الفصل الثاني والثلاثون والاخير

Start from the beginning
                                    

وتحركت إلى أسفل وبعد أن اطمئن حمزة لنزولها دلف إلى شقته مرة آخرى بانتظار انتهاء ندى من تلك المهمة السريعة كما أخبرته والتي يبدو أنها ليست بسريعة ابدااا ....

بعد أكثر من نصف ساعة آخرى انتهت ندى من جلب كل ما تحتاجه ووضعته بحقيبتها التي صارت ثقيلة .. ثقيلة للغاية فقالت في سرها كان الله في عون حمزة
اتصلت به لتخبره أنها انتهت لكن هاتفه كان خارج نطاق التغطية انتظرت عدة دقائق ثم عاودت الاتصال وكانت نفس النتيجة الهاتف ربما يكون مغلقا أو خارج نطاق التغطية فقررت أن تصعد هي إليه لعل هاتفه قد فرغ شحنه وما إن فتحت باب شقتها لتخرج منها وبينما تهم بغلقه حتى سمعت صوتا يصيح بها من خلفها :
- أنتي مييين ؟؟
فزعت ندى بشدة قبل أن تلتفت لمصدر الصوت والتي لم تكن سوى السيدة حنان لكن ندى لم تراها من قبل وأيضا حنان لم تتعرف عليها الخضة ألجمت لسان ندى فلم تستطع الرد فسألتها الجارة مرة آخرى قائلا
- أنتي مين ؟؟ هما أصحاب الشقة باعوها ؟؟
- ندى بعدما تمالكت أعصابها أجابتها قائلة : لأ .. حضرتك أنا صاحبة الشقة أصلا
- حنان : لأ أزاااي أصحاب الشقة الاستاذ محمود ومراته منى
- ابتسمت ندى بحزن قائلة : الله يرحمهم ..أنا بنتهم ندى
- حنان بجزع : ماتوااا !! أمتاااا ؟؟
- ندى : ماما ماتت من وأنا صغيرة تقريبا مش فاكراها وبابا توفى من 3 سنين
- حنان بتأثر: لا حول ولا قوة إلا بالله الله يرحمهم يا بنتي ويصبر قلبك وكأنها انتبهت فجأة فتحولت ملامحها من الحزن والعبوس إلى الفرح والابتسام قائلة بسعادة : أنتي ندى؟؟ ليلوووو معقووول يااااه كبرتي أوي يا ليلووو أنتي عارفة أنا مشوفتكيش من أمتا من وأنتي عندك سنة تقريبااا ياااه على الايام حاولنا نوصلكم كتيير يا بنتي بس معرفناش عنكم أي حاجة من وقت ما سافرتوا واتقطعت كل أخباركم
- ندى بابتسامة ودودة لتلك المرأة الطيبة : احنا فعلا قعدنا كتيير بره وبعدين رجعنا على اسكندرية ومجتش هنا إلا من بعد وفاة بابا مكنتش أعرف أصلا مكان الشقة هنا بابا مكنش قايلي عليها ثم قالت بدهشة : بس حضرتك قولتيلي ليه يا ليلو أنا محدش قالي قبل كده الاسم ده وملهووش علاقة باسم ندى خاالص
- حنان بمكر : لأ موضوع الاسم ده مش هتعرفيه مني أنا
- ندى وقد رفعت حاجبيها بتساؤل : أمال هعرفه من مين ؟؟
- حنان : حد بيحبك أوي أوووي والحد ده هو اللي هيقولك كل حاجة بنفسه المهم هاتي رقمك ؟؟
- ندى باستغراب : طب معلش حد مين ؟؟ وحضرتك تقصدي بحد راااجل يعني ؟؟
- حنان : هههه لأ مش راجل متخافيش اكتبيلي بس رقمك وحطي بين قوسين أسم ليلو عشان مش معايا النضارة بتاعتي
أماءت ندى برأسها بالايجاب ثم اخذت الهاتف منها وسجلت رقمها فسألتها جارتها بود :
- وأنتي بقا قاعدة هنا علطول ؟؟
- ندى : لأ أنا متجوزة وقاعدة مع جوزي في بيت مامته أنا كنت جاية بس عشان أجيب حاجات من الشقة هنا ثم مدت يدها لها بالهاتف قائلة اتفضلي حضرتك
- حنان : تسلمي يا قلبي على العموم ده من نصيبي الحلو عشان اشوفك وسبحان الله خالد ابني كان عايزني آجي الأسبوع الجاي أنا اصريت مكنتش أعرف أن ربنا شايلي هدية حلوة كده
