الفصل السادس والعشرون

Start from the beginning
                                    

أجفل عمر عند ذكر اسم ندى وتوترت ملامحه وازداد وجيب قلبه لكنه حاول أخفاء ذلك قائلا :
- بقولك ايه نسمة ديه أصلا ضااايعة بذمتك أنتا مقتنع انها دكتورة أصلااا
- ضحك حمزة على كلمات صديقه وأماء رأسه بالنفي قائلا : بصراااحة لأ هههههه بقولك أيه يلا عشان متتأخرش على أمك وتدعي عليا بدل ما تدعيلي بص خد عربيتي وروح بيها وأنا هبقا اتصرف الصبح
- عمر : ههههه صبح ؟؟ طب بص حواليك كده احنا بقينا الصبح يا باشااا عل العموم أنا هاخد أي تاكسي أروح اجيب عربيتي من عندكم واروح بس وعد هقعد أنا أدعي عليك طول الطريق
- حمزة بمرح : متنسيش تكشفي راسك ياحلوووة عشان الدعاء يستجااب
- عمر : حلوووة ! مااااشي لينا كلام بكرة يا موزززي
- حمزة بقرف: موووزي يععععع شبه جوزي أووي أنا قربت أظن فيك ظن وحش يا عمووور روح يا ابني أحسن
- عمر : هنشوف موضوع الظن ده بكره في الجيم يا باشاااهستنااك متتأخرش سلااام
- حمزة بتذكر: لأ بكره مش هينفع ورايااا مشوار مهم كنت ناسيه لو خلصت بدري هبقا أكلمك
- عمر بتساؤل: مشوااار أيه ده اللي أهم من لياقة الباشا؟؟
- حمزة: رايح بكره مع ندى عند دكتور زياد اللي كنت حكتلك عنه يعني هي محتاجة جلسات تأهيل نفسي وعشان لو افتكرت الموقف اللي نسياه تكون مستعدة ل ده وكمان عشان تقدر تتجاوز صدمة موت يوسف الله يرحمه
- عمر بغيرة حاول أخفائها : بس حاول متروحش لوحدك قصدي يعني خلي حلا أو الدكتورة تروح معاها يبقا أفضل لو كانت ست موجودةوقريبة منها مش هتتكسف منها
- حمزة متظاهرا أنه لم يلحظ الغيرة الخفية في حديث صديقه : ما هو ده اللي كنت ناوي عليه بإذن الله هاخد نسمة معاناا
- عمر :  خد بالك منها أحمم قصدي منهم يعني

حيئذ رأي سيارة أجرة بالقرب منه فأشار إليها ملوحا بكفه لصديقه قائلا
- سلااام أنا بقا هلحق أروح
- حمزة : سلاام يا أبو الكباااتن

تحركت السيارة التي ركبها عمر للتو وما أن ابتعد عن صديقه حتى أرجع رأسه للخلف وتنهد تنهيدة طويلة أودع بها كل ما يؤلمه وتذكر لحظات خلوته بربه ودعاؤه له بأن يكتب له الخير حيث كان وإن كانت ندى من نصيبه فليمنحه اياها عاجلا وليس آجلا 

