الجزء 12

3K 24 1
                                    

- 12 -

فتوقفت قدما خالد عن الحركة، واتسعت حدقتا عينيه، وزادت ضربات قلبه حين سمع كلماتها.. وعاد إليها مسرعا.. وسألها في لهفة:
- انتي قلتي إيه؟ !
فوجدها قد وضعت رأسها على الطاولة.. وغابت عن الوعي.. فسألها مجددا وصاح بها لكنها لم تجبه، فحاول أن يجعلها تفتح عينيها وأن تكرر ما قالته مرة أخرى ، وضرب بيده على الطاولة حتى تفيق، ولكن دون جدوى، حتى أمسك برأسها وأعادها إلى الخلف ثم جلس أمامها ففتحت عينيها ببطء.. ونظرت إليه في ذهول ، فسألها:
- انتي قلتي إيه في آخر كلامك؟
فابتسمت ونظرت إليه ثم سألته:
- من أنت؟!
فنهض وسأل نادلا أين يجد غرفة خالية، فأشار النادل إلى باب إحدى الغرف فأسرع وحمل الفتاة على كتفه والتي ضحكت برعونة حين قام بحملها.. وسار بها تجاه تلك الغرفة وسط نظرات الفتيات الأخرى اللاتي تهامسن حين وجدنه يحملها وكأن الغيرة أصابتهن.. حتى وصل إلى باب الغرفة فدفعه بقدمه ودلف بها إلى الداخل - وما زالت تضحك - ثم طرحها على أرضية الغرفة.. وأكمل سيره للداخل
136

ووجد إناءً كبيرا به ماء فحمله، وعاد به إليها وسكبه بالكامل فوق رأسها فصرخت من برودة الماء فسألها:
- افتكرتي أنا مين؟
فنظرت إليه دون أن تجيب، فأسرع وحمل إناءً آخر وسكبه فوق رأسها، فصرخت:
- تذكرتك.. أرجوك.. لا حاجة لمزيد من الماء.
فسألها على الفور :
- مين اللي قتل أبوه عشان يرثه.. وفي الآخر ورث كتاب؟
صمتت الفتاة، وكأنها تتذكر ثم سألته:
- هل حدثتك عن ذلك؟
رد خالد متلهفا: أيوة ..
فنظرت إليه الفتاة:
- حسنا.. ماذا تريد منه؟
فأجابها: أنا عاوز أوصل له بأي طريقة.. لازم أوصل له.. لازم ألاقي الكتاب وصاحبه.. انتي تعرفيه؟
فنهضت وتحركت خطوات بملابسها المبللة وشعرها المبلل وجلست على أحد الكراسي، ونظرت إليه:
- نعم أعرفه.. وقد أدلك عليه الآن إن أعطيتني عشرين وحدة من ذكائك..
فأسرع تجاهها وقال :
- وأنا موافق..
فضحكت الفتاة:
- حسنا.. سأصطحبك إلى هناك.. ولكن انتظر حتى أبدل ملابسي..
***

137

اتجه خالد مع الفتاة، والتي بدلت ملابسها إلى أحد الشوارع البعيدة.. وأخبرته بأن بيت صاحب الكتاب في نهاية ذلك الشارع.. وخالد يسير وعقله لا يتوقف عن التفكير، ويفكر بما قالته الفتاة بأن هذا الشاب قتل أباه كي يرثه.. ويخشى أن يكون ما يفكر به حقيقة تصدمه بعد لحظات.. حتى وصلا إلى أمام بيت متواضع،
فسألها خالد:
- هو جوّة؟!
فردت الفتاة: نعم..
فاندهش وسألها:
- وليه هو مش بالخارج زي باقي أهل المنطقة الشمالية؟!
فأجابته:
- إنه هكذا.. بعد أن قتل أباه وفوجئ بعدم امتلاكه لشيء.. أصابه اليأس، فهو يجلس ببيته كثيرا.. وتزداد حالته سوءًا، وكأنه ينتظر أن يُذبح يوم زيكولا.
ثم طرقت الباب، وبعد لحظات قام شاب في العشرين من عمره بفتحه.. فأشارت إليه الفتاة:
- ها هو صاحب الكتاب.. أما أنا فعلي أن أعود إلى عملي.. وغمزت إلى خالد بطرف عينها، وأكملت:
- هناك من ينتظرونني..
فنظر إليها خالد وقال: شكرا على كل حال..
***

ارض زيكولاWhere stories live. Discover now