أنهت كلمتها فوجدت يد كريمة تجذبها لصدرها لتحتضنها بقوة ودموع كلا منهما تغرق وجهها وكريمة تردد جملة واحدة وهي تشدد على احتضانها :
- بنتي ..بنتي أخيرا رجعتي ..أخيرا رجعتي
ثم ظلت تشكر الله وتحمده كثيرا على جمعتها بابنتها بعد كل تلك السنون
وما أن تركتها من حضنها حتى نطق حمزة وهو ينظر ل ندى بتفحص ودقات قلبه تتواثب داخل صدره قائلا بلهفة : أنتي .. أنتي ليلووو شدد على خصلات شعره بعدم تصديق وردد مرة آخرى أنتي ليلووو .. أختييي ثم اردف بتأثر قائلا دلوقتي بس عرفت وفهمت حقيقة مشاعري ناحيتك مشاعري اللي مكنتش عارف أفسرها أزاي بخاف عليكي ومستحملش عليكي الهوا وأزاي مش شايفك مراتي وفجأة نظر لوالدته وقد عادت إليه روحه المشاكسة فسألها بمرح : يعني دلوقتي أنا أقدر أحضنهااا من غير ما تقولي حمززززة ؟؟
- كريمة وهي تضحك بعدما أزالت أثار البكاء بيديها : حمزة كده كده أنتا تقدر تحضنها لأنها لو مش أختك ف هي مراتك
- حمزة : لأ بقولك أيه يا ست الكل أن بسأل حضرتك متأكدة أنها أختي أنا عايز أحضنها كأخ مش كزوج لأني عمري ما اعتبرتها زوجة ولا هي كمان
- كريمة بـتأكيد : ايوه يا حمزة تقدر تحضنها كأخ أنا رضعتها سنة بحالها مش يوم ولا اتنين
- ندى عل الرغم من حاجتها الشديدة لهذا الحضن هذا الأمان الذي نشدته لسنوات طوال آن الأوان لأن تلقاه لكنها قالت : طب ممكن نكلم خالي نتأكد منه أنه أنا هي ليلو ديه ؟؟
- كريمة : وخالك هيعرف منين الاسم ده حتى لو كان سمعه مرة أكيد مش هيفتكره
- ندى : لأ أحنا مش هنسأله على الاسم هنسأله على حضرتك ونشوفه فاكر الموقف ده فعلا وهل ده حصل ولا ممكن تكون مجرد صدفة مثلا أو تشابه أسماء أو أي حاجة
- كريمة: ماشي نكلمه بس أنا متأكده
- ندى وهي تمسك بهاتفها تطلب رقم خالها : معلش يا ماما عشان أنا كمان اتأكد واقدر اتعامل مع حمزة عادي
لحظات وأتاها صوت خالها وبعد السلام والاطمئنان عليها سألته مباشرة عن الأمر فأكد الرواية التي قصتها كريمة وقطع الشك باليقين بعدما أغلقت ندى الخط اقتربت من حمزة خطوة مترددة فاقترب هو مهرولا إليها ليقطع تلك المسافة التي بينهما ويجذبها بين احضانه وما إن تلمست صدره حتى بدأت تشهق بالبكاء كأنها بدموعها تقص عليه كل ما تعرضت له من آلام بدونه وتخبره بمدى حاجتها لهذا الحضن وهذا الأمان بين ذراعيه لحظات لم يسمع فيها سوى صوت شهقات بكاؤها بينما كان حمزة يربت برفق على رأسها ثم هبط إلى ظهرها يحرك يده من أعلى إلى أسفل مهدئا أياها بصوته الحنون قائلا :
- شششش أهدي يا ندى خلاص أنا معاكي ومش هسيبك أبدااا وعمرك ما هتبقى لوحدك من النهاردهرفعت ندى وجهها المبتل بالدموع تنظر داخل عيناه حتى تتيقن أن ما يحدث معها الآن حقيقة واقعة وليس شيء من وحي خيالها ابتسم لها حمزة ثم أماء برأسه مؤكدا ما قاله واخيرا ابتسمت ندى إليه ف نظر هو إليها قائلا :
- طب هو احنا كده المفروض هنعمل أيه في موضوع جوازنا ؟
- أجابته ندى : كده جوازنا زي ما ماما قالت باطل وكأن لم يكن
- حمزة باستفسار : يعني المفروض أطلقك ولا أعمل ايه
- ندى : بصراحة مش عارفة بالظبط المفروض أيه اللي يحصل
- أجابتهما كريمة : الأفضل يا ولاد تروحوا تسألوا في دار الأفتاء هما هيقولولكم بالظبط تعملوا ايه
