه
وكيل النيابة قائلا : خليه يدخل.
العسكري قائلا : تمام يا فندم
أدي التحية وخرج وأبلغ سامي أن وكيل النائب العام في انتظاره بالداخل.
لحظات وبعدها داخل سامي لمكتب الوكيل ملقيا عليه التحية قائلا : صباح الخير يا فندم.
وكيل النيابة قائلا : صباح الخير ، اتفضل حضرتك ارتاح ، خير ؟
سامي قائلا : انا الدكتور سامي ، دكتور تخدير وساكن في البيت اللي قدام بيت فاطمة محمد اللي اتهمت في قضيه القتل وهربت وانا معايا دليل على براءتها.
انتفض وكيل النيابة وتساءل قائلا : دليل وازاي حضرتك حصلت على الدليل ده ؟
سامي قائلا : في نفس الليلة كان عندي شغل انا وزوجتي الدكتورة صفا في المستشفي وسيبنا صفي ابني عنده سبع سنين مع المربية بتاعته وبعد ما خلصت شغلها مشيت وسابته لوحده في البيت ، وأما سمع صوت المطر قام وخرج يشوف المطر من الشباك ، هو في الحقيقة غاوي تصوير ، أما شاف المطر مسك التليفون وكان فاكر إنه بيصور المطر بس لكن بالصدفة هو صور كل حاجه حصلت مع فاطمة عن دون قصد منه.
وكيل النيابة قائلا : تمام ، طيب هو فين التسجيل ده ، معاه دلوقت؟  
سامي قائلا : ايوه يا فندم معايا هنا
قدم سامي الهاتف واردف قائلا : اتفضل اتفرج بنفسك على اللي حصل كله.
تناول الوكيل منه الهاتف بعد أن قام سامي بتشغيل الڨيديو المُسجل فشاهده حتى النهاية ثم تحدث إليه قائلاً :
- تمام دلوقت حضرتك هتبقى شاهد في القضية وهيتم تفريغ محتويات التسجيل وحفظها كدليل في صالح القضية وده طبعاً هيبقى في مصلحتها
وهنا قام الوكيل بالإجراءات وانهى سامي كل المطلوب منه وخرج من مقر النيابة متوجهاً لعمله وفي طريقه اتصل وأبلغ صفا هاتفياً بكل ما قد حدث معه
فرحت صفا قائله : طيب الحمد لله يارب يلاقوها ويثبتوا براءتها.
__________
فاطمة تتحدث لهشام قائله بعد أن انتهت من سرد حكايتها :
- وهي دي كل حكايتي.
هشام متسائلا : طيب وانتي هتعملي أيه دلوقت ، وهتروحي فين ، ده أكيد البوليس قالب عليكي الدنيا.
فاطمة تنهدت قائله : انا لسه مفكرتش في أي حاجه يا هشام وعارفه انهم بيدوروا عليا ، والحاجة راجيه قبل ما انت تيجي عرضت عليا اني اروح اعيش معاها هي والحاج عبد الرحمن لحد أما ألاقي مكان تاني غير اللوكاندة وهي متعرفش حاجة عن موضوعي وانا مش عاوزه أتسبب لهم في أي مشاكل ، كفاية انهم قبلوا يشغلوني معاهم من غير ما يعرفوني فمش هيبقى جزاءهم الأذية.
