الفصل التاسع عشر

7K 318 38
                                    

الفصل التاسع عشر

قلبي أطمئن

جلس غيث امامها بابتسامته المعتادة وهى مازالت تحت تاثير الصدمه ، فلم تتوقع أن يتحدث معها عمر من أجل ان تلتقي برفيقه .

تنهدت بأسى ونهضت من مجلسها بعد استاعبها للموقف

اسرع غيث يمسك بها يمنعها من الذهاب :طمطم ارجوكي لازم نتكلم ، اسف ان جبتك بطريقه دي بس مافيش حاجه قدامي ،انا بحاول اكلمك وانتي مش مدايني فرصه

نثرت يده بقوه التى تمسك بكتفها ونظرت له بغضب :فرصه ، فرصه لايه يا حضره الظابط ، احنا مافيش بينا كلام ومن فضلك تحترم الانسانه إللى انت مرتبط بيها ، وأنا مش ممكن اخون ثقه خطيبي واقعد اتكلم مع راجل غريب، انا مش زى ناس ممكن تخون بكل سهوله ومن فضلك تحترم وجود خطيبتك

تركته ينظر لها بضيق وجلس مكانه شارد فى حديثها .

غيث بضيق :يعنى هى المشكله ان خاطب ، بسيطه نفض الحكايه دي فى اسرع وقت ، مستعد ازهق نيروز لم تفركش هي كمان وتطلب ده بنفسها ...

.....................

عادت إلى منزلها بكامل غضبها وفجأة وجدت يد تدفعها لداخل الشقه واغلق الباب خلفها

نظرت له بصدمه :انت اتجننت يا دياب ، ازاى تدخلني شقتك بالاسلوب ده

دياب بحب :ماتعليش صوتك انا بس عاوز اتكلم معاكي

شعرت بالخوف وابتعدت عنه

دياب بابتسامه :لا يا طمطم ماتخفيش مني انا مش ممكن اذيكي انتي اغلي من روحي صديقني لا يمكن اخضك او ائذيكي ولا هسمح لحد ياذيكي طول ما انا عايش

فاطمه بقلق :طيب عاوز ايه من تصرفاتك الغريبه دي ، انا بقيت اخاف بجد كل كلامك مريب

دياب يقترب منه بحب ويحاول لمس يدها ولكن هى انتفضت بخوف

دياب :خلاص هبعد اهو ، بس انا محتاجك تسمعيني واوعدك مش هخبي عنك حاجه ، بس تقفي جنبي وتحسسيني انك معايا ، انا بجد محتاجلك

شعرت بالريبه من حديثه وارادت ان تصمت إلى ان تعلم عن ماذا يتفوه .

دياب بتنهيده الم :انا اتعذبت كتير فى حياتي ، شوفت إللى ماحدش شافه ولا يتخيلو ،واشتغلت فى كل حاجه ، زى مابيقولو نحت الصخر عشان اقدر اجيب فلوس تاكلني عيش .

نظرت له باهتمام وبدأ يقص عليها طفولته وما الدافع وراء عمله الآن ..

دياب :زمان اوى لم ابويا وامي ماتو اتبهدلت بين عيله امي شويا وعيله ابويا شويا وطبعا العيلتين مش اتحملوني كتير ، انطردت فى الشارع بقيت انام على الرصيف وعمري عشر سنين وعشان اكل واشرب لازم لاشحت لا اسرق ، الاول حسيت الشحاته ذل ومهانه والناس تبق معاها ومش ترضي تديني حاجه بسيطه اكل بيها عيش حاف حتي ، وفجأة شوفت عيال بتسرق سرقت معاهم وكانت اول مره اسرق ، اتقبض علينا وروحنا الاصلاحيه ، طبعا تاديب وإصلاح وشوفنا المر والألم والوجع بكل انواعه كأننا مش أطفال ولا بنى ادمين وبنحس زى الناس ، يعنى مش حسيت بطفوله لا مع اهل ولا حتى فى الإصلاحية اتربا جوايا القسوه وخرجت عمري عشرين سنه شوفت العذاب فى المده إللى عشتها هناك ،وبدات ادور على شغل ، اشتغلت فى كل حاجه لحد لم شافني حد كبير اوى وغني اخدني يشغلني معاه طبعا ما صدقت ، علمنى ازاى اضرب وادافع عن نفسي ومسكنى سلاح عشان اعرف ارجع حقوق الناس الضعيفه إللى مش قادره ترجعها ، فهمني كده مساعده للناس وانا بقيت معاه ، وعملت كل حاجه تخطر على بالك ، ضرب وسرقه وخطف وحتى قتل ، وامن طرق لتجار مخدرات وكمان تجار سلاح كل حاجه بقيت اعملها

قلبي أطمئن .. للكاتبة فاطمة الألفيحيث تعيش القصص. اكتشف الآن