أنا.

23 7 0
                                    

دعوني، أتحدث عني قليلًا.
رُبما لم يهتم أحدٌ بسؤالي مِن الآساس، ولكِن ظل سؤالي الوحيد من أنا؟

-وجدت أن التفكير في الموضوع مرهق، يجتاحني تِلك الذكريات الأليمة، والكثير من المعاناة كأنسانة فاشلة.
-
ولكِن صدقًا.. من أنا؟

-في أجزاء حياتي كطفلة، لم اكَ طفلة حتى، كُنت معقدة مليئة بالندوب أثر تعنيفي المستمر، ولكِن كُنت سعيدة، كنت أبحث عن المتعة والسعادة بابتسامة مرهقة، كنت أزال سعيدة حتى ذاك اليوم.
-
تنهمر دموعي الآن وهكذا؟ عن من تتحدث يصديق، أنا أبكي؟ هل أمتلك قلبًا من الأساس؟
_

- في أجزاء نفسي، رقدتُ كطفلة باكية، أردتُ الحصول على الحُب المشاعر، الحنان، العِناق ولكِن أنى لي من هذا، أنا حرفُ ضائع وسط أبواب المعاجِم، كُنت الفًا حيثُ لا وجود للألف، كنت الصوت الخافت.
-
صدقًا، ظننت أن ليّ مشاعر، فاستمتعتُ بعصرها تحت قدماي، المشاعر ليست ليّ.

-عشتُ وحيدة، بِلا روح بِلا نفس وأصدقاء، بحثتُ عن ذاك الصديق الجيد بل وحلمتُ به، ولكِن كان حظي أسود من لون عيناي، كُنت وحيدة حتى وسط تِلك الناس التي حاولت الإندماج معهم، ولهذا كرهت فكرة وحدتي، كنت اخاف من العتمة والظلام طول طفولتي، وأجبرت نفسي أن يكون عنواني هو العتمة.

أحيانًا لا أشعر كمراهقة، أشعر أن كل ذلك مجرد فراغًا نسبي وأنا نظريةُ أينشتاين في العصر الحجري- إي لا وجود لها لأنها مُنقرضة.

-الدموع أنهمرت حينما أخبرت أمي أول مرة أنني أكرهُها، ولكِني بالفعل لا أمتلك ذاك التقديس والحب لها، تسائلت أذ كُنت أبغضها أم أبغض سوء تربيتها لي، ولكِن لا أقصد سوء التربية كإنسان، ولكِن ولا أنكِر قد أحتجتُ المشاعر منها، أردتُها أن تعانقني، أن تكون أمي ولو ليوم واحد.

من يجادُل عن فِكرة قد مات صاحبها؟ العديد من الاغبياء.
لِذا تموت الفكرة، ويموت الرجل حتى يأتي رجُل أخر بفكرة جديدة مع إحتمال الموت والنضال لتِلك الفكرة.

-تسائلتُ في تِلك الفترة، هل أحتاج لطبيب نفسي حقًا؟ تحجرت أحبالي الصوتية، لم أستطع قول شيء، أردتُ البوح وحينها ككل مرة، لجأ أبي لتعنيفي، ولكِن خلف صرخاتي وألم جسدي أثر حِزامه الجلدي وهو ينتهك بشرتي، كُنت أعلم بإن الفراغ القادم، وماذا بعد هل سيعنفني بالعدول عن الفكرة؟ لا، سأكون الموت للفكرة.

أنا أشعر كعجوز، ولكِن لِمَ التفكير؟ فالعُمر فَان.

-لقد ذهبوا، وذهب وأنا الوحيدة..هنا في أسفل حوض حمامي أبكي وأصرخ أثر دمائي لقد قطعت أخر أمل لديّ، أو هذا ما ظننته حقًا، حينما جفت دموعي نهضت لأضمد جرحي، علمت أنها ليست النهاية.

ولكِن لم أكُ يومًا صالحة، ولستُ محبة للصالحين وأنا لست منهم بالفعل، الأنسان وما هو الأنسان؟ هو المزيج الأسود بين كُل الخطايا.

-قد قُلت لنفسي، أنه يجب النهوض لم أعلم حتى لِمَ قتلت مشاعري في تِلك اللحظة، ولكِن لِمَ أشعر بشيء، ملامح وجهي أصبحت أبرد..لِمَ؟ تنفستُ إلى أخر نفس، حينما صعدتُ بوجه خالي، أواجه من قتلني، ولكِن لم أدر من أنا، حينما اُذِيتُ، وأَذيت، شعرتُ باللذة، حينما وطئت قدماي جراحهم.

أنا المزيج من كُل شيء خاطئ.

-والآن أنا، الإنسانُ المتناقض بين كُل الخطايا، وما هو قلبي؟ الحجرُ الذي تم صُنعه، من خيبات الآمل، أم من تجاهُل ما أنا؟ ولكِن حقًا هل شعرتُ يومًا بمن هي أنا؟ أناظِر الجميع، استمتعِ بلعبِ دور البريئة والصالحة، ومتعتي الوحيدة هي لذةُ الإيذاء، متعة الراحة بعد يوم متعب من كُره نفسي.


والآن، لقد عرفتُ من أنا.



أناWhere stories live. Discover now