البارت ٤١

123 7 10
                                    

يطرق الباب بلطف لا احد يرد .. لذلك يعلن دخوله دون انتظار الاذن
حازم : حبيبتي تأخرتي ليه باباكي وصل و عاوز يشوفك
... نيرمين ... انا داخل
فتح الباب بهدوء نظر في ارجاء الغرفة لم يعثر عليها .. ثم توجه الى غرفة تبديل الثياب ليجدها هناك تقف امام المراة و تحاول اقفال سحابة فستانها بصعوبة شديدة و تنظر للمراة لعلها تستطيع تسهل المهمة عندما تنظر لكن عبثا ... كان يراقبها و هي تعاني هكذا كان منظرها كطفلة صغيرة تواجه صعوبة باغلاق ازار قميصها قبل التوجه للمدرسة بقي واقفا هناك ينظر اليها و بيتسم حتى انفجر ضاحكا باعلى صوته على محاولاتها الفاشلة تركت المراة و نظرت الى مصدر الصوت
عقدت حاجبيها و نفخت خديها في غضب
نيرمين : عاجبك اوي منظري كدة و انا بتعذب ما تجي تساعدني و تقفل السحاب
حازم : طبعا يقلبي مية طلب زي الطلب ده ههههههه بس منظرك حكاية هههههه
نيرمين : اخرس يحبيبي
حازم : امرك يروحي هههههه
اقترب منها .. و ازاح شعرها الطويل الى الجانب امسك السحاب حاول اغلاقه لكنه بدء يتلمس ظهرها المكشوف براحة يده و يشم عنقها بانفه كاد ان يطبع قبلة عليه قبل تسحب نفسها بسرعة ... صدم من رد فعلها المفاجئ ...
... حسنا ليس فعلا مفاجئا .. انه الفعل المنطقي الوحيد.... الجميع بانتظارهم بالاسفل ليس هناك وقت للاعيبه المعتادة
نيرمين : حازم ... يا بتقفله يا بتمشي .. مش وقت اللعب بتاعك
حازم : ههههه .. خلاص يا حبيتي اسف حقك عليا تعالي هنا عشان قفلو
نيرمين : تقفله و بس ..
حازم: وعد
حسنا .. صدقت وعده .. اقتربت .. اغلقه فقط كما وعدها .. لكنه ازاح شعرها الذي حاولت اعادته على ظهرها
نيرمين : بتعمل ايه
حازم : جايبلك هدية بتناسب فستانك جدا
اخرج من جيبه علبة حمراء جميلة و بداخلها كان هناك عقد جميل من اللؤلؤ الفاخر و الثمين ... وضع القعد حول رقبتها
كانت تقف امام المراة لقد رأت العقد الفخم الذي اصبح حول عنقها لقد كان جميلا فعلا .. كانت ترى انعكاس زوجها العزيز ايضا و هو يستنشق رائحة شعرها.. هو لا يجرأ على فعل شيء اخر لقد وعدها ... كتمت الضحكة لتصرفه اللطف لقد كان وجهه و هو يتوق لتقبيلها طفوليا جدا كطفل صغير يرغب بالحصول على الحلوى قبل الغداء و لكن والدته تمنعه من تناولها ... اشفقت عليه للحظة لكن تعرف انه يجب تقسي عليه احيانا خصوصا في اوقات كهذه حتى يعرف متى يتوقف
نيرمين : حبيبي .. يلا نمشي بابا و الكل مستنينا جوى
حازم : يعني ضروري
نيرمين : حازم ...
حازم : خلاص .. خلاص ما تبصليش كدة يروحي ... اصلا يمكن صبري بيه هيقتلني لو اتأخرنا كمان شوي
نيرمين : بابا حبيبي واحشني اوي تعال بسرعة
من غير ان تدركت امسكت بيده و توجهت بسرعة نحو الباب حتى تنزل الى الاسفل .. كانت متشوقة فعلا لترى والدها
قبل الوصول الى مقدمة الدرج اوقفها لبهدئ وتيرة جريها
نيرمين : في ايه
حازم : حبيبتي هيقول ابوكي ايه لما يشوفك تجري كدة
نيرمين : مش عارفة هيقول ايه يعني ...
حازم : هيقول بتجري من جوزها ... لانها مش مرتاحة معاه و كدة لما بتخلص الست شهور هيطلقنا
نيرمين : و انت هتوافق انو يطلقنا
حازم : طبعا لا ... بس ليه نعمل مشاكل مع علتينا و نخليهم يصروا على طلاقنا ليه ما بنثبتلهم العكس
نيرمين : الي هو ايه بالضبط
قام بوضع شعرها خلف اذنها و تلمس وجهها برفق براحة يده ...
ثم لمس شفتيها باصبعه... بلطف ثم همس باذنها بصوت خافت
حازم : اني بحبك و بموت فيكي .. و انت كمان مش كدة
كانت نبضات قلبها تتساع من قربها و تكاد تقسم ان حرارتها وصلت للالف ... لم تستطع اخراج كلمة من فمهاو لكنها اكتفت بالايماء فقط ...
