البارت ٤٥ سامحني ،،،

95 10 12
                                    

صوت مطرقة القاضي يرن بقوة في قاعة المحكمة اطلق الحكم ... حكم على المتهم ..احمد احمد الشافعي بالاعدام شنقا حتى الموت ...بتهمة قتل حازم صادق العمري و نيرمين صبري الشناوي مع سبق الاصرار و الترصد .. رفعت الجلسة
ترددت اصوات الجمهور اعدموه ... اشنقوه ... لا احرقوه كما احرقهم ... اقتلوه ... قاتل .. لعين ... اعدموه... تحول المشهد الى حبل المشنقة جاء جلاده .. لف الحبل حول رقبته تمتد حبال اخرى لتمسك جميع انحاء جسده لمتنعه من الحركة يصرخ و ينادي و لكن لا جودى .. تشتعل النيران حوله لتحرقه يصرخ لطلب العون .. المغفرة .. لتظهر امامه جثتاهما و هما محترقان .. لينادياه ذق .. ما اذقتنياه ... يصرخ .. و ينادي الغوث الغوث .... ليأتي اليه صوت مألوف .. رقيق و دافئ ...
احمد .. احمد اصحى احمد
احمد : اااا... انا فين ..مين انت
حازم : نعم ؟؟؟ مين انا؟؟ .. .. دلوقتي مش عارفني كنت تحلم بايه؟
احمد : حازم ؟؟ ده انت بجد
كان يتعرق بغزارة و يلهث بشدة حرارته مرتفعة بسبب كابوسه يده كانت ترتجف
حازم : هههه ايوا الحمدلله لسا عارفني
احمد : حازم ...انا ....
لم يستطع النطق .. لسانه عقد هل هو فعلا قتله .. ربما فعل ذلك و هو الان يحلم بوجد حازم في حياته ... لا ربما لم يقتله و هو يشعر بتأنيب الضمير لانه يمتلك مشاعر لزوجة رفيقه ...او ربما كان ما في حلمه صحيحا و هو الان في حياة اكتسب حياة جديدة ... لا لاا هذا مستحيل شيء كهذا فقط يحدث في قصص الخيال ... قطع شروده صوت حازم
حازم : احمد ... احمد .. ما تصحى يا ابني مالك.. و بتترعش كدة ليه .. شفت كابوس .. اهدى
امسك حازم يد احمد التي ترتجف ليهدئه .. ملمس يده الدافئ جعل احمد يتأكد من ان الذي امامه هو حقيقة و ليس شبحا او حلما ... لم يستطع حبس دموعه تفاجئ حازم من احمد هو يبكي مجدا لماذا .. افلت يده و وقف امامه باستقامة كان يحاول فهم الوضع ربما هو هكذا بسبب الثمالة
حازم : اهدى شوي الظاهر من كتر ما شربت الزفت ده قمت تهلوس .. قوم عشان تغسل وشك يمكن تصحى شوي
حاول مساعدته على النهوض ... ولكنه عانقه فجاءة مرة اخرى و انفجر بالبكاء ...
حازم : احمد اهدى مالك ما يصحش تعيط كدة
كان يحاول ابعاده عنه لكنه استسلم في النهاية و تركه ليهدئ
ربت على ظهره قليلا ليساعده على الهدوء ... كان يبكي كالمجانين و يستمر بالاعتذار له ... لم يفهم حازم السبب
اخيرا هدئ و توقف عن البكاء عاد لرشده اخيرا .. ادرك ما يفعله للحظة تمنى ان تنشق الارض و تبتلعه .. مالذي فعله للتو كان يعانقه و يبكي و يعتذر مالذي يسعتقده عنه حازم بالتأكيد سيظنه مجنونا ... افلت حازم اخيرا ادار وجهه بسرعة الى الناحية الاخرى لم يستطع النظر في عيني حازم هو محرج جدا بسبب تصرفه الطفولي كان حازم ينظر له و يبتسم يضع يده على فمه ليمنع نفسه من الضحك على تصرفات صديقه الغريبة
حازم : احمد ... احمد .. رد عليا
احمد : خلاص يا حازم سبني
كان يغطي وجهه بكلتا يديه من الاحراج
حازم :هههههه..... احمد ما تخفش مش هقول لحد ههههه
احمد : كفاية يا حازم ... خلاص بقى يا اخي
حازم : مش خلاص .. هو في ايه انت مالك بالضبط
احمد : ده شيء ما يخصك
حازم : ازاي ما يخصني ... طول ما انت نايم تنده باسمي و دلوقتي لما صحيت و لا بلاش مش هتكلم....
