الفصل الثامن الجزء الأول

Start from the beginning
                                    

لم تلتفت لها حتي فقط غمغمت بجفاء :
- لاء شكرا هبقي اكل في الجامعة ، عن إذنك

تحركت من جديد لتغادر لتسمع صوت والدتها تحادثها من جديد بنبرة أكثر حزما وقلقا :
- ابعدي من طريق جبران خالص يا وتر

ابتسمت في سخرية دون اجابة تحركت للخارج تسرع خطاها إلي خارج العمارة السكنية توجهت تتحرك سريعا ناحية الشارع الرئيسي لا ترغب في أن تري طيفه من بعيد حتي ولكن ليس كل ما يتمناه المرء يدركه، وقفت حين ظهر أمامها فجاءة من العدم وكأنه شبح تجنبت النظر إليه في حين كان يتفرس هو النظرات إليها ارتسمت ابتسامة كبيرة علي ثغره يتشدق بسماجة :
- يا صباح الفل ، ايه الزبادي رايح فين الصبح كدة
تنفست بعنف تكور قبضتها تشد عليها تُخرس لسانها قصرا عليها أن تتجنبه حتي يمل من مضايقتها ويتركها ظلت تنظر بعيدا فقط قالت بلامبلاة :
- رايحة جامعتي .. ممكن تعديني لو سمحت

رفع حاجبيه في دهشة يبتسم ساخرا باتت القطة وديعة وأخفت اظافرها الآن ... تلك القطة لا تعلم أنها جاءت له في الوقت المناسب ليعقد مع اسم والدها أكبر صفقة في تاريخ حياته ... سيفوز عاجلا أم آجلا ... افسح لها الطريق لتتحرك يبتسم كرجل نبيل ما أن مرت من جواره سمعته يهمس لها بمكر خبيث :
- فاضل علي الحلو تكة !!
ابتلعت لعابها مرتبكة لتسرع في خطاها إلي الشارع الرئيسي استقلت سيارة أجري تخبر السائق بعنوان جامعتها ... فتحت دفتر صغير تنظر لما كتبت فوق صفحاته تحديات قديمة خاضتها مع ذاتها وأصرت علي النجاح فيها استلت قلم رقيق من حقيبتها تفتح صفحة بيضاء تكتب فوق سطحها ( التحدي الجديد جبران ) كطالبة
في قسم يهتم بعلم النفس ودواخل الذات البشرية قسم اختارته رغم أن أبيها كان علي اتم استعداد أن يرسلها لجامعة في الفضاء أن أرادت ولكن شغفها بعلم النفس وخاصة علم الجريمة جعلها ترغب وتصر علي الالتحاق بقسم علم النفس لتصبح فيما بعد طبيبة نفسية رسمت دائرة كبيرة حول اسم جبران يتفرع منها عدة خطوط تحاول أن تفهم لغز شخصيته شكله الخارجي لا يليق تماما مع شخصيته هل هو مصاب بانفصام في الشخصية ربما ؟! ، لا يجب أن تستبق الأحداث عليها أن تصبح أقرب من شخصية جبران بحذر تخترق دواخله في الأيام الماضية اكتشفت عنه عدة جوانب في شخصيته أولهم أنه شخصية سريعة الغضب ردود أفعاله لا تتناسب مع شدة انفعاله حين اخذها قصرا إلي شقته توقعت الكثير من رد فعله الغاضب ولكن التهديد فقط كان حليفه وكأن جزءا يصارع آخر داخله  ، ثانيا أنه شخص نرجسي يحب التحدث عن نفسه والتفاخر بما انجز ،وأخيرا شخص متناقض يبيع المخدرات ويرفض بيعها لأبناء حيه معادلة لا تفهمها مما يزيد شكها أنه فعلا مصاب بانفصام في الشخصية ... اجفلت علي صوت السائق يخبرها :
- وصلنا يا استاذة
رفعت وجهها تنظر بدهشة إلي باب جامعتها كم مر من الوقت وهي تحاول تحليل شخصية جبران حتي سرقها الوقت ولم تشعر بالطريق ... أعطت السائق نقوده لتنزل من السيارة تضع نظاراتها الشمسية السوداء فوق عينيها تمشي بثقة ... ما حدث معها هي ووالدها لم يُكتب عنه ولو خبر واحد لذلك لا أحد يعلم دخلت الي جامعتها تتوجه إلي قاعة المحاضرات رآها طارق من بعيد لترتسم ابتسامة ماكرة علي ثغره يبحث عن ماهي لغاية خبيثة في نفسه !!
_________________
ما حدث بالأمس لن يتم أبدا ما قاله جبران لن يحدث لن تصبح زوجة ذلك البلطجي الجاهل الأحمق يريد منها أن تصدق أن حسن لا يعاونه في بيع المخدرات نعم نعم ستصدق لأنها بلهاء ساذجة كما يظنها .. يكفي أن والدتها رفضت نزولها إلي( عربة الكبدة ) حتي لا يتعرض لها حسن من جديد ارتمت بجسدها علي الأريكة في منزلها تمسك بمذكرات المادة القادمة تنظر للأحرف شاردة حين دُق الباب القت الأوراق مة يدها ذهبت إليه تفتح النافذة الصغيرة في الباب القديم العتيق ليظهر طفل صغير من أطفال الحي يمسك في يده حقيبة هدايا قطبت جبينها تفتح له الباب تسأله :
- عايز ايه يا حمادة
مد الطفل يده لها بالحقيبة يغمغم مبتسما في براءة :
- طنط أمل عمو حسن بيقولك أنه بيرمي التماسي وباعتلك دي

جبران العشقWhere stories live. Discover now