اماريتا - الحلقة السادسة

Bắt đầu từ đầu
                                    

- سيتبدل هذا الطريق بحلول الليل ..

عَبرت السفينة هضاب ريكاتا و واصلت إبحارها لِأربعة أيام أخرى ليظهر أمام أعين السجناء شاطئ أماريتا ومعه الكثير من مراكب الصيد التي رست بالقرب منه ثم أقتربت من جسر خشبي شق طريقه من الشاطىء إلى الماء مثل جسر الجانب الآخر وأبطأت لترسو متعامدة عليه و رفع بحاروها مجاديفهم وثَبّتوا حبالها السميكة بِمَرساها بعدما ألقى آخرون غطاسها بالماء فأستقرت تماماً ثمَ ثُبت لوح خشبي مائل بينها وبين الجسر.

وكان القائد الأماريتي قد أمَر بتحرير أغلال السُجناء فصعد كل عربة زوج من الجنود وحرروا أغلالهِم ثمَ تَرجلوا وتحركوا مصطفين نحو اللوح الخشبي وأحتشدوا على شاطئ البحر محاطين بِفُرسان أماريتا ثمَ بدأوا في تقدمهم نحو المدينة على أقدامهم وبينهم أسيل التي حَدَقت بباب المدينة المغلق أمامهم وسورها الصخري الضخم على جانبيه فأشعل عقلها بأسئلته إليها؛ إن كان قرارها صائباً بِمجيئها هنا وإن كان سجنها مدى الحياة خلف هذا الباب أفضل حقاً من ذبحها على مِنصة زيكولا، ولم يشغل بالها ذلك السجين الذي أغرقها بقيئه مجدداً ولا قمر التي تشبثت بذراعها وظلت تثرثر خائفة من مصيرهما المجهول..

كان باب أماريتا أكبر من بابي زيكولا وبيجاناَ معاً باب فولاذي نُقشت عليه رموز لم تستطع أسيل أن تُفسرها ما إن فُتح من الأسفل إلى الأعلى حتى إنطبعت على وجهها الدهشة بعدما إستحالت صحراء الشاطئ خلفه إلى ساحات شاسعة من الخضرة والبساتين على الجانبين بينهم طريق واسع ممهد أمتد إلى مبانٍ بدت أكثر تناسقاً مما رأته في أي بلد آخر.

و سار الجميع ورحيق زهور البساتين ينعش صدورهم لوحة من الجمال رسمتها خُضرة البساتين والطيور المحلقة فوقها اكتملت بالمباني التي تَلونت بألوان مبهجة أما أعينهم وأهل تلك المدينة الذين خرجوا إلى جانبَي الطريق يرحبون بهم ترحاباً كان مفاجئاً فكان الجميع يلوحون إليهم بأياديهم وما إن تقع عيناَ سجين على أحدهم حتى يسرع بقوله "مرحبا" وأمتلأت النوافذ بِرجال ونساء وأطفال كانوا يصيحون مُرحبين ما إن تمر المسيرة أمام بيوتهم ثمَ يسرعون إلى الشارع ليسيروا بجانبهم فبدأت الأبتسامة تظهر على وجوه بعض السجناء وبينهم قمر التي تعجبت من تهامُس فتيات تلك المدينة وأشارتهن إلى بعض رجال بيجاناَ ثمَ بدأت الموسيقى تدوي في الأرجاء بعدما إنضم عازفون إلى مسيرتهم وتراقصت معها بعض من فتيات أماريتا وبدأت في الغناء مُرحبين بالسجناء ..

كان الجميع يتحركون سوياً لا يفصل بين غرباء بيجاناَ وأهالي أماريتا إلا قلة من الفُرسان تواجدوا من أجل تنظيمهم فقط دون أغلال أو قيود يقودهم القائد الشاب على جواده أمامهم.. أما أسيل أِختفت بسمتها بعدما جال بذهنها تشابه تلك اللحظات مع يوم زيكولا الذي طالما بدأ بالغناء والرقص وإنتهى بذبح أحدهم، ثمَ قاطعت شرودها قمر حين حدثتها بصوت عال؛ انظري وأشارت أمامها إلى قصر ضخم ذي شُرفات عدة لَمعَت واجهته الرُخامية مع أشعة الشمس، أمامه ساحة واسعة أحيطت بسور من ألواح رخامية رفيعة تراصت بين أعمدة صخرية نُحتت على مسافات متساوية كانت المسيرة في طريقها إليه.