نهض حازم من مقعده و توجه نحو النافذة و فتح الستائر و سمح لاشعة الشمس بالدخول ... تابع احمد خطواته .. كان صديقه كما اعتاد ان يكون دوما ذلك الشخص الطويل القامة المهيب الذي تمنى دوما ان يكون مثله .. اشعة الشمس تتخلل شعره البني المائل للاشقر ... كان لا يزال حيا و يقف امامه .. ابتسم و اخرج زفيرا مرتاحا
كان حازم مشوشا بس تصرفاته صديقه الغريبة ... نظرة شك تعتلي وجهه .. و القلق يعتريه على حالة صديقه ربما جن بسبب والده .. اعتقد هذا ... و لكنه الان غاضب ايضا بدل ان يقضي الليلة الماضية في سريره مع عروسه هو قضى الليل كله يطارد صديقه الاحمق الذي ثمل بجنون و اخذ يهلوس كالحمقى ...
احمد : لحظة هو احنة فين
حازم : ههههه... دلوقتي بتسأل كويس افتكرت ... احنا ببيت الداد بتاعتك
احمد : نعم ؟؟؟ ازاي ده ..
حازم : هي اتصلت فيا البارح و قالتي انك خرجت من البيت و انت سكران طينة و شكلك مبهدل
احمد : ازاي عرفت هي مش سابت البيت من سبع سنين
حازم : في وحدة من الخدم الشغالة عندكم في البيت شافتك و اتصلت فيها .. قامت اتصلت فيني ... يا ندل يا واطي مش كفاية محضرتش فرحي كمان تجرجرني وراك بالكبريهات مراتي هتقول ايه دلوقتي
اطرق راسه للاسفل في حزن امتزج بالخجل
احمد : اسف .. بجد اسف تعبتك معايا اوي
حازم : كفاية يا اخي قتلتني باعتذاراتك
قتلتني ... قتلتني .. كانت الكلمة تتردد في مسامع احمد تدق في رأسه ... اخذ يرتجف مجددا بعد ان هدئ.. ...
حازم : احمد ؟؟.. انت كويس ... احمد ما تقولي بس ايه الي يجرى معك
احمد : الدادا عطيات .. فينها
حازم : طلعت تشتري حاحات عشان تعملك الفطار ... اهدى تلاقيها جاية مش ضروري تشوفك كدة
كان حازم يتكئ على الحائط بالقرب من النافذة ... .. سمع صوت فتح الباب و اغلاقه علم انها تلك العجوز قد عادت
دخلت و وضعت الاغراض في المطبخ ثم توجهت الى الصالون حيث كان ينام احمد على الاريكة ليلة امس ... لازالت تتذكر كيف احضره حازم و هو يتكئ عليه .. كان ثملا و يهذي كالمجانين .. يبكي تارة و يتحدث مع نفسه اخرى و يطلب السماح مرار و تكرارا .. و حازم ... نعم كان دائما ينادي بأسمه .. لما .. مالذي فعله لحازم ليجعله يحلم به و يعتذر له لم تره هكذا الا عندما قتلت والدته على يد والده القاسي القلب ... و لم يثمل هكذا الى عندما احضر والده امراة اخرى للبيت و قدمها على انها زوجته الاخرى .. كانت اول مرة ثمل فيها عندما كان في 16 من عمره ... لم يقف احد بجواره سوى حازم ... حاول احمد مرارا و تكرارا ابعاد حازم عنه و معاداته ... ليس لانه لا يحبه او لا يرغب بصداقته بل بسبب والده كان على الدوام يهدده و يرفض صداقته مع حازم و حاول مرة ايذاء حازم بشكل حادث عرضي حيث عندما كان طفلا قام والد احمد بارسال احدهم لقتله حيث جعله يندس بمزرعة العمري و امره ان يجعل احد الخيل تهيج و تدهسه ... و لكن من مر ساعتها