الجزء 13

2.8K 29 2
                                    

- 13 -

هكذا استطاع خالد أن يحرّك عقول عمال زيكولا، وأن يقنعهم بألا يدفعوا تلك الوحدات مقابل حمايتهم مجددا.. حتى صاحوا فرحين بأنهم لن يدفعوا، وتراقصوا فرحًا بذلك، وزادت سعادة أسيل ويامن بما فعله .
***

في اليوم التالي اتجه خالد مبكرا إلى عمله فوجد عشرة ممن يأخذون وحدات الحماية يقفون بطريقه كعادتهم، واقتربوا منه كي يأخذوا ما يريدون فابتسم وواصل سيره حتى أوقفه أحدهم بعنف، وصاح به:
- هيا.. ادفع وحدتيك ..
فابتسم مجددا، وواصل سيره فأوقفه الرجل مرة أخرى ، وطالبه بالوحدتين من جديد.. فرد في برود:
- أنا لن أدفع..
فظهر الغضب على وجوههم وضحك أحدهم ساخرا :
- لن تدفع؟!!
فأجابه: نعم..
فقال الرجل غاضبا
153

- أتعلم ماذا سيحدث لك؟
فرد خالد مبتسما:
- لا ..
فزاد الغضب على وجوههم جميعا.. وهمّوا أن يضربوه حتى فوجئوا به يشير تجاه غبار كثيف بالجو.. وضحك:
- انظروا..
فنظروا إلى ذلك الغبار بالأعلى ثم نظروا إلى أسفله فوجدوا المئات من العمال، وبأيديهم فؤوسهم وآلاتهم اليدوية.. يقودهم يامن، ويقتربون عدوا تجاههم.. حتى قال خالد:
- عليكم أن تهربوا وإلا ستدفعون الكثير اليوم..
فصرخ زعيمهم إلى أحدهم:
- اذهب لتجلب الآخرين..
و لم يكمل حديثه حتى اقترب العمال، وألقى أحدهم بفأسه إلى خالد فابتسم ولوّح بها، ثم تحدث بصوت عالٍ إلى العمال:
- إنهم لا يصدقون أننا لن ندفع لهم من اليوم..
ثم أكمل بعدما لمعت فأسه :
- علينا أن نثبت لهم ذلك ..
ثم ضرب بفأسه أحدهم، وما إن فعل ذلك حتى صاح العمال ثم انهالوا على بقيتهم بالضرب، وكأنهم كانوا ينتظرون ذلك اليوم.. حتى من ذهب ليجلب بقيتهم توارى بعيدا وهرب مع الآخرين حين وجدوا زملاءهم يُضربون كمن وقع عليهم جبلا من الفؤوس والعصي.. حتى هدأ العمال مرة أخرى ، وسالت الدماء على وجوه آخذي الوحدات.. فسألهم خالد:
154

- أمازلتم تريدون الوحدات؟ فلم ينطقوا..
فنظر إلى بعض العمال:
- إنهم مازالوا يريدون ..
فواصلوا ضربهم مجددا.. حتى صرخوا:
- إننا لا نريد شيئا.. إننا لا نريد..
فصاح يامن غاضبا:
- حسنا.. عليكم أن تتركوا تلك المنطقة إن لم تعملوا.. إن رأيناكم هنا مجددا فلن نكتفي بما حدث اليوم..
فصرخ أحدهم:
- حسنا.. حسنا..
ثم نهضوا مسرعين يهربون بعيدا، فصاح العمال فرحين، وبدأوا يتراقصون ، ويغنون :
- سنأكل الدجاج.. سنأكل الدجاج.. نحن أقوياء..
ثم احتضن يامن خالدا، وهمس إليه:
- ربما يأتون ببقيتهم غدا..
فضحك خالد :
- معتقدش.. هما خلاص عرفوا إن انتوا اتحدتوا.. والمرة الجاية ممكن تقتلوهم.. شفت اليوم الوحيد اللي استخدمتوا فيه الذكاء.. وحمل فأسه، وجذبه من يده:
- هيا يا صديقي، لدينا الكثير من العمل..
فضحك يامن:
- أصبحت تتحدث مثلنا..
155

فضحك خالد، واستعاد لهجته مرة أخرى :
- خلاص أنا بقيت من أبناء زيكولا..
ثم عاد إلى لهجة زيكولا:
- هيا، سأنافسك اليوم في العمل.. وسأعمل ضعف ما تعمل.
فضحك يامن:
- أرى أنك تحلم..
فرد خالد ضاحكا:
- أحلم ؟!! سترى .. ثم أسرع إلى مكان العمل جريا، فتبعه يامن مسرعا: انتظر..
***

ارض زيكولاWhere stories live. Discover now