Part 22 : حين يركع النبلاء

256K 10K 15.3K
                                    

القاعدة كانت بسيطة :

" اجعلها جميلة...لكن دربها على القتل ..."

...........................................................................................................................................

كان أندريه كابوني يسير ببذلته السوداء يضع كلتا يديه داخل جيوب سرواله خطواته هادئة و لا حراس قربه كأنه يسير وسط عرينه بينما العرين عرين أعداءه...لكن الفرق أنه في الحقيقة الجميع يعلم أن المافيا عرينه الأصلي...

منذ خطوته الأولى و دخوله القاعة أين يجتمع النبلاء كان يعم صمت على كل جماعة يمر منها...ببساطة يتوقفون عن فعل ما يفعلونه...بعضهم وقفوا لمصافحته احتراما حياديا فصافحهم ..بعضهم كانوا فقط متفاجئين من وجوده في أفوسيوسي فاديتا يظهر من اللامكان لدرجة أن كل ما فعلوه كان المراقبة وتتبعه بأعينهم بغير فهم..و هناك أفراد عشائر لا يستلطفونه قليلا...حسنا ربما ليس قليلا..لكن الكراهية لم تكن يوما عائقا عنده تمنعه من المشي حولهم...

و تفاجئهم يمكن تبريره إذا ما قلنا ان إيرا فاديتا الجميلة الذكية العظيمة كما تحب هي أن تصف نفسها..أخبرته ان إبقاء خبر حضوره هو وعشيرته سيكون مفاجئا لأعداءه... و نقطة إضافية لصالحهم فلا أحد وضع زعيم كابوني في حسبانه....

ذلك ذكي من إمرأة ذكية...لكن معرفته بها تجعله يعرف أن كلمة مفاجئ عندها تعني شيء ممتع يكسر مللها...كجوائز سانتا كلوز...كيف تصف هي استلطاف بعض العشائر له بسانتا كلوز ؟..المنطق في ذلك غاب عنه...

كل هذه الافكار و هي تدور في ذهنه كانت ملامحه الجدية تخفيها...كان ثابت التعابير هادئ النظرات عكس كل السخرية و الجنون الذي خاضه مع إيرا قبل قليل..و يخصه بها لوحدها...

" زعيم..لم تسنح لنا فرصة لقاءك مند اكثر من سنوات..سعيد برؤيتك..."

زعيم....لم يكن زعيمه لكن الكثيرون ينصبونه حاكما للمافيا ككل...فهو الشيطان الأكبر مهما كبر شياطين و مهما كثروا...

أومأ اندريه برأسه و هو يصافحه بهدوء دون أن يجيبه مكتفيا بذلك كحديث صامت..فعادة هو لا يتجاذب أطراف الحديث كثيرا مع من لا ينتمون له كي لا تحدث إشارات مشوشه في القرارات...هو صار أقرب لزعيمة فاديتا..لكن عداوتهما لسنوات كانت و لا تزال معروفة بين العشائر و يعرفون أن تقسيم العشائر في المافيا بين كابوني و فاديتا لم يكن سهلا بتاتا...

وهذا الرجل الذي قطع عليه طريقه توا يناديه ب 'زعيم ' بعد وقوفه من طاولة مر عليها اندريه.. كان برازيليا ...طبعا تابع لعشيرة مافيا من الشرق و التي أبدت ولاءا كبيرا لزعيم البرازيل الأول المتوفي..و الان هو الحاكم لعشيرته و منظم لحكم فاديتا..

يتساءل أندريه أحيانا كيف استطاعت إيرا السيطرة على منطقة قاسية كالبرازيل...لا يقصد الاستخفاف بقدراتها..يستحيل ان يفعل يوما..لكن بعد وفاة ماركوس روي و انعدام خليفة له حدثت فوضى في البرازيل...فوضى عارمة..

صراع المافياحيث تعيش القصص. اكتشف الآن