الفصل الحادي والعشرون

Start from the beginning
                                    

رفع حاجبه بدهشة قائلة:
_لغة عربية! غريبة.

_اشمعني؟

_كنت مفكر مدرسات اللغة العربية مكورين وبنضارات مش قمرات بالشكل ده.

أطرقت بخجل فأردف قائلاً:
_اتفرجتي على اسكندرية؟

رفعت رأسها تهزها بصمت ليردف بدهشة:
_ازاي تيجي اسكندرية ومتلفيش فيها؟ انا هكلم ماهر...

قاطعته قائلة:
_لأ ارجوك أستاذ ماهر مش فاضي انت عارف المكتب والشغل وكدة يعني.

_بس انا فاضي ويشرفني آخدك جولة في مدينتي.

ليسحب هاتفها ويتصل بهاتفه مردفاً:
_ده رقمي سيفيه وانا كمان هسيفه وبكرة هتصل بيكِ عشان نحدد الميعاد المناسب.

قالت بتردد:
_أيوة بس....

_من غير بس احنا بقينا أصحاب ومتقلقيش مني ياآنسة مروة.. اسألي عني طنط كريمة هتقولك اني من العيلة أساساً.. ها ايه رأيك؟ موافقة؟

ظهر التردد على وجهها للحظات قبل أن ترتسم على شفتيها ابتسامة هادئة وهي تهز رأسها بالايجاب فابتسم بدوره.

على مسافة قريبة كان هو هناك يرقص معها على أنغام موسيقية هادئة بينما عيناه عليها يراقب كل انفعالاتها، كاد أن يموت من الغيظ حين رآه يمسك هاتفها، وكاد أن يترك عليّة ويذهب إليها يسحبها ويغادر من الحفل، ولكن بأي حق قد يفعل ذلك؟ لقد سلب نفسه كل حق له عليها حين طلب منها أن تبتعد عنه، حين حرم نفسه الحب فصار غريباً عنها وهي أقرب إليه من نفسه.. كان خطأه احضارها معه الليلة وسط كل هؤلاء الرجال دون أن يفكر أنها لابد وأن تجذب أحدهم وقد جذبت أكثر رجال الحفل ثراءاً وجاذبية.

_يوووه ياماهر، مش تاخد بالك دي خامس مرة تدوس على رجلي، مش عارف ترقص كنت قوللي.

_معلش ياعليّة اصلي تعبان النهاردة ومش مركز، تعالي نقعد شوية.

اتجهت معه إلى طاولتهم قائلة:
_لأ انا مش جاية اقعد، انا عايزة أرقص للصبح.

وصلوا الي الطاولة فقالت عليّة بتذمر:
_هو انت يامراد مش عامل الحفلة دي عشاني؟

تأمل مقلتيها الخضراوتين قائلا بابتسامة ساخرة:
_أيوة عشانك وانتِ ماشاء الله مش سايبة حد مرقصتيش معاه.. عايزة ايه تاني؟

سحبته من يده قائلة:
_أرقص مع صاحب الحفلة.

سحب يده من يدها قائلاً:
_مش حابب ارقص.

_يلا بقى ميبقاش دمك تقيل والله هزعل وأمشي.

هز رأسه بيأس واعتلت ثغره ابتسامة وهو ينهض يهز كتفيه لمروة وماهر قبل أن يتجه لحلبة الرقص مع عليّة.. ليبادرها ماهر على الفور قائلاً:
_ مراد أخد رقمك ليه؟

فاحت الغيرة من نبراته فأثلجت قلبها المحترق لمرأي عليّة بين يديه منذ قليل، لتجيبه ببرود قائلة:
_بقينا أصدقاء والطبيعي انه ياخد رقمي.

ذات الكتاب الأحمرWhere stories live. Discover now