الفصل الخامس

3K 69 0
                                    



الفصل الخامس

(في وكر شيطان)

مر أسبوعان على استلام لندا لوظيفتها الجديدة .. وخمسة أيام على انتقالها فجأة للعمل بشكل مؤقت في مكتب أحد الموظفين الكبار في الشركة .. وقوع الاختيار عليها لهذا العمل دونا عن غيرها من الموظفات الأكثر قدما منها وترها .. خاصة مع نظرات الاستنكار من زميلاتها الحاقدات .. والهمسات اللئيمة حول سبب اصطفائها الحقيقي ..
بعد مرور أيام .. نسيت لندا مخاوفها وهي تنسجم مع مديرها الجديد .. كان كبيرا في ا لسن .. شديد المرح والطيبة .. استقبلها ببرود في البداية .. ثم قال بتعالي :- فلتعلمي بأن المواصفات المطلوبة لدى أي موظف تحت إمرتي يجب أن تتضمن الكفاءة أولا .. والحسن ثانيا .. وجودة صنع القهوة وهو الأهم ..

ارتبكت غير عارفة إن كان يمزح أم لا .. إلا أنه سرعان ما ضحك عاليا وهو يقول :- أوقعتك في الفخ .. صحيح ؟ .. ستعملين لدي لعدة أسابيع حتى تشفى سكرتيرة ( المعلم ) ويعيد لي سكرتيرتي المخلصة أخيرا .. إن كنت نشيطة ومطيعة .. جيدة في صنع القهوة والشاي .. قد أبقيك معي دائما .. فلا أحب علي من تغيير الوجوه القديمة بأخرى مليحة ..
ابتسمت بارتباك .. غير قادرة على الثقة في مزاج الرجل . وفقا لخبرتها السيئة مع المدراء سيئي الخلق .. إلا أنها بعد ذلك أدركت بأن حافظ سعيد كان إنسانا مرحا بطبعه .. كما كان جديا للغاية وقت الحاجة .. فإنه كان طيبا .. وأبويا جدا في معاملته لها .. بحيث ذكرها عدة مرات بوالدها عندما كان يطلب منها برفق الذهاب لتناول شيء في فترة الغداء .. كانت تنزل إلى كافتيريا الشركة .. تنزوي في طاولة بعيدة .. تتناول شطيرة صغيرة وهي تفكر محاولة حل اللغز
سكرتيرة السيد صلاح .. السمراء الجميلة التي رأتها ذلك النهار الذي اقتحمت فيه مكتبه .. مريضة ..
وسكرتيرة السيد حافظ سعيد .. حلت مكانها بسبب كفاءتها المشهودة لها .. وقدمها في الشركة .. فتم اختيارها هي للعمل مكانها
لماذا ؟؟ .. وما علاقة هذه الظروف المتشابكة بنظرة صلاح النجار الماكرة والمخيفة عندما قبل فجأة بتوظيفها لديه ؟ .. هل جعلتها تجاربها السيئة شكاكة ومرتابة في الآخرين وغير قادرة على تقبل العطايا دون إساءة للنوايا ؟
ذلك النهار .. وبعد ان أنهت عملها .. وحملت حقيبتها مغادرة المكتب .. عرفت بأنها كانت محقة في شكوكها .. وتعهدت بعدها بألا تتجاهل غريزتها ثانية أبدا
تجاوزت مدخل المبنى الضخم .. وسارت في طريقها المعتاد نحن موقف الباص .. لتبطيء خطواتها فجأة وتتوقف تماما وهي ترى رجلا تعرفه جيدا .. يقف في انتظارها إلى جانب الطريق إلى جوار سيارة حديثة الطراز .. كان الرجل الضخم الوسيم الذي اتصل بها قبل عام تقريبا لتجنيدها كجاسوسة على رب عملها آن ذاك .. خفق قلبها توجسا عندما نزع نظارته السوداء .. ونظر إليها بعينيه الداكنتين الهادئتين قائلا :- آنسة لندا .. تبدين بخير تماما كما في آخر مرة تقابلنا فيها

مرت من هنا الجزء الثانى من سلسلة للعشق فصول لكاتبة بلومىWhere stories live. Discover now