أما حمزة فما إن صعد لشقته حتى توجه مباشرا لفراشه كي يأخذ قسطا من الراحة قبل أن يستيقظ لعمله بعد بضع ساعات قليلة
وبعد عدة ساعات استيقظ وأخذ حمامه ثم ارتدى ملابسه وتأنق وانطلق متجها لعمله وهناك بعد عدة ساعات آخرى بينما كان يجلس على كرسيه أمام مكتبه أمسك بهاتفه واتصل بندى لحظات وأتاه صوتها الهاديء وهي تلقي عليه السلام قائلة :
- سلام عليكم خير يا حمزة في حاجة ؟؟
- حمزة بمرح: وعليكم السلام يا أستاذة هو لازم يكون في حاجة عشان أتصل اتطمن على مراااتي حبيبتي "قال الكلمتين الاخرتين وهو يضغط حروفهما بينما يمنع ضحكته بأعجوبة " صمت بانتظار الرد الذي يعلمه جيدا ثوااان مرت حتى نطقت بما توقع تماما
- جاءه صوتها الصارم وهي تهتف باسمه بوعييد : حمززززة
- هنا انفجر حمزة ضاحكا : ههههههه تصدقي يومي مبقاش بيكمل غير ب حمزززه بتاعتك ديه عارفة حتى وأنا مش شايفك قدامي بتبقا صورتك وأنتي بتنطقيها حاضرة بتخليني أضحك والله بقيت بحب استفزك عشان اسمعها منك
- ندى بغيظ : ليه إن شاء الله أراجوز أنااا ماااشي ماااشي أما اشوفك
- حمزة : خلاص خلاااص ههههههه نتكلم جد بقا
- قاطعته ندى بضحكة ساخرة ثم قااالت بعدم تصديق : تتكلم جد ها هاها متهيألي أنك مبتعرفش تتكلم جد أبدااا يا حمزة
- حمزة : لأ أزاااي عيييب عليكي ده أنا في الجد جد أوووي وف الشدة الشديييد والعزم حديييد
- ندى وهي تضرب كفا بكف ثم قالت بيأس منه : ههههه مش قولتلك مفيش فايدة
- حمزة : أحممم خلاااص حبة جد بقا أنا هعدي عليكي أروحك معايا البيت نتغدا مع الكل ونستعد عشان نروح سوا لدكتور زياد
- ندى : طب وليه تتعب نفسك مش العربية اللي بتخليها توديني وتجيبني موجودة
- حمزة : أه موجودة بس أنا حابب أن الزفت ده لو بيراقبك يشوفني وأنا معاكي وأنك مش لوحدك فاهماني
- ندى : أمممم فهمت على العموم أنا مش عندى الحصة الأخيرة ممكن استأذن ونروح سوا
- حمزة : تمام ولو عندك حاجة معنديش مشكلة هستناكي
- ندى : لأ مفيش حاجة مهمة
- حمزة : طب أنا كنت عايزك تكلمي نسمة وتعرفيها إني جاي معاكي بس متجبيهاش بطريقة مباشرة ومتتكلميش خااالص ف موضوع انها تلبس الحجاب قدامي ولا تعلقي على أي حاجة بخصوص الموضوع ده أنا عايز أشوف هي هتتصرف أزاي لوحدها بعد كلامي معاهاويمكن لو كلمتيها تعاند
- ندى بعصبية : تعاااند ! والله الواحد يكسر دماغها ويخليها تسمع الكلام بالعافية
- حمزة بجدية : لو سمحتي يا ندى أنا قلتلك ملكيش دعوة بالموضوع ده وبعدين تكسري دمااغ مين أنتي ليه محسساني أنك بتتكلمي عن بنتك مش أختك اللي اصغر منك بكام سنة
- ندى بدفااع : عشان نسمة بالنسبالي كده فعلا يا حمزة أنا بحسها بنتي اللي بخاف عليها من الهوا بخاف عليها أكتر ما بخاف على نفسي وبتمنالها السعادة أكتر ما بتمناها لنفسي يمكن لأن من وقت وفاة بابا وأنا حاسة انها الحد الوحيد اللي فاضلي في الدنيا وانها كل أهلي صحيح لينا عم وخاال لكن وجودهم ف حياتي مش بالقوة اللي تخليني أديهم مساحة كبيرة ف قلبي أهوه مكالمات وزيارات على قد صلة الرحم لكن نسمة نسمة بالنسبالي هي الأخت والابنة والصاحبة هي كل دول أنا ممكن أعمل عشانها أي حاجة حتى لو هضحي بحياتي نفسها هعمل كده بكل رضااا
- حمزة : بس يا ندى طريقتك في التعامل غلط حبك ليها بيخليكي تخنقيها بمبالغة منك هي انسانة ناضجة وواعية ومسئولة عن تصرفاتها مش محتاجة حد كل شوية يوبخها حتى وإن قبلت ده بدافع الحب لكن مش هتقدر تستجيب لكلامك اللي بالرغم من صحته إلا أن أسلوبك المستفز بيخليها تتمرد عليه وترفضه بصي ايه رأيك تقوليلها أنك رايحه للدكتور وأنها تستعد عشان هتيجي معايا أنا وأنتي وتوصليلها بصنعة لطافة إني هعدي عليكي في الشغل عشان اروحك ونتغدا سوا مع الكل وبالتالي هتفهم إني جاي معاكي من غير ما تفهم انك بتقولي كده عشان تغير لبسها أو تلبس الحجاب وتحس انك بتوجهيها للتصرف ده ف تعند معاكي
- ندى باستسلام : حاااضر يا حمزة بس هي هتيجي معانا ليه
- حمزة : متهيألي وجودها معاكي أفضل وهتبقي على راحتك اكتر وأنا هستناكوا تحت في العربية أو في أي كافيه جنب المستشفى
- ندى : شكرااا يا حمزة وآسفة على تعبك معاياااا
- حمزة بغيظ : شكرااا وآسفة ف جملة واحدة سلااام يا ندى روحي شوفي شغلك
- ندى بابتسامة: ماااشي سلاام

أهداني حيااااه ❤❤Where stories live. Discover now