الفصل الثامن.

91 26 35
                                    


مرت الأيام و الليالي و أنا لم أرى أو أُحدث عزيزة قلبي.
أخبرتها بِأني لم أعد أحبها.. إذًا لما قلبي ينبض بِألم لها؟
لما قلبي ينبض بِإشتياق لها؟

لم أقوى على النظر إلى عيناها مجددًا.
لم أقوى على سماع صوتها مجددًا.
أنا أصبحتُ وحيدة.
لا يوجد بِجانبي سوى صديقة دربي و روحي و حالها لا يقل سوءًا عن حالي مُطلقًا.

لم أخرج من بين أحضان صديقتي طوال الليالي الفائتة.
لا أشعُر بِأني أنتمي لِهذا العالم بعد الآن!

هي كانت عالمي و الآن أنا بعيدة عنها.
أشعُر بِبرودة العالم رغم إرتفاع درجات الحرارة.
أشعُر بِقساوة العالم رغم أني لم أحدث شخص من أيام!
أشعُر بالنبوذ! أشعُر بِالمرض ؛ فَبُعدها يقتلني.

لا أعلم لما!
لا أعلم لما و لكني قررتُ إصلاح ما أفسده حبي.
سأُصلح علاقتي بِعزيزتي و أتخلص من حبي الذي دمرني.

طوال الطريق و دموعي هي الشيء الوحيد الذي أراه.
أنا خائفة!
خائفة أن تتخلى عني!
و لكنها تُحبني صحيح؟
لن تتخلى عني بِسهولة صحيح؟
سَنخطو الدرب سويًا صحيح؟
سَنشيخ سويًا أليس كذلك؟

أنا أحاول أن أتفائل!
و لكن ياليتني علمتُ أن بعد ذلك التفائُل خيبة أمل سَتفتك بي.
وصلتُ إلى المكان المنشود.. المكان الذي به ذكرياتنا و همساتنا و قُبلاتنا!

نبضات قلبي أضطربت و أنفاسي أنعدمت.
رأيتها! لا أستطيع تحديد ملامحها.
أخشى أني نسيتها!
أو هي من نساني من يعلم؟

"مرحبًا؟"
خرج صوتي الضعيف على هيئة سؤال أكثر من كونه تحية!
إلهي قدماي لا تحملاني أريد البكاء و الذهاب بعيدًا، أريد الهرب!

"مرحبًا"
قالت هي و صوتها جعل القشعريرة تسري بِطول عمودي الفقري!

"أنا.. أنا لا أعلم حقًا، لقد أشتقتُ لكِ! أشتقتُ لِأيامنا، لحظاتنا و أصوات ضحكاتنا!
حبي دمر كل شيء و لكنه لم يعد موجود صدقيني! هل يمكننا البدء من جديد؟ رجاءًا؟"
صدقتُ! صدقتُ بِكل حديثي عدى حبي الذي ليس له وجود.
فَحبي كما هو لم يقل و لكنه يزيد، و قلبي ينبض حبًا لها هي فقط!

" عزيزتي! أنا أسفة.. أنا فخورة بكِ! أنا سعيدة بِنجاحاتكِ! ممتنة لِلحظاتنا! ولكن!. ولكني لن أقدر على إكمال مشواري معكِ.. مررنا بالكثير و طاقتي أستُهلِكت بالفعل.. أسفة عزيزتي و لكني لا أستطيع!"

ماذا؟
أنا أحلم صحيح؟
هي لن تتخلى عني بِسهولة صحيح؟
هي تحبني أليس كذلك؟

أنا لا أتنفس أقسم!
الهواء يأبى الدخول إلى رئتاي!
و عيناي؟ عيناي لا تتوقف عن ذرف الدموع!
أريد الإختفاء! أريد الموت!