هشام قائلا : طيب تعالي دلوقت لازم ترجعي الشغل ، وأنا هحاول ألاقي مكان تاني تشتغلي فيه يكون أمان اكتر ، انتي هنا بتشتغلي في سوق مش في مكان مقفول عليكي ، اقصد إنك قدام كل الناس وصورتك في الجرايد وممكن أي حد يشوفك ويتعرف عليكي ويبلغ عنك.
فاطمة قائله : انا متشكره جداً ليك ، بس انا ليا سؤال واحد ممكن؟
هشام قائلا : من غير ما تسألي هتعرفي انا ليه بساعدك بس مش دلوقت،  ووعد مني زي ما حكيتي عن مل حاجة أنا كمان هكيلك كل حاجة بس في الوقت المناسب مش دلوقت تفقنا ؟
فاطمة قائله : الامر لله ، ماشي ، اتفقنا.
هشام قائلا : يالا بينا نرجع.
فاطمة قائله : حاضر يالا بينا
قاموا معاً متوجهين لعبد الرحمن وراجيه ، تقدم هشام وقدم الشكر له على السماح له بأن يتحدث مع فاطمة وألقى عليه التحية وانصرف متوجهاً ليستقل سيارته في طريقه لعمله وفي تلك الاثناء أمسك هاتفه واتصل بياسين قائلا بعدما أجاب اتصاله :
- ألو ، صباح الخير على الناس اللي مش بتسأل.
اجاب ياسين على اتصاله قائلا : أهلاً أهلاً ، فينك يا عم هشام مش باين خالص بقالك مدة طويلة ، انا اللي مش بسأل ولا انت اللي كل ما نتفق على ميعاد تقولي الشغل.
(ياسين صديق طفولة هشام ، كان يقطن بجواره إلى أن توفي والده وورث عنه مبلغاً كبيراً من المال وفتح شركة للإستيراد والتصدير فكان دائماً يُعرف عنه اللباقة في الحديث فأستطاع أن يحصل على صداقة الكثير من ذوي الخبرة في هذا المجال وأصبح له اسم كبير في عالم المال والاعمال ولكنه انتقل بعد زواجه لمنطقة أرقى ومن الحين للأخرى يعود لزيارة والدته التي رفضت أن تترك بيتها وجيرانها التي عاشت زمن طويل في جوارهم)
هشام قائلا : طيب تعالى نتقابل النهارده أنا محتاجلك في موضوع مهم جداً ومحدش هيقدر يساعدني فيه غيرك انت يا ياسين.
ياسين متسائلا بقلق : مالك يا ابني انت قلقتني ، في حاجه حصلت معاك ؟ قولي في أيه هو أنا لسه هستنى أنا نتقابل ما تحكي
هشام قائلا : متقلقش بس أما اشوفك هتعرف كل حاجة الموضوع يطول شرحه ومش هيتفع احكيه في التليفون
ياسين زفر قائلا : الأمر لله ، طيب ماشي قولي امتى وفين ؟
هشام قائلا : المكان اللي يريحك ، وممكن على الساعة خمسه نتقابل بعد الشغل بتاعي أيه رأيك يناسبك الميعاد ولا أيه ؟
ياسين قائلا : اه كويس مناسب ، بس بقول أيه تعالى المكتب نتكلم على رواق بعيد عن دوشة الشارع والكافيتريات.
هشام قائلا : طيب ماشي اتفقنا ، إن شاء الله هتلاقيني عندك في الميعاد.
-------------
انهى هشام الاتصال مع ياسين وهو في طريقه مرَّ على منصور يعتذر منه ليقرب قائلا بخجل : صباح الخير يا عم منصور عامل أيه ؟

