الفصل الحادي والعشرون

1.7K 135 19
                                    

الفصل الواحد والعشرون

كانت تجلس إلى جواره مطرقة الرأس تفرك يديها في حجرها نادمة على الحضور إلى هذا الحفل مالها ومال حفلات الأغنياء تلك؟ الجميع مشغولون بالحديث عن الأعمال أو يرقصون بينما هي لا تفعل هذا أو ذاك، جلس ماهر جوارها صامتاً بدوره بينما ذهبت عليّة لترقص ربما للمرة العاشرة منذ جاءت للحفل.

_تسمحيلي بالرقصة دي؟

رفعت رأسها وطالعت هذا الرجل الذي توقف أمامها يمد لها يده، هزت رأسها رافضة بأدب فارتاحت خفقات مرافقها للمرة التي لا يدري عددها فقد توقف عن العد وهو يدرك كم جذبت مرافقته أعين الجميع وحازت على اعجابهم فلم يتوقف الرجال عن التقدم للرقص معها رغم رفضها لهم جميعاً.

_مش عايزة ترقصي ليه؟

طالعته بعيون قالت الكثير كعادته..

_أترغب في أن أرقص معهم؟

_لا

_تريد أحد غيرك أن يضمني بين ذراعيه؟

_لا

_يلمس خصري ويدي وتلفحني أنفاسه؟

_كفى كفى.. بالطبع لا.

_اذا لماذا تسأل؟ أترغب في سماعي أقولها لك دون مواربة..أنا امرأة رجل واحد لا أسمح لغيره بالاقتراب، أضع الحدود دوماً فإن تخطاها أحد غير من أحببت طعنته برفضي فأردي كبريائه ولا أهتم..ألا يرون اسمه الموشوم على وجهي وقلبي؟ لا...  اذا يستحقون.

_أحبك.

_وأنا أيضاً أحبك ولكنك وكلتني مهمة رفضك فأضحي القبول مستحيلاً.

توقف حديث العيون فأطرقت برأسها قائلة بصوت خافت:
_مبحبش أرقص.

_ماتقولي انك متعرفيش.

صوت عليّة الساخر والتي جاءت للتو جعلها ترفع رأسها قائلة بكبرياء:
_لأ بعرف.. بس أخلاقي بتجبرني مسمحش لحد غريب يحط ايده علية.

_أفكارك متخلفة جداً.

_دي مش أفكار ده دين وأخلاق.

طالعوا جميعا صاحب العبارة الأخيرة الذي لم يكن سوي صاحب الحفل مراد النجيري يردف بإعجاب:
_شابو ياآنسة مبقاش فيه في الزمن ده بنات كتير زيك.

قبض ماهر يده بقوة وهو يرى نظرات مراد إليها، بينما ارتسمت ابتسامة خجولة على شفتي مروة..على حين أمسكت عليّة يد ماهر تسحبه لينهض قائلة بسخرية:
_تعالي ياماهر احنا نرقص.

تبعها مرغماً لا يرغب في ترك مروة بمفردها معه، بينما قال مراد:
_تسمحيلي اقعد؟

أشارت برأسها موافقة فجلس على الفور يقول بابتسامة:
_انتِ منين ياآنسة مروة؟

_من القاهرة.

_بتشتغلي؟

_كنت بشتغل مدرسة لغة عربية بس دلوقت في أجازة.

ذات الكتاب الأحمرحيث تعيش القصص. اكتشف الآن