إلهي لماذا؟
أنا لا أستطيع العيش بِدونها!
إنها الدواء لِمرضي؟
إنها الشفاء لِدائي؟
إنها المفتاح لِقلبي؟

كيف؟ لقد وعدتني!
ماذا حل على هذه الوعود؟!
أين أختفت تلك العهود؟

هل أنا أؤذيها؟
إلهي ماذا أقترفتُ؟
ما الذي أقترفته يا قلبي الحزين؟
هل هذا بِسبب حبي؟
إذًا تخلص منه يا إلهي!

كيف سأعيش بِدونها و حبي مازال بِقلبي؟
كيف سأعيش بِدونها من الأساس؟

إنه حلم أليس كذلك؟
إنها هلوسة من هلوساتي أليس كذلك؟
أجل بِالطبع إنها هلوسة أخرى التي أعتدتُ تخطيها معها.. معها و بِسببها هي فقط!
أنا ضعيفة أقسم لستُ بِقوية!
لم أكن قوية يومًا ولن أكون بِدونها!
إنه حلم بِالطبع!
يجب أن يكون.

"عزيزتي؟"
إلهي إنه ليس حلم!
هل هي حقيقة؟
صوتها أنتشلني من أفكاري..
ياليتني ظللتُ غارِقة بِأوهامي و لم أتدارك الحقيقة!

"أنا بخير!"
قُلتُ وهي دموعي تنساب على وجنتي و كالعادة كذبتُ!
فَمن سَيكون بِخير عند خسارة صديقته قبل كونها حبيبته؟

"أنتِ لا تستحقيني أقسم!
دموعكِ لا تستحق، أنا واثقة أنكِ سَتتخطيني و تكوني أفضل كاتبة أنا واثقة!"
لماذا؟
صوتها أنتشلني من أفكاري مرة أخرى!
كيف لها أن تكون واثقة أني سَأتخطاها؟
كيف لها؟
كيف سَأنسى حبيبتي و عزيزتي؟
كيف سأنسى حبيبة روحي و عزيزة قلبي؟

و إن مرت مِئات الدهور سَتظل هي بِقلبي!
وهل سَأكون أفضل كاتبة؟
أنا لا أريد! لا أريد أن أكون وهي ليست بِجانبي!

من؟ من سَيساعدني على تخطي هلوساتي و نوبات هلعي؟
من سَيساعدني على تجفيف دموعي؟
من سَيلتقطني عند سقوطي؟

"هل يمكنني أن أطلب طلب أخير؟"

"أي شئ من أجل عيونكِ عزيزتي!"
عزيزتي؟ عزيزتي مجددًا.. لماذا؟
لماذا يا إلهي؟

"هل يمكنني أن أقبلك للمرة الأخيرة؟
أتذوق شهدك للمرة الأخيرة و أتحسس شفتاكِ للمرة الأخيرة؟
دعيها تكون القبلة الأخيرة و قبلة الوداع فَهل يُمكن؟"
دون أن تنطق هي بِحرف واحد  ألصقت شفتاها بِشفتاي!
أتلذذ بِطعم شفتاها للمرة الأخيرة و أستمتع بِتقبيلها للمرة الأخيرة!
ولكن أين المتعة؟ أنا لا أجد سوى الألم.

قُبلتنا هذه المرة لا يوجد بها سوى الألم و الحزن!
ألمي أنا و حزني أنا و القليل من دموعي!
أتبادل حزنها و هي تتبادل حزني عبر قُبلتنا!

لِتمسح هي دموعي دون أن تفصل القُبلة حتى!
فَإن فصلتها لن تُقبلني مجددًا!
و كلانا لا يريد الإبتعاد!

شهقاتي مكتومة بِسبب شفتاها و صدري يعلو أكثر كل ثانية.
لِأفصل أنا القُبلة قبل أن يتوقف قلبي و أقول...
"شكرًا! شكرًا لِكونك سعادتي!"
كانت آخر جملة قُلتها قبل أن أغادر تاركة قلبي بِحوذتها و تاركة روحي بِمنزلها.

أنا حتى لا أريد العيش فَلما مازلتُ على قيد الحياة؟

إهداء إلى أسير قلبي. Where stories live. Discover now