الفصل العشرون

Start from the beginning
                                    

صفعة قوية احمر لها وجه أشرف وحاول الفكاك من يد الممرض ولكنه لم يستطع وقد نخر الإدمان جسده وتركه ضعيفا لا يقوي على الدفاع عن نفسه، كاد ان يشتم الجد ولكن الجد اخرسه بنظرة حملت صرامة الدنيا وهو يقول:
_انا مش هرد على قلة أدبك دي، واعرف ان لولا الست دي انا كنت دفنتك مكانك ومكنش حد هيعرفلك طريق، وم الآخر كدة.. خروج من هنا مش هتخرج لحد ماجسمك يخلص خالص من القرف اللي ماليه، وبحذرك للمرة الأخيرة ياتتعدل يااما هوديك بأيدي للبوليس واقولهم بيتاجر في المخدرات وألبسك مصيبة تاخدلك فيها إعدام ونخلص.

طالعه أشرف بمقت بينما حدجه الجد بتحدي مالبث ان خضع لسلطان الأول فنكس رأسه بضعف، دخل الممرض الآخر في هذه اللحظة قائلا:
_الدكتور طارق بعتني أدى الحقنة دي للمريض.

_اديهاله.. انا خلاص خلصت كلامي وهو حر بقى، عقله في راسه يعرف خلاصه زي مابيقولوا.

استدار مغادرا بينما توجه الممرض ليمنح أشرف الحقنة بينما يسمع الممرض الذي يكتفه يقول للآخر بحنق:
_انا مش عارف والله بيجيبوا الأشكال دي منين، مش عايز يتعالج مايسيبوه يمكن يخرج ياخد جرعة زيادة ويريحنا.

_ملكش دعوة يامسعود، خلينا في حالنا وحافظ ياابن الناس على أكل عيشك عشان تقدر تدفع مصاريف علاج بنتك.. صحيح هي أخبارها ايه دلوقت؟

_محتاجة تعمل العملية ضروري، قدمت على قرض وربك يسهلها ويوافقوا وساعتها هعملهالها علطول.

_ربنا يرزقك ويشفيهالك.

_يارب.

أغمض أشرف عينيه وقد بدأ مفعول الدواء يسري بدمه فيخدر جسده بينما عقله يرسم فكرة رآها اكثر من مناسبة لتسهيل هروبه من هذا المكان قبل أن يتسلل الخدر لعقله ويغيب عن الوعي كلية.

___________________

_احنا بنعمل ايه هنا؟بنجمع معلومات برضه؟

_لأ بصراحة أنا جاي هنا سياحة، كنت حابب أشوف بيت جولييت بفيرونا، كنت كتبت عن البيت ده في رواية من رواياتي، شفته وقريت عنه من خلال كتاب بس دي اول مرة اشوفه علي الطبيعة.

_ايه بيت جولييت ده؟ لأ متقولش ان رواية شكسبير روميو وجوليت كانت حقيقية وان ده كان بيتها بجد؟

ضحك طاهر قائلاً:
_مش بالظبط.. ده بيت عيلة كابوليت تقريبا اللي استمد منهم شكسبير الاحداث، لما البلدية في عام ١٩٠٥ شافت ان اسم العيلة هو نفس اسم عيلة جولييت وكمان نفس المدينة اشترته من العيلة وخلته مزار سياحي.. وعلى الرغم من انها شخصية خيالية بس البيت اتحول وبقي قبلة للمحبين وحاوطته أساطير كتيرة زي مثلاً اللي يعلن حبه ويلزق ورقة تشيل اسمه واسم حبيبته في ساحة البيت ميفترقش عنها أبداً.

_وانت جاي تعمل كدة عشان حبيبتك متفترقش عنك مش كدة؟

اكتفي بابتسامة وهو يخرج من جيبه ورقة رفعها أمامها فأشاحت بوجهها تخفي الماً ظهر على ملامحها فوقعت عيناها على اثنين من المحبين يتبادلان القبل في ساحة المنزل وجدت نفسها تلتفت وتخبئ وجهها في صدره وقد كان قريباً منها، كاد ان يرفع يديه ويحيطها بهما يضمها إليه أكثر ويحمي عيناها العذراوتين من هذا المشهد الملتهب ولكنه لم يستطع حتى لا تظنه ينتهز الفرصة ويجعلها تنفر منه، ثوان وابتعدت عنه بخجل كما توقع تقول مطرقة الرأس:
_انا آسفة بس... يعني.. هستناك برة لحد ماتخلص.

ذات الكتاب الأحمرWhere stories live. Discover now