- ندى بامتنان : مش عارفة أقول لحضرتك ايه بعد الكلام الحلو ده
- حنان : ده أنتي بنت الغالية الله يرحمها كانت طيبة أوي والكل بيحبها وزعلت جدا لما سافرت وأنتي فيكي شبه كبييير منها
- ندى : ربنا يباركلك يا طنط تسلمي الله يرحمها
- حنان: طيب هسيبك بقا تشوفي اللي وراكي واستني مكالمة هتفرحك قريب أوي بإذن الله
- ندى : بإذن الله
جذبت حنان ندى إليها تضمها إلى صدرها بود وحب حقيقي مما جعل الأخيرة ودت لو تبكي الآن من شدة دفيء أحضان هذه السيدة
ابتعدت حنان عن ندى ثم لوحت لها مودعة وقد أخبرتها أنها ستتصل بها دوما لتتطمئن عليها وستتصل بها كلما أتت إلى هنا لكي تراها ثم تحركت معتلية الدرج حيث شقتها
بينما ندى ظلت واقفة للحظات شاردة ثم وجدت نفسها تعود أدراجها إلى شقتها ونست أمر حمزة بعد عدة دقائق أفاقت من شرودها على صوت رنين هاتفها الذي مازال في يدها فأجفلها وجدت المتصل هو حمزة وتذكرت أنها كانت صاعدة إليه لكن جارتها تلك أثارت فضولها وظلت تفكر عمن تتحدث تلك المرأة وماهي تلك المفاجأة ؟؟
فتحت الخط وقبل أن تتحدث وجدت صوت حمزة يحدثها بسخرية قائلا :
- ندى هااانم يا ترى هنقعد هنا سنتين تلاتة ولا في أمل نروح قبل كده ؟؟
- ندى بغيظ : على فكرة يا حمزة باشا أنا خلصت من ربع ساعة وكلمت جنابك لقيت موبايلك مقفول و..
- قاطعها حمزة موضحا : أكيد مقفلتش الموبايل يا ذكية بس كانت معايا مكالمة على الخط التاني المهم يعني أنزلك ؟؟
- ندى : أه يلا مستنياك
- حمزة : ثواني وهكون عندك سلاام
لحظات وكان أمام باب شقتها وقد كانت تقف خارجها وبجوارها أرضا حقيبة سفر تشبه التي حملها سابقا ف نظر للحقيبة بتوجس ثم توجه ببصره تجاه تلك الواقفة أمامه تكتم ضحكتها بيدها ف رفع حاجبا مستنكرا ثم قال :
- طالما بتضحكي تبقا زي أختها صح ؟؟ قولي قولي متتكسفيش
- حاولت ندى المرواغة قائلة : هي أيه ديه يا حمزة اللي زي أختها مش فاهمة تقصد أيه ؟؟
- حمزة وقد ضيق عينيه غير مصدقا: لأ والله مش فاهمة أقصد أيه أمال بتضحكي ليه يا أختي على فكرة قولتلك قبل كده كدابة فاشلة أوي يا نودي
اقترب من الحقيبة ومد يده ليحملها وهو يقول لله الأمر من قبل ومن بعد وما إن حملها حتى نظر ل ندى باستياء قائلا : منه له ؟؟جاااي رااايح منه له
- ندى وهي تلصق شفتيها ببعضها حتى تكتم ضحكتها بالكاد ثم قالت أخيرا : أحممم في حاجة يا حمزة حساك متضايق شوية خير
- حمزة بغيظ : شوووية !! لأ كتير كتيييير يا أختي أنا بس عايز أعرف حقيقي أنتي بتحطي في الشنط أييه ؟؟ أكييدأكيييد طوب تصدقي فعلا أنتي أكيد كل ما بتيجي هنا بتخافي توحشك الشقة ف بتكسري حيطة وتحطي الطوب بتاعها جوه الشنطه عشان لما تحسي بالوحدة تضمي الطوب ف حضنك وتنامي للدرجادي عندك جفاف عاطفي لأ لأ يا ندى لا يمكن أسيبك كده أبدا من بكره هخليكي تنامي في حضني وأمري لله بقا ال.....
- ندى بحزم : حمززززة
- حمزة بتراجع : أنا بس كان غرضي مصلحتك على العموم أنتي الخسراانه يلا يا أختي يلاااا اتفضلي قدااامي

أهداني حيااااه ❤❤Where stories live. Discover now