اجابه منصور قائلا : اهلاً يا ابني صباح النور ، يالا بينا نروح للبنت علشان تشوف إذا هي ولا لأ.

هشام تحدث بخجل قائلا : والله يا عم منصور أنا مش عارف اقولك أيه ، بس كتر خيرك في كل اللي عملته انا روحت وشوفتها من بعيد وأتأكدت انها هي الحمد لله واتكلمت معاها وجيت علشان ابلغك، انا متشكر يا عم منصور على اللي عملته معاها.

منصور قائلا : يا ابني انا معملتش غير الواجب ، دي واحدة اتوسلتلي اشغلها علشان تآكل لقمة عيش بالحلال وأنا والله لو كان ينفع اشغلها عندي هنا كنت شغلتها بس انت عارف ان مفيش شغل هنا ينفعها ، والحمد لله ربنا بصرني وافتكرت عمك  عبد الرحمن ومراته الست الطيبة الحاجه راجيه وافتكرت انها بتشتغل وبتعمل شغل الابرة وشغلتها عنده وربنا يا ابني هو اللي بيسوق العباد على بعضهم.

هشام قائلا : عندك حق يا عم منصور ، طول عمري هفضل اتعلم منك يا راجل يا طيب ، انا همشي بقا علشان اتأخرت على الشغل وهبقا اطمن عليك تاني بإذن الله.
منصور قائلا : مع السلامة يا ابني في أمان الله.

انصرف هشام متوجهاً لعمله ، وبعدما مرت الساعات ودقت الرابعة والنصف عصراً وقد انهى هشام عمله وفي طريقه توجَّه لمقابلة ياسين الذي استقبله بحفاوة بالغة وقام من مقعده يحتضنه بمحبة وسعادة قائلا :
- اهلاً هشام ، عاش من شافك ، اقعد ، تشرب أيه الاول قبل ما نتكلم في أي حاجة ؟
هشام قائلا : قهوه مظبوط ، حاسس دماغي مش مظبوطة.

رفع ياسين سماعة الهاتف واتصل بعامل البوفيه وطلب منه قائلا : هات اتنين قهوة مظبوط بسرعة على مكتبي 
العامل اجاب اتصاله قائلا : حاضر يا فندم ، دقايق وهتكون جاهزة.
عاد ياسين متوجها بالكلام لهشام قائلا : هاه قولي بقى مالك ، في أيه اللي حصل معاك ؟

بدأ هشام سرد حكاية فاطمة حتى النهاية وبعدما سمع ياسين ما قاله زفر بحنق قائلا : هو انت يا ابني مجنون وعاوز تورط نفسك معاها ، انت أيه اللي مخليك متأكد من كلامها أوي كده مش يمكن بتكذب عليك ، عاوز تودي نفسك في داهيه ، انت عارف اللي يتستر على مجرم عقوبته كام سنة ، يا هشام أمك مش حمل صدمات تاني كفاية تعبت بعد ما انت كانت نفسيتك وحشة بعد وفاة رؤية وكان هيجرالها حاجه
هشام قائلا : انت جبت المفيد وأنا هقف معاها علشان هي النسخة التانية من رؤيه ، ربنا بعتهالي تاني ، شكلها ، لون عينيها ، طريقة كلامها ، وكأني شايف رؤيه قدامي من تاني يا ياسين وكأن ربنا بيعوضني عن اللي راحت بواحدة نسخة طبق الاصل منها
ياسين بتعجب متسائلا : يعني هتقف مع واحدة قتلت علشان شبه خطيبتك اللي ماتت ، يا ابني اعقل وبلاش جنان وافتكر والدتك وأخوك

هشام قائلا : ياسين... انا عمر قلبي ما كذب عليا ابداً وأنا واثق من كلامها ولو مش هتساعدني أنا هتصرف وهقف معاها لحد ما تظهر براءتها.

وفي تلك الاثناء قرع عامل البوفيه الباب يطلب الإذن بالدخول فسمح له ياسين ، فدخل وقدم القهوة وخرج ثم اردف ياسين قائلا : طيب يا هشام اشرب قهوتك ، امري لله وإيه المطلوب مني دلوقت ؟

هشام قائلا : كل اللي مطلوب منك إنك تشوف لها مكان تعيش فيه وشغل يبقى بعيد عن الأنظار لأنها بتشتغل عند عم عبد الرحمن في السوق وده في خطر كبير اوي عليها.

ياسين قائلا : طيب سيبني كام يوم كده وأنا هشوف أقدر أعمل أيه وهكلمك تاني.
هشام قائلا : علشان خاطري يا ياسين انا مش هآمن عليها في أي مكان ، لازم تتصرف بسرعة.
ياسين قائلا : حاضر يا هشام ، ربنا يستر ومتآخدناش كلنا في الرجلين.
هشام قائلا : إن شاء الله هتطلع بريئة وبكره هفكرك ، عموما أنا همشي علشان أم هشام متقلقش انت عارفها غير إنها حافظة مواعيد شغلي وأنا اتأخرت عليها فبدل ما تفتحلي محضر

ياسين قائلا : طيب سلم عليها لحد أما آجي ازور الحاجه واطمن عليها بنفسي.
هشام قائلا : حاضر هبلغها سلامك ، سلام.
#يتبع.
#نوري.

الهاربةحيث تعيش القصص. اكتشف الآن