وصلت المسيرة إلى باب ساحة القصر ودَلفت إليها وعلت الموسيقى بعدما التف العازفون حول تمثال رُخامي توسط الساحة كان لمحارب بارز العضلات ترفع يده اليمنى سيفاً شق نصلهُ الهواء وتتدلى بجواره يده اليسرى ممسكه براس منحوت دون جسد فزادت همهمة السجناء ثمَ أمَرهم القائد الأماريتي أن يتقدموا الصفوف الأمامية بالقرب من القصر بينما مكث أهل أماريتا بالصفوف الخلفية ثمَ أُغلق باب الساحة وتحركت ألواح السور الرُخامية الرفيعة حركة ربع دائرية في تناسق لتغلقه فَعُزلت الساحة عن خارجها وصمتت الموسيقى بعدما أطلق بوق من إحدى شُرفات القصر الجانبية صمت معه الجميع على الفور ثم ظهر بالشُرفة الوسطى شاب طويل القامة قوي البنيان قصير الشعر يرتدي ثياباً عسكرية فصاح أهل أماريتا هاتفين بحماس شديد لدقائق فحياهم بيده اليمنى باسماً وأدركت أسيل أنه الصورة البشرية للتمثال الذابح لأحدهم مع همسات قمر إليها أنهُ الملك ثم هدأت الساحة في إنتظار حديثه إلى فقراء بيجاناَ فقال:

- أعلم أنكم منهَكون للغاية لا تقلقوا لن أطيل عليكم أردت فقط أن أرحب بكم كَمَلِك لهذا البلد وأخبركم بأمور لابد أن تعلموها في يومكم الأول..

كان صوته يصل واضحاً إلى الجميع مع إغلاق الألواح الرُخامية ثمَ تابع:

- منذ عبوركُم هضاب ريكاتا وأصبحت أماريتا بلدكم تخضعون لقوانينها لستم عَبيداً إنما أنتم أهلنا الجدد.

بعد حديثي سيحُل كل منكم ضيفاً على أماريتي لِمدة ستة من الأشهر يتدبر بها الأماريتي لِضَيفه مأكَله ومشربه..

بعد أشهركم الستَةِ الأولى لن يحق لِأماريتي أن يستضيف أياً منكم وإلا سيعاقب ولن يطعمكُم احد، المنحة من غير الملك جريمة.

سَينال كل منكم رقماً مَوشوماً على كتفه طبقاً له سيحدد مضيفه وعمله، لا يسمح لأحد بعمل آخر غير الذي حُدد برقمه..

بعد عام من اليوم ستدفعون ضرائبكم إلى أماريتا مائة قطعة نحاسية مَن يدفع ضرائبه يكمل حياته حراً وَمن لا يدفع يصير عبداً يباع في سوق العبيد وتنال أماريتا ثمنه، فليسعى كل منكم إلى حُريَته.

سَترحلون عن أماريتا بعد عشرة أعوام كما جئتم اليوم دون مال ولن يرحل أحدٌ قبل ذلك ولا رحيل للعبيد ولا حقوق لهم.

ثمَ نظر إلى أهل أماريتا بالصفوف الخلفية وقال:

- أهل أماريتا، فَلتُكرموا ضُيوفكُم لقد عانو كثيراً في بلدهم.

فهتفوا باسمهِ وطال هتافهم وتعجبت أسيل حين وجدت نظرة الرضى قد علت وجوه فقراء بيجاناَ بل إنضم بعضهم إلى هتاف أهل أماريتا.....

امـاريـتـا - مڪتملة √Nơi câu chuyện tồn tại. Hãy khám phá bây giờ