كان طفلة صغيرة كادت تدهسها حوافر الخيل لينفقذها حازم ... ... بدا كحادث عرضي .... ولكن احمد علم انه احد مآرب ابيه ... ذهب لزيارة حازم للاطمئنان عليه و على الطفلة الاخرى ... تلك كانت اول مرة يراها فيها .. لم يكذب ان قال ان قلبه دق لاول مرة كانت باكية و ترتجف و تحضن والدها ... والدها ذلك الرجل المرعب ذو العيون الزرقاء الذي طالما رؤيته جعلته يرتجف كان يمتلك هالة عجيبة تجعل كل من حوله يرتجفون خوفا منه .. كان يعتقد انه يخافه لانه طفل .. و لكنه للان يرتجف من ذكر اسمه .. صبري بيك الشناوي اسم كانت يهز اعتى الرجال ... والده المجنون يعبث مع رجل كهذا لو كان علم ان والده الاحمق كاد يتسبب بهدهس طفلته المحبوبة لكانت عائلة الشافعي في طي النسيان منذ زمن .. رغم كل تلك الافكار اللعينة ... قلبه خفق لرؤية عينيها الزرقاوتين كعيني ابيها ممزوجة بالدموع هي بلا شك اجمل طفلة رآها .. لم يرها مرة اخرى لكن صورتها لم تفارق خياله ....ظن انه سينساها لكن عبثا ... شاءت الاقدار و رآها مرة اخرى في حفلة خطوبة حازم .. كانت خطيبة صديقه
لم يتحدث معها كلمة واحدة مفيدة ... قلبه يخفق بشدة و حزين بشدة .. هو يحب خطيبة صديقه ... و من ستصبح زوجته قريبا ... الان .. يجب ان يذهب و يبتعد عن حازم .. هو سينفذ رغبة اللعين والده ... ابتعد عن حازم من غير سابق انذار ... اصبح عدوه و يسرق منه المناقصات .. اراد ان يكرهه حازم باي طريقة لانه حقير لعين يحب حبيبة صديقه .. هو لا يستحق صداقته ....
احمد : هو انت ليه بتساعدني .. انا واحد واطي و حقير و حتى عروض المناقصات ...
حازم : كنت بتسرقها عارف
احمد : نعم ؟؟؟،
حازم : انت كنت بتدفع فلوس لمدحت المحاسب عشان يعطيك العروض بتاعتنا ...
احمد : ازاي انت ... انت عارف كل حاجة
حازم : هههه طبعا عارف كل حاجة .. مدحت محاسب الشركة من زمان و رجل مخلص مستحيل يخون ... اجى و حكالي كل حاجة ... قلتلو اعطيه العروض الي بقولك عليها هههه المناقصات الي مكنتش عاوزها كنت بسمحله يديهالك هههه
احمد: ها...؟ يعني انت عارف كل ده و لسا بتساعدني
حازم : لاني عارف انك غبي و كل الي بتعمله بسبب ابوك مش كدة ههههه
احمد : حازم ..
حازم : اوعى تقول اسف هخنقك ... هههه
احمد : لا مش كدة انا فعلا اسف هههه بس انا مبسوط اوي لانك موجود بحياتي
حازم : ايه ده ... البتاع الي بتشربه مضروب و ضربلك مخك مش كدة هههههه
احمد : هههههه...
كان يضحكان كما يفعلان قبل ان يتفرقا ...
كانت مربيته العجوز واقفة خلف الباب تتنصت على حديثهما ... سعيدة هي لان حازم عاد لحياة الطفل الذي ربته كانت تعرف انه هو وحده من سيحميه من الضياع ...
قلبها الان اطمئن و لو قليلا على طفلها... طفلها الذي لم تحمله في احشائها و لكن حملته بين يديها و تمنت لو تضعه في قلبها لتحميه من شرور الزمن
يتبع .....

قبره ملاذي حيث تعيش القصص. اكتشف الآن