9-الأمل

746 52 16
                                    

«اعتقد أنها تعاني ضعفاً في مكونات الدم، فهي شديدة الهزال، و يبدو أنها تمر بأزمة نفسية، فهي ترتدي ملابس سوداء.»

تناهت هذه الكلمات الي مسامع آيلين، و هي تستعيد وعيها شيئاً فشيئاً.

فتحت عينيها في بطء، لتدرك أنها ترقد داخل حجرة الطوارئ، بأحد المستشفيات الاستثمارية، و علي بعض خطوات منها يقف جونغكوك، يتحدث في اهتمام الي الطبيب الشاب، الذي نطق هذه الكلمات.

خفق قلبها في سعادة، و هي تتأمله، ثم تنهدت في ارتياح، فالتفت إليها، و اسرع نحوها، ثم ضغط براحته علي كفها الهزيلة في حنان، فهمست و هي ترتجف سعادة:

- ماذا حدث؟ .. ما الذي أتى بي إلي هنا؟

أجابها جونغكوك في صوت بالغ الحنو:

- لست ادري ماذا اصابك، و لكن الطبيب يقول انك تعانين ضعفاً شديداً، و آلاماً نفسية كبيرة.

عادت تكرر سؤالها، و قد أسعدها اهتمامه البالغ بها:

- و ما الذي اتي بي إلي هنا؟

جلس علي طرف فراشها، و قال و هو يحتفظ بكفها بين راحته:

- كنت قد انتهيت من بعض الأعمال، و اتخذت طريقي الي الفيلا، عندما رأيتك.

ابتسم لحظة، ثم عاد يقول:

- انني لم اعرفك من الوهلة الأولي في الواقع، فقد ازددتِ نحولاً و شحوباً، كما أن...

بتر عبارته فجأة، و صعدت دماء الخجل الي وجهه، و لكنها فهمت ما يعنيه.

كان يقصد أن ثوبها رث علي نحو لم يعده فيها من قبل..

و اورثتها عبارته شعوراً مضاعفاً بالخجل، و لكن وجنتيها لم تتوردا..

أو ربما فعلتا، و لكن شحوب وجهها اخفي ذلك، و حاولت أن تداري ثوبها الرث، إلا أن الدفئ الذي تشعر به و هو يحتضن كفها بين راحتيه، و جعلها ترقد مستسلمة ساكنة، في حين أسرع هو يستطرد:

- أسعدتني رؤيتك بعد عام كامل، فتوقفت بسيارتي الي جوارك، و لم أكد اناديكِ حتي هتفتِ باسمي، و فقدتِ الوعي..

ثم ضحك، و واصل قائلا:

- لقد اربكتني كثيراً في الواقع، و لكنني أسرعت احملك بسيارتي الي هنا.

شعرت آيلين بالاسف في هذه اللحظة؛ لأنها كانت فاقدة الوعي، عندما حملها جونغكوك.

وجدت لو أنها تظاهرت بفقدان الوعي مرة أخرى، حتي تشعر به و هو يحملها بذراعيه القويتين، كما يحمل الرجل عروسه في ليلة الزفاف.

شعرت مع مرأى جونغكوك، أن كل عذابها قد ذاب، في بحر الحنان الذي يطل من عينيه.

انمحى عذابها، و حل محله امل كبير، فنهضت من فراش المرض و هي تقول:

A Bird Without Wings | JJKDonde viven las historias. Descúbrelo ahora