Part 22 : حين يركع النبلاء

117K 4.6K 7.9K
                                    

القاعدة كانت بسيطة :

" اجعلها جميلة...لكن دربها على القتل ..."

..........................................................................

تتكرر على المرء لحظات في حياته اين يجدر به معاودة العبور على نفس الجحيم..عقاب المرء واحد و الجحيم واحد لكن هدا الخيار لم يكن يوما لها..ما كان لها في هذه الحياة هو كتاب واحد لا غير .."كيف تتقن النجاة على صراط الظلام"..

و يمكنها القول بكل ثقة انه حتى هذا الكتاب لم يكن من تأليفها..ربما عقل مريض من ألفه..و قد يكون عقلا سليما ايضا..!

لذا ها هي هنا..مرة اخرى تنظر للشياطين من مكانها في الأعلى تتساءل ان كان مقدرا لها مند البداية ان تجلس على طاولة حكمهم و ان تكون الاشد قتامة بينهم..لعل حياة المرء تكمن في خياراته.. هي حياتها كانت خيارات مظلمة..هل قامت بتصحيحها او محاولة تصحيحها ..؟

لم تفعل..لأنك حين تجلس على طاولة العشاء مع الشيطان لا يكفيه النهوض والمسح على ثغرك..بل عليك أن تدفع الفاتورة..بنسات من السعادة و بنسات اكثر من الراحة..

وقفت إيرا فاديتا تضع كلتا يديها خلف ظهرها تنظر لخيارها أسفلا..لمن هم جلوس على ظلال عالمها المختار ..كانت بعض من خصلاتها السوداء تسقط على زرقة أعينها تخفي تماما ما يجول في عقل قد يصفه البعض بالعبقرية في الإجرام...هي في الأعلى و هم في الاسفل..هي في مقدمة صراط الجحيم و هم خلفها بخطوات..و جميعنا نعلم أن السقوط من الارتفاع يكون الأشد دمارا..

من منا يختار حياته حقا ؟..هل نحن شخصيات في رواية أم مجرد بشر بأقدار ؟..ما هو القدر حقا ؟..يعتقد المرء بأنه يفهم القدر أو على الأقل سيفعل في مرحلة من مراحل حياته...لكن إدراك المرء يتغير..نحن ندرك أجزاءا من الحقيقة فقط كل يوم..لا يمكن ابتلاعها دفعة واحدة..و جرعتها من الحقيقة اليوم كانت عن القدر..و هي تنظر للشياطين أسفلها و الشياطين على كتفها ثملة من سمية الجو..أدركت كيف يمكن للقدر ان يكون باسمك و لايكون لك في الحقيقة..

زعيمة الشياطين كانت ترى اليوم بأن القدر هو الإسم الذي نحمله معنا منذ الولادة..ينتمي لنا على الورق لكن الأحقية في استخدامه تكون لغيرنا..نفسه القدر..نحمله و نتعود عليه فقط ليقودنا لغيرنا من أجل غيرنا و وحدهم قلة من يستطيعون قيادة أنفسهم لأنفسهم..و بات من الواضح الآن أنها ليست من النوع الأخير..

أن لا تصل بقدرها لنفسها لا يعني أنها عاجزة عن إيجاد نفسها..بل عاجزة عن إيجاد لنفسها عالمها الخاص..من يعرفها حقا سيدرك أنها لا تستطيع الوقوف لا على جهة الظلام و لا على جهة النور..ليست الكل و لا القليل...

من كان ليتوقع أن أندريه كابوني سيكون الوحيد القادر على رؤية ذلك...و لهذا ايضا لم تملك جوابا حين أخبرها أنه يرى فيها الكل و اللاشيء...أكان ذلك ذكاء عظيم من حاكم العالم السفلي؟..أم شفافية عظمى منها هي؟..

صراع المافياحيث تعيش القصص. اكتشف الآن