الفصل الثالث والعشرون

Start from the beginning
                                    

اختفت ابتسامته واندفع للخارج ثائرًا يغادر المنزل بأكمله .. وبينما كان في طريقه لسيارته اصطدم بآدم الذي رمقه بدهشة من مظهره وسأل :
_ عدنان ! .. في إيه ؟!
لم يجيب عليه فقط دفعه من أمامه واتجه لسيارته واستقل بها .. وسط نظرات آدم المنذهلة وحين التفت بجسده للخلف رأى أمه وهي تخرج من باب المنزل مهرولة وعلى محياها علامات الزعر فسألها فورًا بقلق :
_ في إيه ياماما ؟
أسمهان بحيرة وقلق مماثل :
_ معرفش يا آدم هو دخل البيت بالمنظر ده وفضل يدور على فريدة ولما قولتله أنها خرجت زعق وبهدل الدنيا وبعدين خرج
توقع آدم ما حدث فسأل أمه مرة أخرى حتى يتأكد :
_ هي فريدة راحت فين ؟
_ معرفش معرفش يا بني قالت رايحة تشتري حجات واول ما قولت كدا لاخوك خرج زي المجنون وكأنه عارف راحت فين

لحظة مرت على آدم وهو يحدق بأمه ويفكر في ذلك الاحتمال الذي يدور برأسه وحتمًا أنه اكتشف كل شيء .. باللحظة التالية كان آدم يندفع راكضًا تجاه سيارته ليستقل بها ويلحق بأخيه وسط صياح أسمهان وهي تقول :
_ رايح فين يا آدم استني فهمني طيب .. آدم

                                    ***
_ إنت متأكد إن عدنان عرف كل حاجة ؟
كان سؤال مرتعد من فريدة وهي تجلس بالسيارة مع نادر وهو يقودها .. فرد عليها بعصبية :
_ايوة يا فريدة بقولك بلغ على منصور وكان عنده قبل ما تاخده الشرطة
فرت الدماء من وجه فريدة وهي تجيبه وتضع ابعد الاحتمالات :
_ طيب ما يمكن يكون مقالهوش حاجة يا نادر
نادر منفعلًا وبوجه يحمل بعض الزعر :
_ قاله يافريدة أكيد ومنصور يعرف كل حاجة وبالأخص علاقتي أنا وإنتي .. وحتى لو مقالهوش احنا هنفضل قاعدين مستنين الساعة اللي يعرف فيها كل حاجة وياجي يقتلنا

أخذت فريدة تفرك يديها برعب حقيقي ونبضات قلبها تسارعت بقوة ، مجرد التفكير في حالة عدنان كيف هي الآن اذابت أوصالها من فرط الخوف ، حتمًا لو وجدها سيقتلها بدم بارد دون أن ترف له جفن .. التفتت برأسها تجاه نادر وهتفت بصوت مرعوب :
_ هنعمل إيه دلوقتي .. عدنان لو عرف مكاني هيقتلني ، غضبه أعمى ومش بيشوف قدامه
تنهد نادر محاولًا تهدئة نفسه وهتف بثبات متصنع :
_ هنروح على بيت قديم ليا محدش يعرفه هنقعد هناك ونشوف هنتصرف ازاي ونعمل إيه مع عدنان .. أنا كنت ناوي اقتله واخلص منه نهائي بس الظاهر إنه لسا في عمره بقية ولو كنت حاولت اتخلص منه تاني إنتي مكنتيش هتوافقي

انسابت دموعها على وجنتيها من فرط الخوف وهتفت تلوم نفسها بعنف :
_ أنا اللي غبية لو كنت حريصة اكتر في تصرفاتي وافعالي وخروجي مكنش هيشك فيا ومكنش ده كله هيحصل

_ لا عشان مكنتيش هتعرفي تخدعيه طول العمر يا فريدة هو أنا أساسًا مصدوم إنتي ازاي قدرتي تخدعيه طول السنين دي

جففت دموعها وهي ترد عليه بصوت مبحوح :
_ أنت عارف إن علاقتنا مبدأتش بجد غير من سنة وقبل كدا كان مفيش حاجة بينا ، فمكنتش بخليه يحس بحاجة لأننا مكناش بنتقابل ولا بنتكلم كتير ، لكن طول السنة اللي فاتت وأنا كنت بعاني اني مخلهوش يحس بحاجة بس في الفترة الأخيرة بغبائي كشفت نفسي
ضحك نادر بسخرية ورد عليها بحدة :
_ فريدة أنا وإنتي نعرف بعض من اربع سنين مفرقتش بقى إمتى علاقتنا بدأت بظبط  من سنة ولا اتنين ولا غيره .. احنا دلوقتي في ازاي نتصرف مع عدنان بعد ما كشف خيانتك أو خيانتنا بمعنى أصح

رواية امرأة العُقابWhere stories live. Discover now