الفصل الخامس

337 9 0
                                    

الاتهام

دخلت السيدة استبرق إلى الغرفة الصفية من أجل حصة اللغة الانجليزية، كان دماغي على وشك الانفجار من السأم فاليوم كان مليئا بالدروس المملة، على الأقل بقيت حصتان وينتهي هذا العذاب. ألقت التحية، ثم فاجأتني بطلبها من أحمد جمع الواجب البيتي.

التفت صوب ميس بذعر شديد وسألتها مندفعة:

" كلفتنا بفرض دراسي؟"

ظهر التيه والهيام من جديد على ملامحها السخيفة وهي تجيبني:

" نعم، وقد حللته البارحة بمساعدة من الأستاذ آدم! أو بالأحرى هو من قام بحله لي!"

كيف حصل هذا؟ كيف أكون الوحيدة التي لم تنجز الفرض؟ ولم تقم السيدة استبرق بخصم جزء من علاماتي كما يفعل بقية الأساتذة، بل عاقبتني بالوقوف عند الحائط طيلة الحصة! صحيح أنني كسولة ومهملة في دروسي لكنني لا أحب استعراض ذلك، بالذات أمام من يتصيد وقوعي.

أنا الآن في موقف محرج جدا خصوصا أمام لؤي، آه! كيف أنسيه مظهري هذا؟ أن يتم إحراج شخص أمام الإنسان الذي يحبه قد تجاوز كل حدود اللاإنسانية، تبا لك يا سيدة استبرق عسى أن تكسر نظاراتك جزاء لك!

حتى ميس المهملة أنجزت فرضها بمساعدة الأستاذ آدم! يا للقرف! إنها تثير اشمئزازي! لا أفهم حتى الآن لماذا أشعر بالضيق كلما خطر في بالي موضوع الأستاذ آدم وميس!

شعرت بين الفينة والأخرى بأن الطلبة يراقبونني بنظراتهم المزعجة على غير العادة، أنا أعلم تماما أنني ملفتة وجميلة لكن نظراتهم هذه المرة ليس نظرات إعجاب بل فيها شيء آخر.. شيء مريب... تحمل اتهامات! أم هيء إلي؟ ربما.

صرخت السيدة استبرق فجأة بسيرين أثناء الحصة وكأنها قد تنبهت إلى شيء أغفلت عنه بسبب استيائها مني لإهمالي وتوبيخها لي مما أعمى بصرها عن أمور أخرى قائلة:

" سيرين! هل يمكنك أن تشرحي لي أين ربطة شعرك؟"

ظهر الرعب جليا على وجه سيرين وأجابتها بتلعثم واضح:

" حسنا إنها قصة مضحكة... فقد ربطت شعري بها صباحا لكنها سقطت من شعري وضاعت مني عن طريق الخطأ ههه"

رفعت السيدة استبرق رأسها بعدم اقتناع وعقدت ذراعيها أمام صدرها وقالت بنبرة جافة متهكمة:

" لم تضحكني قصتك"

شحب وجه سيرين أكثر وطأطأت رأسها إلى الأسفل بذعر شديد، فجأة خرج صوت من أحد الطلبة يقول:

" لا تعاقبيها!"

اتجهت أنظارنا جميعا نحو مصدر الصوت لنكتشف أنه أحمد!

نظرت إليه السيدة استبرق وقالت بنبرة مهددة:

" عفوا؟!"

فأجاب وقد تغير لونه وبدأ يرتجف في مقعده:

حب أم حماقةWhere stories live. Discover now