حازم : ههههه حبيبتي .. اهدي دلوقتي هننزل و ايدك في ايدي ابقي هادية و بس و اوعي ما تسمعيش كلامي
اومأت ايضا كان قربه لعنة لها لم تستطع النطق و نبض قلبها في تسارع لدرجة انها احست انه سيخرج من صدرها ليسقط على الارض
حازم : نمشي بقى .. تلاقي صبري بيه و اخوكي بياكلو بنفسهم دلوقتي عشان اتاخرتي ههه
ابتسمت له و امسكت بيه التي مدها لها ... نزلا على السلم بهدوء و هما ممسكان بايدي بعضهما كانا يبدوان كاميرة و اميرها الهاربين من احدى القصص الخيالية
كان والدها يتجول يمينا ويسارا بعصبية بانتظار طفلته التي تأخرت منذ ولادتها لم تبتعد عنه لحظة واحدة و الان هاي قد غابت عنه لشهر كامل الشوق في قلبه لطفلته كنيران كفيلة باشعال غابات باكملها ...
مايا : حبيبي اهدى شوي
صبري : مش قادر
صادق : صبري..اا
صبري : اخرس صادق بلاش انت
صادق : امرك...هههخخ
مراد : هي بتعمل ايه كل ده
صبري : ايش عرفني .. هو ابنك مش راح يستعجلها راح فين هو كمان
صادق : مش هتكلم لان اي حاجة بقولها مش هتعجبك
صبري : عارف اول مرة بتستخدم مخك
مايا : هههههه حبيبي اهدي شوي مش كويس لصحتك
صبري : حاضر يروحي بس تنزل
صادق : هههههه
صبري : مالك انت كمان
صادق : لا لا و لا حاجة
كان صادق بالكاد يكتم صوت ضحكاته على حال صديق عمره
الذي كان متوترا بشدة بسبب غياب طفلته عنه ..
(هو حازم راح فين بعثتو يستعجل مراتو يقوم يتأخر معها هههه ابن اللذين الظاهر يحبها بجد انت تأخر تانية وحدة كمان صبري هيقتله هههه.. ايه الي بعملو ده بلاش اضخك بصوت عالي ده المجنون صبري هيقتلني انا كمان ...ههههه)
كانت هذه الافكار تدور في عقل صادق و هو يحبس ضحكته بالكاد ...
ما انهى هذا الجو المتوتر هو صوت خطوات اقدامها وهي تنزل ممسكة بيد زوجها كانا من يراهما سيقول بلا شك انهما عاشقان منذ زمن
لم يكترث صبري لهذا المشهد كل ما اهمه هو طفلته اراد عناقها بقوة .. كان يتلهف لرؤيتها .. و يحقد على من خطفها منه
و من بين كل الحضور لم تستطع سوى رؤية والدها افلتت يد زوجها و جرت بسرعة لوالدها الذي فتح ذراعيه لعناقها
نيرمين : بابا .. حبيبي واحشني اوي
صبري : يروح البابا و انت كمان .. كيف قضتي الشهر ده على الله ما يكون ابن صادق عذبك
نيرمين : هههه طبعا لا بابا .. حازم لطيف اوي و استمتعت جدا باريس هايلة اوي
مراد : بابا ممكن تسبها احنا كمان عاوزين نسلم عليها ههه
نظرت الى اخيها .. و ذهبت لعناقه ايضا مازحها و سألها على احاولها و عبر عن شوقه لها .. كانت سعيدة جدا برؤية عائلتها
حتى ..
مايا : الف مبروك على جوازك يا نيرمين .. و مبسوطة اوي اني شوفتك اخيرا باباكي كان دايما يحكيلي عنك
التفت لترى صاحبة هذا الصوت ... صدمت ..تفاجئت .. جفلت من هول المافجئة .. هي .. لا تشبهها .. لا هي .. لا تشبهها كيف تكون هي لم تنسى قط وجه تلك المرأة التي حضرة عيدميلادها ... و لعلها نفس المرأة التي قصدها والدها رشدي
مدت مايا يدها لتصافح نيرمين ... بتردد مدت نيرمين يدها لتبادلها التحية
نيرمين : اعذري سؤالي الفضولي .. بس انت مين
صبري : اه .. حبيبتي نيرمين ما سالتني ليه اتأخرت عليكي اسبوع
افلتت يد مايا و التفتت لوالدها
نيرمين : سالت بس محدش جاوبني
صبري : عشان كنت عاوز اخبرك بنفسي .. كنت بتجوز و قضيت شهر العسل بلندن و من هنيك للايطاليا و و امريكا و بعد كدة الطيارة اتأخر الحجز و مالقيت حجز الا بعد اسبوع
نيرمين : ما تكونش دي مايا الخطيب
مايا : هههه الله ده انتي عارفني
نيرمين: و مين ما يعرفش مايا الحب الوحيد لصبري بيه .. مبروك عليكي ابويا

