الفصل السابع

Start from the beginning
                                    

انتهت فاطمة من بيع أحد سوارها واستلمت المبلغ نقدا وتوجهت لشراء طعامها وقررت أن تبحث عن عمل
ظلت تبحث ولكن دون جدوى وتكررت على مسامعها تلك الجملة كثيراً "ليس لدينا عمل يتوافق معكِ " حتى انتهى اليوم الاول وأطل الليل ينشر ظلامه على الكون  فقررت أن تبحث عن فندق صغير لتستقر فيه عدة أيام حتى تُدبر أمرها ، استوقفت سيارة أجره وطلبت من السائق أن يصحبها لإحدى الفنادق قليلة التكلفة.
__________
هشام لمنزله بعد ان تأخر به الوقت حزينا يجر أذيال خيبته لتستقبله والدته بسؤالها قائله :
- يا ابني حرام عليك اللي انت بتعمله في نفسك وفيا ده ، انت تعرفها منين علشان تعمل كل ده وتتعب نفسك طول الوقت كده بتلف عليها

نظر إليها هشام وهو شارد الذهن تترقرق الدموع بين أهدابه في محاولة لمنعها من النزول ، عاد بذاكرته لثلاثة أعوام مضت حين دق هاتفه فأخذ يتفحص المتصل وإذا بها حبيبته رؤيه
فأسرع وأجابها متحدثا باستفسار : ألو ، انتي فين كل ده يا رؤيه، وبرن عليكي كمان من بدري مش بتردي عليا
وهنا توقف عن الكلام عندما سمع صوت شخص يتحدث إليه متسائلاً :
- هو حضرتك تعرف صاحبة الرقم ده ؟
أجابه هشام قائلا : آه أعرفها اكيد ، دي خطيبتي.
عاد الشخص الممسك بهاتف رؤية على الجانب الآخر يتحدث قائلا : صاحبة الرقم ده في مستشفى ...... خبطتها عربية كان راكبها طفل صغير عنده أربعتاشر سنة وهي بتعدي الشارع.  
استفاق هشام من شروده عندنا تناهى إلى مسامعه صوت والدته تنادي : هشام ، هشااام فوق يا ابني انت بتعمل فيا ليه كده بس.
أجابها هشام قائلا : نعم يا أمي ، متقلقيش أنا بخير.
عادت نرجس تردف قائله : قوم يا ابني ارتاح شويه وغير هدومك وأنا هجهزلك الأكل ، انت من الصبح على لحم بطنك ومأكلتش حاجة.
تحدث إليها هشام قائلا : انا هغير هدومي وهنام على طول مليش نفس آكل حاجة ، تصبحي على خير.

تركها هشام متوجهاً لغرفته وحبس نفسه من جديد بين دموعه وجدران غرفته ، دخل الغرفة وفتح خزانته وأخرج منها صندوق خشبي صغير واستخرج المفتاح وقام بفتحه وأخرج صور لرؤية، أخذ يتأملها ويتذكر متى وأين التقطها وفي تلك الاثناء قرعت نرجس باب الغرفة.

بعد دقائق عادت نرجس ترفع صوتها قائله : تعالى يا ابني اتعشى معايا ، أنا كنت مستنياك ولسه مأكلتش ولا أخذت الدوا لحد دلوقت؟
رفع هشام عينيه وأغرقت وجنتيه بالدموع.
نرجس قائله : يا ابني حرام عليك اللي بتعمله فيا وفي نفسك ده ، انساها وعيش حياتك بقا خلاص اللي راح مش هيرجع تاني لازم تفكر في واحدة تنسيك القديم بحزنه يا حبيبي وتبدأ حياتك معاها من جديد.

هشام بحزن قائلا : ربنا هو اللي مش كاتبلي انساها يا امي وبعتلي نسخة تانية منها علشان أفضل فاكرها ، ازاي عوزاني انساها ، أنا لازم أدور على البنت لحد أما ألاقيها وإن شاء الله هلاقيها ، معلش يا أمي سبيني أنام أنا تعبان جدا وعندي صداع ، وكمان عندي شغل الصبح بدري ومليش نفس للأكل خالص والله نفسي مسدودة وحاسس اني لو اكلت حاجه هتعب زيادة ، علشان خاطري أنا... روحي انتي اتعشي علشان مواعيد الدوا وانا الصبح إن شاء الله هبقى كويس.

نرجس قائله : ماشي يا ابني الله يريح قلبك ويرزقك يا هشام يا ابن نرجس راحة البال وبنت الحلال ، تصبح على خير يا حبيبي يارب.
هشام ردد قائلا : اللهم آمين يارب العالمين وانتي بخير يا أمي.
-----------
تركته نرجس وخرجت من غرفة هشام وتوجهت لغرفه الطعام ليسرع هشام ويطفئ إضاءة الغرفة مستسلما للنوم حتى الصباح الجديد.

في صباح اليوم الجديد في بيت دكتور سامي استيقظ صفي بعد ان تعافى من مرضه وعاد يلعب من جديد 
سامي قائلا : يا صفي من غير تنطيط انت لسه مخفتش اوي، العب بالراحة علشان مترجعش تتعب تاني وتآخد حقن تاني.
صفي قائلا : طيب حاضر يا بابا ، هروح ألعب بالتليفون أحسن، هو فين ؟
أجابه سامي قائلا : أكيد عندك في الاوضة من وقت ما تعبت محدش شحنه.
صفي قائلا : ماشي يا بابا هروح أشحنه وألعب شويه.
تدخلت صفا في الحديث قائله : يا صفي روح اشحنه وتعالى افطر لحد ما يكمل شحن متلعبش عليه وهو في الكهربا.
صفي قائلا : حاضر يا ماما هشغله واسيبه يشحن وآجي .
#يتبع
#نوري

الهاربةWhere stories live. Discover now