قصة أميرة وقرصان، وملك غدر بها، وبحر تلقفها، ورياح ألقتها بعيدا، وحرب ضروس وجدت نفسها بها، ولؤلؤة سرقت منها وتود استعادتها، وعيون قراصنة تراقبها ليل نهار في غربتها .
الفصل الرابع من رواية 💎 لؤلؤة القرصان💎 بقلم ✍️ 🌹منة طارق سليم🌹
وقبل أن تنهض من مقعدها لتسأل ما الذي يحدث، وجدت حراسها يدخلون عليها مستغيثين: مولاتي، مولاتي، سفن غريبة تهاجم الجزيرة وكأنها تمساح بشع يسبح بقوة إلى فريسته ليلتهمها .
هرول الجميع للخارج وفي مقدمتهم الملكة ونارمر يصيح: ليسرع الجميع للسفن لصدهم قبل الوصول للجزيرة.
أمسكت آرسوني بسيفها وهى تقول: سوف اتي معكم. رد نارمر: لا أرجوكي يا مولاتي سيكون من الأفضل أن تقومي بسحب النساء والأطفال والعجائز إلى قلب الجزيرة لكي لا تنالهم المعركة التي ستنشب بعد قليل، ابتعدي بهم عن الشواطئ قدر الإمكان.
أعطت آرسوني الاوامر بسحب النساء والأطفال لداخل الغابة وركضت فوق الجبل وهى تسأل آريانا: كيف علم أبتين المجرم بمكان الجزيرة ؟كيف علم أنني هنا؟كيف؟كيف؟
رأت من فوق الجبل السفن القادمة برايات سوداء اللون، يتجهون لشاطئ الجزيرة ولم يتجهوا لمهاجمة السفن الراسية على الجانب الثاني للجزيرة، فقالت بلهفة: هؤلاء الغرباء لا يعلمون بوجودنا، انظري هناك، لم يقتربوا من السفن التي على الشاطئ الثاني.
ردت آريانا: نعم هذا صحيح يا ملكت... فزعت كلتاهما وقطعت آريانا حديثها عندما رأت سفينة المقاتلين بدأت تتحرك لتعترض طريق السفن الغريبة.
أسرعت آرسوتي إلى نهاية الجبل مع رجلان من رجالها ورفعا لهما الراية البيضاء لمنع المقاتلين من الإشتباك وهى تقول: لننظر اولا ماذا يريدون هؤلاء الغرباء قبل أن نشعل حرباً.
هبط رجال تلك السفن السوداء على الشاطئ بقواربهم الصغيرة لتتضح الفاجعة الكبرى للجميع..
إنهم قراصنة..
قالها نارمر الذي يقف بجانب آرسوني بالقرب من الشاطئ وتابع حديثه بغضب : يا لهذه النائبة، كان من الأفضل قطع الطريق عليهم قبل الوصول للجزيرة، حتى لا يقتربون من رغباتهم بالسلب والنهب .
ردت الملكة وهى تسير وسط المقاتلين الذين هبطوا للتو من السفينة: سننذرهم اولا بمغادرة الجزيرة قبل التهور والبدء في الحرب.
لم يروق ما ذكرت للقائد المتحفز للقتال فأكملت: كما أن في القصة أمر ما غامض، فلو كانت نيتهم السرقة والنهب لما ابحروا إلى هنا بسلام أو حتى هبطوا على أرض الجزيرة ولم يطمعوا في السفن التي على الشاطئ الثاني، انظر لهم لا يبدوا أنهم متأهبين للقتال.
وعلى الجانب الثاني نظر القراصنة بذهول عند رؤيتهم الملكة ومقاتليها على الشاطئ، ينظر هذا فيراهم فيتوقف عن السير فجأة، فيصتدم به من خلفه ومن على جانبه يصتدم في كتفه ولا أحد يأبه بالاصتدام بل الجميع يقف يحدق لهؤلاء الغرباء.
يتقدمهم ويتوسطهم شاب قوي يبدو أنه كبيرهم، ينظر جميع القراصنة للغرباء على الجزيرة ثم ينظرون لكبيرهم وكبيرهم شأنه شأن الجميع يقف مصدوم، يراقب هؤلاء الغرباء الذين يردون عليهم نفس نظرات الغرابة، من أنتم؟وماذا تفعلون على جزيرتنا؟ الفريقين يتساءلون من أنتم؟وماذا تفعلون على الجزيرة؟
أوشكت صخور الجزيرة أن تسأل نفس السؤال.
فجأة هجم أحد القراصنة على الفريق الثاني وهو يصيح: غزاة، غزاة، وانغمس بينهم واتبعه الباقون بدون تفكير وانقلب الشاطئ لمعركة حامية تعج بالفوضى بين الطرفين في لحظات.
معركة غير متوازنة، القراصنة يحاربون بغوغاء ولا أحد يحكمهم ولا نظام بين صفوفهم، وفريق الملكة يرأسهم نارمر، ووجدت آرسوني نفسها وسط المعركة على حين غرة، حراسها يحاولون سحبها خارج المعركة وهى تصيح: علينا إيقافهم قبل أن يقتل أحد، علينا إيقافهم .
رد حارسها: يا مولاتي لنا سلطة لإقاف رجالنا وليس لنا سيطرة على هؤلاء الهمج الرعاع، فكيف سنوقفهم؟ ولو أمرنا رجالنا بالتوقف لمنحناهم فرصة هزيمتنا بسهولة.
تشتت يمينًا ويسارًا بين ضربات السيوف، وهى تراقب أساليب قتالهم التي لا يمكن التنبؤ بها، في الحقيقية ليس لديهم أساليب ثابة، عدد القراصنة كبير ويتجمعون حول جنودها كتجمع المتسولين حول الثري لينهبوه.
لم يساعدها عقلها إلى اي طريقة لإيقافهم.
من بين جميع القراصنة جذب عيونها ذلك الشاب الذي يتوسطهم، مهارته سجنت عيونها لتراقب قتالهُ رغمًا عنها، كلما هزم مقاتل يضربه بقبضة سيفه في رأسه ليغشى عليه فيتركه ويدفع هذا بقدمه بقوة ليطرحه أرضا ويذهب لمبارزة غيره، جميع القراصنة محتفون به وكأنه سر قوتهم يحاربون بالقرب منه وهو لا يقتل أحد .
لمعت عيون الملكة وهى تنظر إليه وتقول: أنا أعلم كيف سأجبرهم على وقف القتال. وسحبت خنجر من الحارس الذي بجانبها وهى تقول: فلتغفر لي خطيئتي يا إلهي، فلتغفر لي خطيئتي . يتبع ..
Oops! This image does not follow our content guidelines. To continue publishing, please remove it or upload a different image.
