Part 25 : ممنوع القتل داخل المستشفى

ابدأ من البداية
                                    

لكنها منحته ما يريده حين رمشت تتحكم في ملامحها تحاول إهفاء حقيقتها الضعيفة أمامه وهمست له بصوت شخص ليس بخير من الداخل:

" لن أذرف و لو دمعة واحدة عليك إن متَّ...سيكون نصري"

أومأ لها و هو يمسح من وجنتها أثر تلك الدمعة و بدا كأنه يجاهد من ألا يظهر شيئا ما لها حين تهرب من أعينها يركز مع حركة أصابعه و هو يقول :

" جيد...لا تكسري وعدك لأنني لن أسامحك..."

و لأنه لم يتوقف عن التهرب من أعينها قالت له بحقدٍ...حقدِ عاشقة تود معاقبة من تحب بحرمانه من حبها :

" أكرهك لدرجة أتمنى لو كنتُ أملك قلبين لأكرهك مزيدا..."

هنا فقط حصل ما أرادته و نظر لها أخيرا ترى كيف رقت نظرة عينيه بشكل لم يسبق أن رأته داخل أعين قاس مثله...كان الأمر و كأنه سمع ما قالته بشكل مخالف لذا رد عليها بنفس الطريقة و قبضته على رقبتها تصبح لينة :

" و أنا أكره تنفسك لدرجة الموت لإيقافه فقط "

كاذبان ..كلاهما كاذبان و الحب ليس سوى بسيد الكذب و أستاذه...علّمهما الحب أن ينظرا لبعض و يقولا عكس ما تنطق به لغة أعينهما ...عكسه تماما...

و لأن الكذب في الحب مخالفة دفعا ضريبتها حين تألم قلبيهما على جرائم لسان مقيد بحدود وضعها الكبرياء و الشرف بينهما...

قاما بتلاوة عهود كره بينهما يحذرها هو فيها من أن تبكي عند موته و وعدته هي فيها بأن تحتفل يوم موته ...و ها هما يضيقان حبل المشنقة على رقاب بعض في نفس اللحظة التي أفلت فيها جسدها من أياد الخطيئة خاصته وعادت هي خطوة للخلف تسارع بإعطاءه ظهرها كأن لحظة الاستسلام الحقيقية انتهت و عليهما العودة لما كانا عليه...يقتلان بعض حتى الموت الأخير لهما...

مسح هو على وجهه بعنف كأنه يوقظ نفسه من حلم ضاع و مسحت هي دموعها التي سقطت سهوا عنه تجعل أنفها يحمر كما جفنيها...

زقاق ألماني لا يليق بأسياد الموت...لم يكن لا برومانسية أزقة باريس و لا بشاعرية أزقة روما لكنه كان زقاقا باردا كبرودة الحرب التي أعلنتها ألمانيا على العالم...و كبرودة الحب بعد أن قاما بشنقه بينهما توا...

لحظات من الصمت بينهما كلاهما لا ينظران لبعض و لا يقتربان من بعض فقط يحاولان لملمة أنفسهما...حتى فجأة ظهرت تقضيبة على حاجبي هارلان و سارع يلتفت يأخذ خطوات سريعة لإيرما يسحبها يديرها له بقوة و قبل أن تتحدث وضع إصبعه على فمها يخرسها و يخرس تفاجئها الذي تحول لغير فهم حين رأته يفلتها و يخرج مسدسه من خلفه و يقربها منه يضعها خلفه كأنه يحميها من شيء ما ...

هذا وحده و حركته ككل جعلتها تشعر بالتحذير و الخطر فسحبت خنجرها من أسفل فستانها و تحركت من خلفه تقف جانبه تنظر للمكان حولهما كما يفعل هو كأنه ينتظر قدوم شخص من ظلال الليل...

صراع المافياحيث تعيش القصص. اكتشف الآن