- حمزة : صح يا ماما خلاص بإذن الله بكره أنا وندى وحضرتك نروح دار الافتاء ونحكيلهم الموضوع ونشوف العمل أيه بالظبط صمت للحظات ثم أردف موجها حديثه إليهما مشددا على كل حرف: أهم حاجة مش عايزين أي حد يعرف بموضوع أن ندى أختي ده غيرنا احنا التلاتة لازم الموضوع ده يفضل بينا أحنا فاااهمني احنا التلاته بس
- كريمة بتساؤل : وحلا ونسمة مش هنعرفهم ؟؟
- حمزة برفض :لأ يا أمي دول بالذات مش هنعرفهم لأنكم عارفين الاتنين هوبااا وضايعه منهم أصلا ف معنى أنهم يعرفوا يبقا مصر والدول المجاورة كلها عرفت
- ندى بدهشة : طب وأنتا أصلا مش عايز حد يعرف ليه ؟؟
- حمزة : متهيألي أنتي ناسية احنا اتجوزنا ليه ؟؟ اتجوزنا عشان الزفت اللي اسمه كريم يعرف أنك بقيتي مراتي ف يحل عنك
- ندى بمجادلة : بس ده محصلش يبقا هتفرق أيه بقا أنه يعرف أنك جوزي أو أخويا
- حمزة: أولا منقدرش نقول أن جوازك مني محققش جزء كبير من الهدف منه وهوحمايتك من الحيوان ده صحيح هو مطلعش بره الصورة خااالص لكن بعد عنك وقلل كتيير من مطاردته ليكي ثانيا منعرفش رد فعله على خبر زي ده احنا عايزين نكمل خططتنا زي ما كانت ماشية بدون أي تغيير لحد ما نلاقي اللي يوقعه وبعدها نقدر نعلن موضوع أنك اختي في الرضاعة ده ولو أن الأمر مش سهل زي ما أنتي متخيله وكل اللي يعرف بجوازنا هيستغرب والامر هيكون مش مستساغ وهتبقا الحوارات للركب ده غير بقا الناحية التانية عندك الست بيري طبعا أنتي شايفة أن من وقت ما عرفت بجوازنا وبسبب غيرتها منك بدأت تسيبلي الولد وبقيت بشوفه أكتر كل ده عشان تغيظك طبعا لو عرفت أنك أختي هترجع ريما لعادتها القديمة وهترجع تقرفني ف عيشتي تاني وعندك كمان مرات باباكي مامت نسمة اللي من كلامك عنها أنها مبتسيبش أي فرصة ممكن تستغلها عشان تشوه صورتك أوتتكلم عنك بشكل مش كويس أنتي متخيلة كده كام جبهة هنكون فتحناهم والمفروض أننا نحارب فيهم ف نفس الوقت يبقا أيه الأفضل نستنى نخلص من موضوع كريم ده ونأمنك واطمن عليكي وبعد كده نعلن الخبر للكل ونكون استعدينا لكل ردود الأفعال المتوقعة
- ندى بعدما ادركت واقتنعت بمنطقية حديثه قالت : عندك حق أنا محسبتهاش كده
- كريمة بقلق : طب أنتا هتعمل ايه ف موضوع كريم ده يا حمزة يا ابني أنا قلقانة عليكم أوي الواضح أنه مش هيسيب أختك ف حالها ولو أنتا وقفتله ممكن يأذيك
- حمزة مطمئنا أياها :متخافيش يا ماما ده بتاعي أنا مكلف ناس تدور وراه وأنا متأكد اني همسك عليه بلاوي تطيره خااالص من سكتنا الباشا متقدم فيه شكاوي أد كده اطمني الغمة هتتزاح قريب أوي بإذن الله
- ندى : طب يلا بينا بقا عشان اتأخرناعلى البيت وزمان حلا ونسمة على وصول مش عايزينهم يقلقوا
- حمزة : عندك حق يلا بينا
YOU ARE READING
أهداني حيااااه ❤❤
Romanceحينما تظن انها النهايه ف تجد طاقه نور تفتح من حيث لا تحتسب ف تحول حياتك البائسة لآخري مليئه بالحب ..المرح ..السعاده وتعلم ان ربك لم يكن لينساك فقط كان يبتليك ليكافئك هي ..تخضع لابتزاز من احدهم ف تفكر في انهاء حياتها حتي لا تؤذي احبائها لكن تأتيها ا...
الفصل الثالث والثلاثون
Start from the beginning