اخذت والدها لتجلس معه بعيدا بحجة شوقها له
لكن كان لديها استفسارات كثيرة
نيرمين :بابا .. ايمتى تجوزت
صبري : اااا.. بعد ما سافرتي بيومين
نيرمين : والله ... و ليه كدة ماكنت اتجوزت معانا اقلها نعمل فرحين بواحد
صبري : بت .. ايه ده بتضحكي على ابوكي
نيرمين : هههه لا يا بابا و حياتك .. انا مبسوطالك اوي اوي اوي فوق ما تتخيل .. بس الي زعلني ان كنت عاوزةاحضر فرحك
صبري : فرح ايه يا مجنونة ... اتجوزنا بالمحكمة و سافرنا بشهر العسل كنت عاوز ارجع بنفس الوقت معك بس اتأخر الحجز
نيرمين : بابا ..
صبري : يروح البابا
نيرمين : بحبك اوي
صبري : و انا كمان يروح الروح
عانق طفلته الثمينة و كأنها جورة نادرة يخاف ان تسرق من بين يديه ان افلتها .... يعلم بحبها لحازم لذلك يشعر بالغيرة منه و الحقد عليه لانه اخطتف جوهرته لديه خبرة بطباع البشرة و هو متأكدة من ان حازم يحبها كما تحبه طفلته سعيدة بالفعل لو كان حبها من طرف واحد لكانت محطمة جدا لكنها الان كزهرة تفتحت لتوها و فاحة عبقها ليملئ الارجاء
هي ايضا تحبه .. هو والدها .. قلبها ينبض بساعدة لرؤيته و يطمئن لعناقه .. لكنها قلقة من ظهور هذه المراة و مشوشة ان كانت ذاكرتها صحيحة ام لا ... و حزينة او ربما تشعر بالغيرة لان امراءة اخرى تشاركها قلب والدها لم تكن والدتها امراءة تملئ قلبه لذلك كان قلب والدها لها ... لكن مايا .. هي شيء اخر ..كانت و لا تزال المرأة التي عشقها و لم يحب غيرها شددت عناق والدها لكي تنسى هذه الافكار و تستمتع بدفئه الابوي الذي لطالما ذكرها بوالدها رشدي ...
على الرغم من انها لم تعرف دفئ رشدي الا نادرا الا انها لم تنساه ابدا .. اما صبري فقد كان مختلفا لم يتزوج من احب لكنه لم يهجر اطفاله احبهم و اعتنى بهم اشعرهم دوما بدفئه و حنانه لم يغيبو عن عينه قط
رشدي تزوج من احب ،لكنه هجر اطفاله لسنين طويلة عاد بعدها ليشعرهم بدفئه بالنسبة لها لقد احبته افتقدته لكنها الان تحب حياتها هذه تحب والدها الحالي و تتمنى ان تعيش نيرمين حياتها هناك بهدوء و سعادة ان تعتني بوالدها الذي تتمنى له من اعماق قلبها السعادة و ان يحظى بحب جديد يجعله يعشق الحياة .. كما حدث مع صبري
.. يتبع ...

#aya 💕

قبره ملاذي Where stories live. Discover now