الفصل التاسع

308 8 0
                                    

حسرة

انكببت على مقعدي أبكي وأرثي قلبي الذي تحطم إلى أشلاء، كانت كلمات لؤي تطاردني وتشعرني بالحنق، أحسست لوهلة أنني أكرهه بشدة من قسوة رفضه لمشاعري، هو كان يعلم أنني أحبه ومع ذلك اختار أن يبغضني.

كانت المدرسة شبه خالية وكنت على يقين من مغادرة صديقاتي في حافلة المدرسة، أخرجت هاتفي المحمول من جيب حقيبتي وتفقدت الرسائل منهن، فوجدت مراسلات على مجموعتنا يسألنني فيها عم حصل مع لؤي وإذا ما كنت صارحته بمشاعري، وعن رده لي، كما أفصحت سيرين أن بهاء صارحها وجها لوجه بمشاعره تجاهها وينتظر منها ردا، وأخذت تصف شعورها المخلوط بالحماسة والارتباك وردت عليها لمار وميس بتعليقات ساخرة ومحرجة.

لو كنت في مزاج جيد لكنت ضحكت لكنني الآن محطمة ومدمرة، وقلبي منقبض، وأشعر أن كل ما حولي مثير للكآبة.

أغلقت هاتفي وأعدته إلى حقيبتي، وشردت في أفكاري وسط دموعي، ولم أعر انتباها للقرع على الباب، ثم شعرت بخيال أحدهم يظللني، رفعت رأسي نحوه، كان يحمل نظرات مبهمة ثم سألني بنبرة توحي بالقلق:

" ما بك؟ من أبكاك؟"

تجاهلته ودنوت ببصري موضع يدي على الطاولة، جذب الأستاذ آدم مقعد سيرين من أمام طاولتي وجلس عليه مقابلي وعقد ذراعيه أمام صدره وألقى نظراته المستفسرة علي، ثم قال متسائلا:

" المدرسة ستغدو خالية بعد قليل ألا تنوين المغادرة؟"

هززت رأسي نفيا، قرب رأسه أكثر ناحيتي وأماله حتى يرى تعابير وجهي بوضوح، زفرت بضيق منه فلم أمتلك طاقة لأحتمل تقلب مزاجيته. رفعت بصري نحوه متسائلة:

" ماذا تريد؟"

أجاب ببرود:

" لم تكنسي الغرفة الصفية"

رمشت عدة مرات حتى أستوعب كلامه، ثم نهضت أزمجر بغضب وسحبت حقيبتي عن ظهر المقعد وانطلقت خارجة بعنفوان واستياء.

سرت حتى وصلت موقف الحافلات وركبت في حافلة تصطف في الموقف، واتجهت نحو مقعد فارغ واخترت الجلوس بجانب النافذة.

جلس شخص ما إلى جانبي، ثم سمعت صوته يخاطبني:

" عيب عليك أن تتعاملي بقلة أدب مع أستاذك هكذا!"

ألقيت نظرة متعجبة إلى جانبي ففوجئت بالأستاذ آدم، فتحت عيني مصدومة، احتضنت حقيبتي في حجري وهببت به غاضبة:

" ماذا تريد مني؟ لماذا تتبعني؟ اتركني بحالي!"

فأجاب بنبرته المستفزة الهادئة:

" سيارتي في التصليح عقب الحادث"

صرح بجملته وسكت.... فقط؟ ألن يقول أكثر؟ أنا حقا لا أفهم كيف يدير هذا الشاب عقله، أخرجت نفسا مغتاظا من رئتي وفتحت حقيبتي وأخرجت هاتفي المحمول، بينما يراقبني بصمت، أوصلت سماعاتي في الهاتف وفتحت قائمة الأغاني وقررت الاستماع إليها لأتجنب سماع صوته أو تعليقاته المستفزة.

حب أم حماقةUnde poveștirile trăiesc. Descoperă acum